الاستمرار في البدايات السيئة لا يقود أبدا إلي نهاية حسنة، مابين دفتي هذه الجملة تكمن تفاصيل الواقعة المؤسفة التى شهدتها مدينة ابوالنمرس، جريمة قتل شنعاء راح ضحيتها عاطل على يد صديقه اثناء تناولهما للمخدرات بإحدى المناطق المهجورة ونشوب الخلاف بينهما فى وقت غابت فيها العقول، طعنات نافذة في صدر المجني عليه أودت بحياته فى الحال ،أما لماذا وكيف تطور الخلاف الى جريمة قتل، هذا ما تحمله السطور التالية. عندما يتسلل الشيطان بين الأصدقاء تصبح لغة الدم هى الحوار السائد بين الطرفين لتنتهى بمصرع احدهما على يد الآخر، هذا ماتم كشفه بعدأن تلقى المقدم محمد عليان رئيس مباحث مركز ابو النمرس بلاغاً من الأهالى يفيد بالعثور على جثة شاب فى العقد الثانى من عمره مصابا بطعنات نافذة بالصدر والرقبة، وتم تشكيل فريق بحث، أشرف عليه العميد عبدالحميد ابوموسى مفتش قطاع مباحث جنوبالجيزة وتبين من التحريات ان المجنى عليه كان برفقة شخص آخر أثناء تعاطيهما المخدرات ونشوب الخلافات بينهما على هاتف محمول ليقوم المتهم بالتعدى عليه بسكين ووفاته فى الحال. ومن خلال مصادر المعلومات والتحريات اللازمة تم تحديد هوية المتهم ومحل اقامته لتقوم على الفور حملة امنية استهدفت محل المذكور والقبض عليه وبمواجهته، جاءت اعترافاته مشحونة بالندم، وسط حالة من الغياب التام للوعى وذهاب العقل الذى تأثر بالمخدرات ليقوم المتهم "رشدى.ف" 30 سنة بقتل صديقه "عادل.ب" 27 سنة ببرود تام والتخلص منه وإلقاء جثته فى الزراعات والفرار هارباً من مكان ارتكاب الواقعة. يتحدث المتهم بصعوبة وأسى، لم أشعر بارتكاب الواقعة إلا بعد ان عدت الى مقر اختبائي وأنا أحدث نفسي كيف قادني تفكيري الى قتل صديق عمري والذى جمعتني به صداقة دامت اكثر من خمس سنوات، لا نفترق فى الأفراح والأحزان حتى صارت العلاقة بيننا اكثر من الأشقاء، إلى ان جاء اليوم المحتوم وتجمعنا مثل اى يوم نتناول المخدرات فى جلسات السهر فى احدى المناطق المهجورة بمنطقة ابوالنمرس . ويضيف المتهم ، كان يقضى العديد من الأوقات فى منزلى لنسهر معاً حتى بزوغ الفجر ليتغلب علينا الشيطان وقضاء الأوقات فى شرب المنكرات من خمور ومخدرات بكافة أشكالها. وفى احد الأيام طلب منى المجنى عليها الهاتف المحمول الخاص بى على أن يعيده لى مرة أخرى حتى طالت المدة ومرور الميعاد الذى قرر فيه أن يعيد الهاتف ولكنه لم ينفذ وعده .. وفى كل مرة اسأله فيها يخرج إلىّ بالحجج التى ليس لها نهاية حتى شعرت بأنه لا يريد ان يعيده لى .. وفى جلسة من احدى الجلسات التى كانت تجمعنا بعد ان تناولنا المخدرات طلبت منه الهاتف مرة أخرى ولكن فى هذه المرة احتدم النقاش بيننا تطور الى مشاجرة بالأيدى لأقوم بإشهار سلاح ابيض كان بحوزتى "مطواه" والتعدى عليها بالطعنات النافذة فى الصدر والرقبة حتى سقط على الأرض جثة هامدة، وفور ارتكابى الجريمة اخذت افكر ماذا افعل حتى حملت الجثة والقيت بها فى منطقة زراعية وهربت على الفور حتى لا يكتشف احد امرى .. ذهبت الى المنزل وانا اشعر بأعين الناس تراقبنى شاهدة على ما ارتكبت من جريمة شنعاء حتى اختفيت عن الأنظار وقيامى بحرق ملابسى التى كنت ارتديها وقت ارتكاب الجريمة بعد ان تلوثت بدماء المجنى عليه .. وما هى إلا 48 ساعة حتى تمكنت الشرطة من تحديد محل اقامتى والقاء القبض علىّ بتهمة القتل العمد فى حق صديق عمرى. تم ضبط السلاح المستخدم فى الجريمة وإخطار اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة، الذى أمر بإحالة المتهم الى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات لتقرر حبسه اربعة أيام على ذمة التحقيقات على ان يراعى التجديد له فى الموعد المحدد .