في الحالة اليمنية التي تعيشها البلاد الان، هناك أسئلة مثارة تبحث عن اجابات: فمن هم الحوثيون؟!، وهل هي حركة دينية أم حركة سياسية، وإن كانت كذلك فلماذا لم تكن رقمًا في المعادلة السياسية وتندمج ضمن الأحزاب السياسية أو حتي تُنشأ لها حزبًا يترجم شعاراته الي أهداف يسعي الي تحقيقها؟!، سؤال أخر عارض ربما تقودنا الاجابة عليه الي حقائق قد تكون غائبة عنا، فما أكثر القضايا الشائكة التي تخدع عقولنا فلا نري علي السطح منها سوي قمة جبل الجليد فقط دون أن ندرك العمق الغاطس تحته: هل توجد علاقة خفية بين جماعة الاخوان المسلمين في مصر وجماعة الحوثيين في اليمن رغم اختلاف المذهب الديني، وإن كان الأثنان عبثا بأمن وطنيهما ومقدساتهما؟! في نظرة سريعة علي جماعة الاخوان المسلمين نري أنه عندما أسسها حسن البنا في مارس عام 1928 بدا قصده منها، وكما وصفها هو بأنها جماعة إسلامية دعوية، تهدف الي اصلاح المجتمع سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا من منظور إسلامي شامل، وأنها ضد كافة أنواع الاحتلال أو التدخل الأجنبي – وإن بدا هذا ظاهريًا – حيث سرعان ما تكشفت الحقائق والوثائق التي فضحت علاقة قيادات هذه الجماعة الوهابية بإنجلترا بهدف الوصول الي سدة الحكم، وما شعارهم بأن الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمي أمانينا، ما هو إلا قول مشبوه مثل نشأتهم، أرادوا به الوصول الي السلطة، وبأي ثمن، فلا تخطأ عين الدارس لتاريخهم الإرهابي، مدي دموية هذه الجماعة التي حولت أتباعها الي أشبه بمسوخ وألغام بشرية تنفجر في وجه المجتمع في كل لحظة، تقتل، وتسفك الدماء باسم الدين! تمامًا مثلما ظهرت حركة أو جماعة الحوثيين في اليمن منذ سنوات بعيدة، باسم جماعة أنصار الله أو الشباب المؤمن، وُعرفت باسم الحوثيين نسبة الي مؤسسها حسين الحوثي الذي قُتل علي يد القوات اليمنية عام 1992، وهي جماعة شيعية تنتمي الي المذهب الزيدي، وقائد الحركة الان هو عبد الملك الحوثي الأخ الأصغر لمؤسسها حسين بدر الدين الحوثي؛ المثير لمن يطل علي تاريخ هذه الجماعة يكتشف أن أول ما ظهرت، وكما أدعت أنها حركة دعوية خالصة تبتغي بها وجه الخالق، وبدأت تردد في المساجد شعار: "الله أكبر، الموت لإسرائيل، اللعنة علي اليهود، والنصر للإسلام"، وهي تهدف من وراء هذا الشعار الي إنشاء هلال يخضع الي النفوذ الشيعي المدعوم من إيران، وسرعان ما تحولت الجماعة الي كيان ارهابي يُكشف عما يُضمره اتباعه في قلوبهم، وبدلاً من الدعوة الي الله بالموعظة الحسنة – كما زعموا منذ نشأتهم - دخلوا في صراعات مسلحة مع الدولة، تسبب هذا الصراع الدموي الذي انتهجوه الي مقتل أكثر من 20 ألف جندي يمني وعشرة ألاف جندي أخر معوق، ودفع الثمن أيضًا حوالي 30 ألفًا من المدنيين سالت دمائهم في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، وأكثر من نصف مليون من المهجرين والنازحين قسرًا الذين شردتهم حروب الحوثيين، هذا غير تدمير ستة آلاف منشأة حكومية، بينها 400 مسجد! وسجلت المنظمات اليمنية والدولية في تقرير لها أكثر من مهم 13 ألف و905 حالة انتهاك تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة علي يد جماعة الحوثيين، بينها كما قال التقرير 655 حالة قتل أرتكبها من يدعون علي أنفسهم أنهم "الشباب المؤمن"، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة! والسؤال الذي أعود إليه الان: هل توجد علاقة خفية بين جماعة الحوثيين في اليمن وجماعة الاخوان المسلمين في مصر كممثل للتنظيم الدولي، رغم ما يجمعهما من أوجه شبه كثيرة خاصة فيما يتعلق بالنشأة والأهداف؟!، الاجابة لن أنسبها الي نفسي، وإنما أقتطعها من مقال مهم للكاتب السعودي الدكتور ابراهيم بن عبد الله المطلق يقول: "فتنة الحوثيين كشفت المستور بالنسبة لهؤلاء المتعاطفين – يقصد الموالين لجماعة الاخوان المسلمين – فالقنوات الشهيرة والتي تفانت في دعم عزة "إخوانية النظام إيرانية العاطفة" وقت الهجوم الإسرائيلي عليها بكل أنواع الدعم نراها صامتة تجاه العدوان الحوثي الآثم علي وطننا العزيز، صامتة بمشاهيرها فلا شجب ولا استنكار إلا من القلة القليلة، وعلي استحياء بالغ، فما السر يا تري؟!" ويحذر الكاتب الكبير الدكتور ابراهيم بن عبد الله المطلق الحكومات العربية، خاصة الخليجية من "قيام هذا التنظيم الارهابي يقصد جماعة الاخوان المسلمين، من تعميق معتقد تكفير الحكومات والدعوة الي تبني الثورة علي الأنظمة السائدة لقيام خلافة راشدة منتظرة وعلي غرار مهدي القوم المنتظر خروجه من غار سامراء". نهاية القول، أن المنطقة العربية اُبتليت بالجماعات الارهابية، ففي الوقت الذي تواجه فيه مصر الجماعة الوهابية الاخوان المسلمين، وتواجه سوريا والعراق وليبيا خطر تنظيم الدولة الإسلامية داعش، تتطور الأحداث لتجد دولة اليمن نفسها أمام خطر جديد لم يكن في الحسبان وهم "الحوثيون"، ورغم الاختلاف المذهبي بين داعش والاخوان المسلمين من ناحية والحوثيين من ناحية أخري، لكن الأهداف والمصالح واحدة، ولا سبيل للحفاظ علي وحدة الشرق الأوسط من التقسيم سوي بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، فالمشهد يستدعي ذلك. ... الي معلومة العنوان: الملائكة لا توجد في السماء فقط فقد يخلق الله ملاكًا علي الأرض يباهي به ملائكة السماء [email protected]