توهم إسرائيلي العالم أن أكثر ما يهدد أمنها و سلامة اراضيها هو التعصب العربى و الجماعات الاسلامية المتشددة, مؤكدة أن الاراضى الاسرائيلية المحتلة تعد قطعة من اوروبا لولا ما تعانيه من الدول المجاورة, و لكن تنكشف الحقيقة لتؤكد ان اسرائيل مثلها مثل أغلب الدول, تعانى من التطرف الداخلى الذى يهدد أمنها, و يسهم الاعلام العبرى فى إظهار الصورة الحقيقية لاسرائيل من الداخل ليؤكد معانتها من الجماعات اليهودية المتطرفة و تجاوزاتها التى تعدت الخطوط المسموح بها لتهدد حرية و أمن الإسرائيليين فى الشوارع. لا تقتصر تجاوزات المنظمات اليهودية المتطرفة على نصح الإسرائيليين باتباع تعاليم الدين اليهودى و الالتزام بها و انما يتطور الامر الى حد الاعتداءات و محاولات حرق اى مكان يجمع بين اليهود و غيرهم من اصحاب الديانات الاخرى و هو ما تجلى مؤخرا فى حادث حرق مدرسة مختلطة تجمع بين يهود و فلسطينيين, و امتدت التهديدات لمطاردة الفتيات اليهوديات خوفا من ارتباطهن بمسلمين او مسيحيين, و هو الامر الذى دفع الشرطة الاسرائيلية الى شن حملات لإلقاء القبض على المتطرفين ممن يهددون استقرارهم و امن شوارعهم. خطف و إعتداءات تعد منظمة لاهافا, واحدة من المنظمات اليهودية اليمينية التى ذاع صيتها مؤخرا بإعتبارها واحدة من المنظمات التى تجسد مفاهيم العنف و العنصرية فى اسرائيل, و أسسها ناشط متطرف يدعى بينتزى جوبشتين منذ عشر سنوات, قامت المؤسسة على اسس تتعارض تماما مع الحرية العامة و أهمها منع الزواج المختلط لليهود و تهديد اى يهودى او يهودية يقدم على الزواج من اصحاب الديانات الاخرى و امتد نشاط المنظمة الى منع الفتيات اليهوديات من مصادقة الشباب العرب او الارتباط بهم عاطفيا, لا يكتفى شباب المنظمة بالوعظ او اسداء النصائح فقط و انما تتحول النصيحة الى تجمعات يهودية و اعتداءات لفظية و جسدية. بمجرد ذكر المنظمات المتطرفة فى اسرائيل تثار قضية الزواج المختلط التى تعد واحدة القضايا المثيرة للجدل فى المجتمع الاسرائيلى و تدفع البعض الى رفض هذا الزواج بشكل قاطع و البعض الآخر يؤيد الحرية فى اختيار الطرف الثانى , و كشفت السلطات الإسرائيلية عن ازدياد عدد حالات الزواج المختلط منذ عامين بعد تسجيل 25 حالة زواج فتيات اسرائيليات من فلسطينيين بالضفة الغربية و قطاع غزة و فى نفس العام سجلت الحكومة الاسرائيلية 800 حالة زواج اسرائيليات من عرب 48 او عرب اسرائيل و هو الأمر الذى دفع الجماعات المتطرفة و الحاخامات الاسرائيليين بتحذير اليهوديات بالزواج المختلطة و قررت بعض الجماعات خطف اليهوديات قبل اتمام زواجهم من الفلسطينيين. زواج تحت التهديد و تجلى خطر التنظيمات المتطرفة منذ اربعة اشهر تقريبا ليثير مخاوف المجتمع الاسرائيلى و دهشة العالم عندما تدخل افراد التنظيم بقوة لمحاولة منع زواج شاب عربى يدعى محمود منصور من اليهودية مورال مالكا بعد نشر دعوة حفل زفافهما على موقع الفيس بوك ليعرب افراد التنظيم رفضهم للزواج بالتظاهر حول صالة حفل الزفاف و فى موقف السيارات القريب من القاعة ليتظاهر المحتجون فى محاولة للاعتداء على الحضور و العروسين فى محاولة لمنع الزواج. قضى الزوج العربى محمود منصور نهار حفل زفافه فى محكمة الصلح لتقديم شكوى ضد يهود لاهافا بسبب إحتجاجهم على إقامة الحفل مؤكدا ان عروسه اشهرت اسلامها و ترغب فى الحياة بشكل سلمى مؤكدا ان عقد القرآن تم على يد شيخ و ليس حاخام و كشف فى تفاصيل دعوته ان زواجه من مورال يأتى بعد علاقة عاطفية استمرت خمس سنوات و ليس زواجا طائشا كما يدعى المعارضون له و اصدر الزوج بيان طلب من الجميع احترام رغبتهما فى اقامة حفل زفاف سلمى الا ان ظروف الحفل دفعته الى استئجار رجال امن بحوالى 14 الف شيكل خوفا من الاعتداء على افراد الحفل خاصة, و تلقت الشرطة الاسرائيلية يوم الزفاف طلب تنظيم مظاهرة مكونة من 50 شخص اعتراضا على الحفل لتضطر الشرطة الى تكثيف الدوريات الامنية خوفا من تحول الحفل الى مجزرة جماعية. إنتهت مراسم حفل الزفاف لتكشف للمجتمع الاسرائيلى عن تصاعد خطر تنظيم لاهافا الذى بدأ نشاطه بشكل قانونى و علنى ثم تحول الى اداة تهدد أمان المجتمع و هو الامر الذى دفع الرئيس الاسرائيلى رؤوفين ريفيلين الى شجب نشاط التنظيم كما اصدرت المخابرات الاسرائيلية العامة "الشاباك" بيان تعتبر فيه "لاهافا" منظمة خطيرة تتبنى افكار حركة "كاخ" التى اسسها الحاخام الاسرائيلى و عضو الكنيست مائير كاهانا الذى يشتهر بعدائه الشديد للعرب الاسرائيلية التى تم حظرها بسبب تصرفات افرادها ممن يعتبرون انفسهم شرطة آداب مسئولة عن اخلاقيات اليهود فى الشوارع و كانت خطة كاهانا الخفية هى تهجير الفلسطينيين العرب و إخلاء اسرائيل من الوجود العنصرى بشكل تام . الدين و القانون تختلف شروط حظر او السماح بالزواج المختلط فى الدين اليهودى تبعا للطوائف المختلفة و نجد ان طائفة اليهود الارثوذكس ترفض تماما الزواج المختلط و تحرمه, اما الطائفة اليهودية المحافظة لا تشجع الزواج المختلط او توافق عليه الا بشرط واحد هو اعلان الطرف الثانى عن اعتناقه اليهودية اما طائفة اليهود الاصلاحيون لا يضعون اى قيود على الزواج المختلط.. و بالرغم من تفاوت الموافقة على الزواج المختلط تبعا للطوائف الدينية تحاول الحكومات الاسرائيلية التصدى له بسبب كثرة الحالات, فى عام 2003 اقرت حكومة ارييل شارون قانون يمنع الفلسطينيين الذين يتزوجون اسرائيليات من الانتقال و العيش فى اسرائيل و لا يسمح لهم هذا الزواج من الحصول على المواطنة و الاقامة, و امتد مشروع القانون ليتوجه نحو عرب اسرائيل او عرب 48 ممن يعيشون داخل اسرائيل, و أقر القانون انه فى حالة اقدامهم على الزواج من إسرائيليات يتوجب عليهم الانتقال للعيش بخارج اسرائيل, و أثار المشروع وقتها ردود أفعال غاضبة نظرا لتشدده, و وصفته بعض منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية بالتمييز العنصرى على اساس عرقى و دينى, و بالرغم من ادانة منظمة العفو الدولية و منظمة حقوق الانسان لهذا المشروع الا ان الحكومة سرعان ما مررت هذا المشروع دون الالتفات لأصوات المعارضة . منشورات تهديد يقوم افراد تنظيم لاهافا بتوزيع منشورات و بيانات بشكل معلن فى شوارع القدس و تمنح فيها نصائح للفتيات اليهوديات باللغة العربية و العبرية, و اصدرت المنظمة مؤخرا بيان ترد فيه على اتهامها بالاعتداء على شباب العرب فى حوادث متفرقة, لتبرر ما حدث فى بيان مطول جاء فيه "نرغب من الشباب العرب احترام شرف اليهوديات و الا سيكونون ضحايا اعتداءات و اصابات و لا نتمنى لأحد ان يتعرض للإصابة و لكن بناتنا غاليات علينا و مثلما لا ترضى ان يخرج يهودى مع أختك نحن ايضا لا نرضى ان يخرج عربى مع فتاة من شعبنا و سنقوم بكل شئ يمنع ذلك " و خاطب البيان الشباب العربى محذرا من التجول بالأحياء الشهيرة فى القدس او اقامة علاقة عاطفية مع الاسرائيليات :" اذا كنت ترغب فى التجول بالكورنيش بالقرب من دار صهيون او المجمعات التجارية فلا تفعل ذلك و تجول فى قريتك للتعرف على صديقات بجوارك ", كما توجه البيان بالنصح للفتيات اليهوديات :" السبب الوحيد لتواجد الشباب العرب بمنطقتنا هو التعرف على اليهوديات فى ظاهرة منتشرة و لا يمكن تركها تمر بسلام للحفاظ على شرف بناتنا". حظر التنظيم تصرفات لاهافا العنصرية دفعت اعضاء البرلمان الاسرائيلى الى المطالبة بحظر نشاطها و اعتبارها منظمة ارهابية و تكررت دعوة رئيسة حزب ميرتس زهافا جالؤون الى اعتبارها منظمة ارهابية و عدم الاكتفاء بحملة الاعتقالات فقط مؤكدة ان التهاون سيزيد من مخاطرها كمنظمة تحريضية من الدرجة الاولى تهدد كل من يعارض مبادئها كما بادر مركز "مساواة" بإستعراض حالات التهاون مع افراد لاهافا من قبل القضاء و الشرطة فى مذكرة تفصيليها تم تقديمها للمدير العام بوزارة القضاء, و لا تقتصر محاولات التصدى لتنظيم لاهافا على الجانب الامنى فقط بعد ان تم حذف الصفحات الرسمية للتنظيم من موقع الفيس بوك بعد تلقى شكاوى تؤكد احتوائها على نصوص عنصرية تحريضية ضد العرب. تجاوزات افراد منظمة لاهافا جعلتهم زوار دائميين لأقسام الشرطة الاسرائيلية بسبب مواقف عديدة و متكررة و آخرها الاسبوع الماضى الذى شهد موجة اعتقالات لأفراد المنظمة و على رأسهم رئيس التنظيم بينتزى جوبشتين و تسعة آخرين بتهمة التحريض و الحث على تنفيذ عمليات عنف و ارهاب لأسباب عنصرية و قامت أفراد المنظمة بتوزيع منشورات و مواد اعلانية تحذر الشباب العرب من الاقتراب من الفتيات اليهوديات. لم يقتصر رفض الاختلاط على الزواج او العلاقات العاطفية فقط و انما اندفع شباب المنظمة لحرق الاماكن التى تجمع بين اليهود و غيرهم ليدفع الشرطة الاسرائيلية الى شن حملة لإعتقال افراد المنظمة من بيوتهم فى ساعات متأخرة من الليل و هو مشهد مشابه تماما لما تقوم به الشرطة مع الفلسطينيين فى الضفة الغربية, و تشهد الايام المقبلة جلسات محاكمة افراد التنظيم امام المحاكم الاسرائيلية بتهمة حرق المدرسة اليهودية العربية فى القدس إحتجاجا على جمعها بين العرب و اليهود فى مكان واحد مؤكدين ان الاختلاط امر محرم دينيا و اجتماعيا, و إعترف المتهمين فى البداية بإحراق المدرسة الا ان محامى دفاع احد الناشطين اكد ان ان الاعترافات تم انتزاعها بالقوة و تحت التهديد, و قالت الصحف العبرية أن توقيت حرق المدرسة يأتى بعد ايام قليلة من زيارة سفير الولاياتالمتحدةالامريكية للمدرسة التى تتلقى دعم مالى امريكى . مؤسس الفيس بوك تلقى تهديد بالقتل بعد زواجه من غير يهودية منذ ثلاث سنوات تقريبا تحولت صورة حفل زفاف مارك زوكربرج ,مؤسس الفيس بوك الشهير زفافه الى اشهر صورة على صفحات المواقع الاخبارية و الاجتماعية لتجمع اعجاب الملايين الا ان كلمات التهديد و الغضب جاءت ضمن تعليقات عديدة على الصورة التى نشرها مارك الطالب الأمريكى اليهودى الذى تزوج صديقته بريسيلا تشان ذات الأصول الآسيوية. مثلما اعلن مارك عن زواجه منذ عامين ,اعلن تنظيم لاهافا اليهودى المتطرف عن وجهه الحقيقى للعالم بأكمله بعد توجيه رسالة الى مؤسس الفيس بوك مناديا له بإسمه اليهودى مرداخاى و جاء فى نص الرسالة التى نشرتها صحيفة معاريف العبرية وقت الاعلان عن الزفاف و تداولتها صفحات المواقع الاجتماعية : "مارك الغالي، أولكى اكون دقيقا مرداخاي الغالي , لا اعرفك و لا تعجبنى صورة زفافك ,و اتوجه اليك بإسم الشعب اليهودى الذى يعتبرك جزءا منه حتى و ان رفضت ذلك, قررت الزواج من غير يهودية و اولادك لن يكونوا يهود و لكن للأسف لست وحدك لأن الشعب اليهودى يخسر بسبب تلك الزيجات ,انفصل عن زوجتك لتصحح خطأك و الا سنقوم بتخريب هذا الزاوج بإسم الشعب اليهودى بأكمله.