التكدس المروري في القاهرة صداع مزمن.. فشلت كل محاولات علاجه.. نظراً لحجم الحركة المرورية علي منطقة وسط البلد والتي تضم محال تجارية وعددا من المصالح الحكومية التي تقدم مختلف الخدمات للمواطنين وقد جاء افتتاح جراج التحرير كأحد الحلول الهامة للقضاء علي حالة التكدس المروري في هذه المنطقة.. فهل يضع نهاية للمشكلة، وما هي رؤية المواطنين في هذا الإنجاز العملاق.. هذا ماتتناوله »أخبار السيارات» خلال السطور القادمة. جاء افتتاح جراج التحرير " بشرة خير"، بعد أن طال انتظاره، حيث بدأ إنشاؤه منذ عام 1997 وتوقف العمل به لسنوات عديدة، حتي عام 2010 وقتها تم إسناد شركة "المقاولون العرب" لتنفيذ المشروع وتم عمل تعديلات كثيرة، وبلغت التكلفة الإجمالية للجراج ما يقرب من مليار جنيه شاملة قيمة الأرض وأقيم علي مساحة 20 ألف متر مربع ويسع ل"1700 " سيارة ومكون من 4 طوابق أسفل الأرض، بها 4 مصاعد و11 سلماً إضافة إلي جراج خاص يسع 24 أتوبيس نقل عام لتخفيف العبء علي منطقة "وسط البلد".. المنطقة المظلومة دائما بما تحتوي من هيئات ووزارات ومؤسسات ومصالح متنوعة يقبل عليها الألاف من جماهير المواطنين لقضاء أعمالهم ومصالحهم ، بما يسبب حالة للزحام المروري المكثف ، ولكن جاءت أسعار الانتظار بالجراج بما لا يشتهي أصحاب السيارات مما أضعف من الإقبال علي إستخدام الجراج، مما دفع محافظ القاهرة لتخفيض أسعار الانتظار لتصبح الساعة الأولي ب"4" جنيهات بدلًا من 5 جنيهات، ومن الساعة الثانية وحتي 8 ساعات بثلاثة جنيهات للساعة الواحدة بدلًا من 4 جنيهات، ومن الساعة التاسعة وحتي 24 ساعة ب2.5 جنيه للساعة الواحدة بدلًا من 3.5 جنيهات. كما قرر المحافظ تخفيض قيمة الاشتراكات الشهرية للسيارة الواحدة لتصبح 500 جنيه شهريًا بدلًا من 600 جنيه، والاشتراك الشهري للسيارتين وحتي 10 سيارات لتصبح 450 جنيها بدلًا من 550 جنيها، وأصبح الاشتراك الشهري للسيارات الأكثر من 10 وحتي 100 سيارة 400 جنيه بدلًا من 500 جنيه، كما أصبح الاشتراك الشهري لأكثر من 100 سيارة 350 جنيها بدلًا من 450 جنيها. وجاء افتتاح الجراج بالتزامن مع قرار محافظة القاهرة بمنع انتظار السيارات في شوارع محمد محمود وشريف وطلعت حرب والبستان مما أدي إلي حدوث سيولة مرورية، أما التسعيرة الجديدة ومدي ملاءمتها لمرتادي منطقة وسط البلد من أصحاب السيارات حتي بعد خفضها عبر الكثير عن رفضهم لهذه التسعيرة التي تجعل تكلفة انتظار يوم واحد في الجراج يصل إلي 30 جنيها ، بعكس الركن في الشوارع الجانبية مع السايس أو الركين ب 5 جنيهات في اليوم كله. تكلفة انتظار مرتفعة أشار هاني سيد –طبيب- إلي ارتفاع الأسعار وضرورة مراجعة المحافظة لهذه الأسعار مرة أخري حتي بعد تعديل الأسعار وذلك لانتظار أغلب الموظفين لمدة تصل إلي 8 ساعات يومياً مما يمثل عبئا إضافياً عليهم ، وأيده في الرأي ممدوح علي –مهندس- الذي أوضح أن فكرة الجراج في هذا المكان فكرة ممتازة لتخفيف الضغط عن منطقة وسط البلد وشوارعها من كم السيارات التي تنتظر يوميا بها ولكن المشكلة في الانتظار لفترات طويلة بالجراج فسنجد أن حساب السيارة الواحدة يصل إلي 30 جنيها تقريباً في 8 ساعات فقط وذلك الرقم يمثل تكلفة مرتفعة جداً. وعبرت نادية ياسين – موظفة بشركة سياحة - عن غضبها من الزحام المستمر حتي الآن بشوارع وسط البلد بسبب السيارات التي تركن صفين وثلاثة رغم افتتاح الجراج من فترة وذلك بسبب ضعف الإقبال علي الجراج رغم تخفيض أسعاره والحل يتمثل في تخفيض أسعار الانتظار بالجراج مرة أخري ليكون مناسباً لدخول المصريين ، فليس من المعقول أن أدفع يومياً 30 جنيها لركن سيارتي. أحمد عماد – طالب دراسات عليا- قال إن السايس هو الحل فأنا آتي يوميا لإحدي الجامعات بمحيط التحرير ولكي أركن سيارتي يومياً بالجراج فهذا يعتبر "خراب بيوت" بالنسبة لي فالأفضل أن أركن في أي شارع جانبي مقابل 5 جنيه للسايس. وأثناء وقوفنا بالقرب من الجراج فوجئنا بسيارة تقودها سيدة تخرج من باب الدخول قبل أن تركن سيارتها وبالحديث معها قالت إنها جاءت لتركن سيارتها هنا لأول مرة حرصا علي سيارتها من "بهدلة" الشارع و"غلاسة" السايس ولكنها فوجئت بارتفاع الأسعار، وأشارت أن الأسعار مناسبة جدا للفترة القليلة مثل ساعة أو اثنين لكن فترة الانتظار أثناء العمل والتي تصل ل 6 أو 8 ساعات ستكلف مبلغاً كبيرأ لا أستطيع تحمله. وخالفها في الرأي محمد المهدي –تاجر- الذي أشاد بمستوي الخدمة المقدمة بالجراج ووجود أفراد أمن وكاميرات مراقبة وعلامات إرشادية وأجهزة إطفاء للحريق مما جعلني أشعر بالأمان وأنا أترك سيارتي لعدة أيام أثناء السفر أو لساعات طويلة. وأيده أحمد بكر-موظف استقبال- في الرأي قائلا أن الجراج به خدمات متميزة ومعاملة محترمة من العاملين به ولكنه يظل صعب القبول لدي الطبقة العاملة من أصحاب السيارات بمنطقة وسط البلد أو التحرير لأنهم يتركون سياراتهم لساعات طويلة أثناء عملهم وبالتالي إجمالي ما سيدفعونه يعتبر مبلغا مرتفعا للغاية مقارنة بالركن في الشوارع مع السايس ، أما أصحاب السيارات الفارهم من قاطني المنطقة أو أصحاب المحلات والشركات الموجودة بمحيط التحرير فهذا ما كانوا ينتظرونه نظرا لحرصهم علي سياراتهم وعدم وجود أماكن انتظار آمنة لسياراتهم.