بداية يجب الا نربط بين نجاح ثورة 25 يناير، والأحكام التي سوف يصدرها المستشار محمود كامل الرشيدي، قاضي محاكمة القرن، والتي سوف يتابع الراي العام والشارع لحظات النطق بالحكم اليوم الخميس. اياً كان حكم المحكمة في القضية، وحتي كتابه هذه السطور لايعرفه سوي الملك العادل الله سبحانه وتعالي، علينا جمعيا ان نستقبل حكم المحكمة بحالة من الرضا لان القاضي الجليل الذي ابهر الجميع بادائه خلال جلسات المحاكمة لن يفعل الا مايرضي الله سبحانه وتعالي، وعلي جميع الاطراف قبول حكم المحكمة والتسليم به خاصة ان كبيرنا وصغيرنا تابعوا وقائع المحاكمة بث مباشر علي شبكة قنوات صدي البلد وكلنا نجزم، ونؤكد علي الشفافيه التي تعاملت بها المحكمة مع القضية خلال الجلسات بعد أن حرصت علي منح جميع المتهمين ودفاعهم الفرصة الكافية في الترافع وسماع استقبال الادلة. وقبل ساعات من صدور حكم المحكمة الموقره مستحيل ان نربط بين الاحكام التي سوف تصدر وبين نجاح او فشل ثورة 25 يناير، فالبراءة او الاحكام المخففه لاتعني هزيمة ثورة يناير لان الجميع شاهد نزاهه وشفافيه المحكمة وحرص رئيس المحكمة علي ادارة الجلسات برقي وجعل من جلسات المحكمة التي تبث فضائيا مادة شيقة للمشاهدة. في نفس الوقت علينا ان نعلم ان تاييد احكام قاضي المحاكمة الاولي ليست معناها ان الثورة انتصرت وتحققت اهدافها بدليل ان الرئيس الاسبق الذي ثار عليه الشعب حصل علي حكم اسعد الثوار، ومطلوب منا عدم الربط بين الاحكام التي تصدرها المحكمة في قضية القرن وثورة 25 يناير، التي تعرضت مؤخراً لمحاولات من التشوية ووصفها بانها مؤامرة، وهو امر احدث انقسام في صفوف الشارع المصري وجاء في وقت لانريد فيه سيادة ثفاقة الانقسام لاننا في مرحلة بناء لوطن لانريده سبيلا لقلوب حاقدة تتمني لنا كل شر وتستخدم ايادي من الداخل لارهاب البسطاء. رغم محاولات التشوية لثورة يناير التي لم تجدي كثيراً ولم تسلب منها لقب الثورة فان 25 يناير حققت لنا ميزة ربما الكثيرون منا لايدركون قيمتها فهي كشفت لنا كل الاقنعه بعدها النخب علي الطبيعية. بسببها حذفنا رموزاً كنا نحسب انهم وطنيون، وإكتشفنا انهم لايرغبون الخير لمصر كل همهم تحقيق منافع خاصة لهم. في اول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير كلنا انخدعنا في الاختيارات بعضنا منح صوته لصاحب الخطب الرنانة ولكننا اكتشفنا خطئنا بعد فاصل من الوقت. واتبع البسطاء النخب اصحاب الراي والفكر الذين بعد افتوا للبسطاء، فكان مصطلح عاصري الليمون, لو ثورة يناير ما كنا وصلنا الي اليوم الذي فيه ونحن في حرب ضاربة مع الارهاب اقتربت نهايتها باذن الله، بالنصر لوطن، واستقراره يعطي طمانية لكل دول الشرق الاوسط. واعود الي محاكمة القرن لحظة النطق بالحكم استقباله بحاله من الرضا سواء كنا ضد الرئيس الاسبق او معه، ولاتصدر منا اي سلوكيات غير مطلوبة في اثارة الفتنه في الشارع، من يريد ان يفرح بمنطوق الحكم يفرح، لكن فرح لاشماته لان ما سوف ينطق به رئيس المحكمة مكتوب عند الخالق سبحانه. وانا شخصيا اعرف اشخاص لاحصر لهم متعاطفون مع الرئيس الاسبق مبارك وبعضهم يدعو لهم بالحصول علي البراءة او تخفيف الاحكام الصادرة من قبل، ولا اجد اندهاش من موقفهم فهذا حق اصيل لهم هم احرار بمواقفهم ويبرهنون بان الرئيس الاسبق كان مثالا للالتزام خلال المحكمة ولم يصدر منه اي رسائل يريد بها كسب تعاطف جموع من الشعب تكن له كل الحب والتقدير. وانا يصعب علي التوقع للحكم الذي سوف ينطق به لسان المستشار محمود كامل الرشيدي، بعد ان يقول بسم الله وبسم الشعب ويكون قرار المحكمة، ولكنني متأكد تماماً ان المحكمة سوف تصدر حكمها ولا تخشي اي او منظمات مؤيدة او معارضة سيكون الرقيب علي قرارهم الله سبحانه وتعالي، ورئيس المحكمة الذي يفصل في اهم قضية شهدتها مصر الحديثة لايخشي الا الله. حفظ الله مصر