المتاجرون بعبد الناصر هم احد اضلاع مثلث البؤس الذي يجسم علي صدور المصريين, ويضم هؤلاء مع المتاجرين بالدين, والمتاجرون بالوطن, وما اكثرهم هذه الايام, وتزايدوا بشدة منذ إنطلاق ثورة 25 يناير وما لحق بها من احداث وتوابع وموجات ثورية أخري .. غيرت وجه مصر, وغيرت الكثير والكثير .. ووجد هؤلاء المتاجرين فرصهم ومغانمهم في هذه الاحداث, وتلونوا باللون الرمادي في نظام المخلوع, واستشيخوا, ثم تشنخروا, ثم تمنخروا بعد الثورة, وبعد إزاحة الاخوان والتيار الاسلامي عموما من السلطة .. وجد المتاجرون بعبد الناصر فرصتهم وضالتهم بعد هذه الاحداث, فهجموا علي كل شيء كما تهجم الأكلة علي قصعتها, ورفعوا من شعارات الناصرية ومن صور عبد الناصر ما افسح لهم الطريق امام المكاسب والمغانم, وأيضا المناصب .. والغريب ان هؤلاء لا يؤمنون في دواخلهم بفلسفة الناصرية التي تقوم علي الاشتراكية, وعلي العدالة الاجتماعية, ومن اهم ايجابياتها توحيد العرب تحت مظلة القومية العربية, واتسع النفوذ والتأثير المصري الي عموم القارة الافريقية, وامتدت الي الايام الخوالي بحركة عدم الانحياز في العالم .. أخذ المتاجرون بعبد الناصر منه مجرد الشعار والاسم الذي لا يخيب, ولا يفتر تأثيره علي مر الايام والسنون, واداروا الظهور لفلسفة ورسالة ناصر الانسانية والاجتماعية والقومية, وحول هؤلاء ما اخذوه الي عزب خاصة, والي املاك خاصة لهم وللزوجات والمحاسيب والمطبلين والمهللين والشتامين والشامتين .. وسار علي نهجهم المنافقون الذين كانوا يصفون اعمال عبد الناصر بالكوارث .. وكانوا ومازالوا يكنون له كراهية الصهاينة, لان عبد الناصر ببساطة كان عدو اسرائيل الاول .. المؤكد ان عبد الناصر ليس نبيا, وليس ملاكا, وله العديد من الاخطاء, وله العديد من المميزات والايجابيات.. اللهم الطف بنا من المتاجرين بالدين, ومن المتاجرين بالوطن, ومن المتاجرين بعبد الناصر..