»النجومية».. عليها ضريبة.. لكل من يتمتع بها عليه أن يؤديها في مختلف المجالات.. ومن بينها الرياضة.. كل نجم في الملاعب يحظي بالشهرة وحب الجماهير والتقدير الأدبي والمعنوي عليه أن يؤدي لبلده حقها.. كما يحصل هو علي جميع حقوقه ولا يتواني عن المطالبة بها.. حتي أن بعض اللاعبين- من النجوم- يرفضون اللعب إلا إذا أخذوا كل حقوقهم. أبسط حقوق بلدك عليك.. «أيها النجم».. أن تشاركها في آلامها.. وتقف بجوارها في مصابها.. وأن تضع نجوميتك حيث تحقق لها عملاً مفيداً. كنت أتصور أن يهب نجوم مصر في مختلف اللعبات لتقديم العزاء في شهداء مصر الذين ذبحتهم أيادي الغدر والخيانة والخسة في ليبيا.. وللأسف لم يذهب أحد سوي أحمد حسن نجم مصر السابق للعزاء في الكنيسة.. ربما لأن معظم الشهداء من المنيامسقط رأسه.. أو لأنه قضي فترة طويلة محترفاً في الخارج.. فتعلم أن من أهم دروس الاحتراف أن يكون له دور اجتماعي، ويحول نجوميته إلي مهمة وطنية تشارك بفاعلية في قضايا البلد.. كما يفعل المحترفون الكبار في كل أنحاء الدنيا. لماذا لم يذهب النجوم الكبار إلي أسر الضحايا للشد من أزرهم.. ومسح دمعة اليتامي والثكالي تخفيفاً من مصابهم.. خاصة أن الدوري متوقف بالنسبة لكرة القدم وباقي اللعبات ليست مشاركة في بطولات دولية، ومعظمها في معسكرات.. لم يكن يضيرها أن تسمح للاعبين بالسفر إلي مدينة الأحزان لتقديم واجب المواساة وليس العزاء فقط. الحقيقة أن رياضي مصر خذلوها في موقف شدة.. اكتفوا بالإدانة والشجب وحفلات التأبين.. والكلمات التقليدية.. دون أي رد فعل إيجابي. وهنا لا أتحدث فقط عن شهداء المذبحة التي وقعت في ليبيا.. لكني أتحدث عن دور الرياضة في كل المذابح السابقة سواء في سيناء أو داخل شوارع مصر التي تعرض لها رجال الجيش والشرطة ومدنيون لا ذنب لهم.. اغتالتهم يد الإرهاب الأسود. لم يقدم رياضيو مصر أي مبادرة.. ولو معنوية.. فليس المطلوب منهم أي تبرع مادي.. يكفي المشاركة الإنسانية.. كان عليهم أن يسخروا نجوميتهم التي تحققت من خلال مصر إليها.. فهل يبخلوا عليها بقليل من وقتهم.. وبعض من صدق المشاعر ترسل رسالة مهمة.. إن المصاب الأليم هو مصابنا جميعاً. إنني أدعو لمبادرة من نجوم مصر الحقيقيين المخلصين.. يقومون فيها بزيارات لأسر كل شهداء مصر الذين دفعوا حياتهم لكي تستمر الحياة في مصر.. ويلعب اللاعبون ويفوزون ويصبحون نجوماً. هذا دين في رقابكم.. إما أن تؤدونه.. وإما..... ولاّ بلاش.