بات مهرجان الغربية للرياضات المائية حدثاً متميزاً ضمن أجندة السائحين والزائرين للمنطقة الغربية، فأصبح مألوفاً أن تجد الأسر بكامل أفرادها من دول أوروبا وأميركا وآسيا، تجوب أجنحة المهرجان المختلفة، حيث جاء بعضهم للمرة الأولي بعدما سمعوا عن الحدث من الذين حضروا في الدورات الماضية لمتابعة المهرجان. وحول ذلك يقول أندرو مارك من ألمانيا ، "أنا أعمل في دبي ، وقد سمعت عن المهرجان من وسائل الإعلام، وكوني أعشق الرياضات البحرية قررت أن أزور المهرجان لأتابع ما يقدمه من فعاليات ومسابقات متنوعة، وألا يفوتني أي جولة من جولاته القادمة"، حيث قام بتنيظم مواعيد عطلته للتتناسب مع موعد المهرجان، الذي يرى أنه من أفضل المهرجانات، حيث إنه لا يقتصر على الرياضات البحرية والمسابقات المائية فحسب، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. أما البريطاني جون بيكاري، فقال إنه جاء للمهرجان بعدما لقي صدى واسعا على مستوى عالمي، وقرر أن يخوض تجربة جديدة في ركوب البحر والتعرف على ثقافات أهل البحر في دولة الامارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن مهرجان الغربية بات نموذجا للتكامل بين المتعة والإثارة والترفيه بما يقدمه من فعاليات مشوقة. ويعتبر ابراهيم مرعي ، من الأردن ، أن أجواء البحر في هذا الوقت من السنة تكون من أروع ما يكون ، ولقد أصبح مهرجان الغربية ضمن الأجندة السنوية الثابته لقضاء أجواء من المرح في المنطقة الغربية ، حيث المتعة في ممارسة الألعاب الرياضية والترفيهية التي تناسب كافة الأعمار والأجناس ، فتجد فيها مكان لطفل والمرأة والرجل . كرنفال عائلي يجمع المتعة والفائدة على شواطئ المرفأ بالمنطقة الغربية أكد أهالي وزوار لمهرجان الغربية للرياضات المائية أن المهرجان أصبح كرنفالاً عائلياً من خلال فعاليات وأنشطته التي تقام ضمن فعاليات المهرجان بما تحتويه من ألعاب وأنشطة ترفيهية وثقافية وتراثية ، مشيرين إلى ذلك برسم البسمة والفرح على وجوه الأطفال المشاركين، وهو ما شهدته الفعاليات التي اكتظت بالعائلات، حيث أكد الأهالي أهمية المهرجان في خلق أجواء ترفيهية لأبناء المنطقة وزوارها. وفي هذا ، تقول سمية يوسف، إن البرامج والفعاليات المصاحبة للمهرجان ساهمت في إخراج أطفالنا من عالم "الديجيتال وألعابه" إلى الملامسة المباشر للنشاطات كالرسم والتلوين وألعاب شد الحبل والخيش، ناهيك عن التواصل الاجتماعي لأطفالنا مع أقرانهم, كما وجدتها فرصة للتواصل بين الأطفال و آبائهم وأمهاتهم نظراً لظروف الحياة الصعبة وعدم توفر الوقت الكافي للتفاعل مع الأولاد بسبب ضغط العمل فيأتي المهرجان بفعالياته ليكون متنفساً للعائلة. وأكدت مريم الحمادي ، من سكان المرفأ ، أن أنشطة قرية الطفل والبرامج المصاحبة للمهرجان جاءت منظمة ومتنوعة ومسلية ، مشيرة إلى نوعية الفعاليات المقدمة للطفل لما فيها من ترفيه وتثقيف في ذات الوقت وهو أسلوب محبب يدخل الفرح والسرور إلى قلوب أطفالنا وينمي ذاكرتهم و يوسع مداركهم، ويعلمهم الابداع والتفكير وسط أجواء تراثية. ويرى عبدالله الرميثي أن المهرجان وفعالياته يسهم في تنمية المنطقة من كافة النواحي، حيث عمد أهالي المنطقة إلى قضاء عطلة الأسبوع مع العائلة في مدينة المرفا حيث الفرح والمتعة والموسيقا والفنون الشعبية والتراثية, كما نوه إلى أن القرية تتميز بالرعاية الشديدة والعناية الفائقة من المشرفين على الأطفال المتواجدين الذين يسعون إلى تأمين كافة متطلبات الأطفال، ويوفرون أجواء ساحرة وآمنة بذات الوقت. "بيت النوخذة" مركز للتعلم أمام أطفال المهرجان يشارك الأطفال في مهرجان الغربية للرياضات المائية بورش عمل تنفذ داخل بيت النواخذة للاطلاع على المكونات التراثية القديمة المستخدمة في رحلات الغوص وصيد اللؤلؤ وكيفية صناعة " الليخ " شباك الصيد وغيرها من الادوات التراثية القديمة التي كان يعرفها أهل البحر ويستخدمونها خلال رحلاتهم. ويقدم أصحاب خبرة من كبار السن عرضا مفصلا يتناسب مع عمر الأطفال حول كل ما يتضمنه المحمل من أدوات تستخدم في الصيد ، مثل الدّيين وهو الكيس الذي يضع فيه الغواص ما يجمعة من أصداف ومحار أثناء كل عملية غوص تحت الماء ويعلق هذا الكيس دائما في رقبة الغواص أثناء قيامة بمهمة الغوص، وأيضا "اليّدا " هو الحبل المتصل بين الغواص والسيب والذي عن طريقه يرتفع الغواص إلى ظهر السفينة بعد كل عملية غوص إلى أعمال البحر ، وما يتطلب لفتح الأصداف للبحث عما بداخلها من لؤلؤ. وتم تدريب الأطفال على كيفية إستعمال بعض الأدوات ، وكيف عمل بعضها الآخر ، حيث تم تنظيم مسابقة للمشاركين لقياس مدى استجابتهم للمعلومات، ولجذبهم لتعلم التراث القديم والاطلاع عليه ، حيث أظهر الأطفال المشاركون سرعة في التعلم والتعامل مع تلك الأدوات، وتم تكريم الفائزين على المسرح الرئيسي للمهرجان. إبراز الماضي بكل تجلياته في فعاليات قرية الطفل في مهرجان الغربية للرياضات المائية عالم من الترفيه والتعليم تشهدها قرية الطفل في مهرجان الغربية للرياضات المائية، وقد شهدت فعاليات القرية إقبالاً كثيفاً من قبل الأسر المتواجدة داخل ساحة المهرجان لما تخللته من مسابقات ترفيهية ثقافية تراثية مع جوائز عينية جذبت الأطفال للمشاركة لتحقق بالتالي القرية الهدف الأساسي من وراء إقامتها وهي تعريف الجيل الجديد بماضي الأجداد وحياتهم والصعاب التي واجهوها للوصول إلى الحاضر المشرق، إلى جانب مسابقات الرسم التي لونت من خلالها أنامل الأطفال حكايات كثيرة عرفوها عن الأجداد من خلال هذا المهرجان الذي أتاح لهم فرصة المشاركة والتعلم والترفيه والربح. لم تقف الفعاليات عند هذا الحد بل كانت هناك مسابقة القصة القصيرة التي تقوم على تلخيص الأطفال للقصة التي قرأوها، وألعاب الخفة التي حازت على إعجاب الأسر بشكل عام من مختلف الأعمار، والألعاب التراثية والشعبية، ومسابقة شد الحبل، الأشغال اليدوية، مسابقة الراوي، وشخصيات متحركة للأطفال، والتي تهدف إلى إحياء التراث الشعبي للإنسان الإماراتي، واستحضار صور من حياة الماضي لتذكير الأجيال الحاضرة بحياة الأقدمين، وحظيت فعاليات الأكلات الشعبية، والملبوسات بمشاركة من قبل الأسر والأطفال، سعياً منهم لإبراز الماضي بكل تجلياته سواء في عادات الأزياء أو الغذاء. وتخللت الفعاليات تركيب الأطفال لمجسم لعبة كبير من قطع "البازل" وقد أمضى الأطفال فيها وقتاً ممتعاً تسابقوا خلاله على وضع القطع في مكانها الصحيح لتتم الصورة أخيراً بشكل متناسق ومتكامل. كما يتضمن المهرجان مجموعة من الورش الفنية بالإضافة إلى ورش مستلهمة من البيئة الإماراتية التي يستضيفها المهرجان واستطاعت أن تجذب الجمهور الأجنبي من سياح الذين تجمعوا للتعرف عن كثب على ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة بقالب ترفيهي تثقيفي. إنّ الإقبال الجماهيري على فعاليات قرية الطفل في أبلغ دليل على نجاح الحدث في تقديم صورة جذابة للتراث الإماراتي بما يحويه من تنوع وأصالة إلى جانب هدفه الأساسي الذي يتمثل في الحفاظ على التراث وتقديمه بصورة جذابة إلى الأجيال الجديدة، وهو ما يحقق هدف اللجنة من هذه الفعالية بأن يصل التراث بكافة مجالاته إلى الأجيال الجديدة، وأن يتم تحفيزهم لممارسته