لا يستطيع ابرع المحللين النفسيين ان يتوقع مايدور الآن في ذهن الرئيس السابق حسني مبارك ..هل هو شعور بالندم علي ما اقترفه من جرائم واخطاء في حق الوطن وابنائه ..ام انه شعوربالخديعة من مستشاريه ومعاونيه الذين اساء اختيارهم فعزلوه عن الناس وانطلقوا يعبثون بمقدرات الوطن وثرواته ..ام ان الشعور المسيطر عليه هو الدهشة من الشعب الجاحد الناكر للجميل والذي لا يستحق رئيسا مثله لو كان الشعور المسيطر عليه هو الندم فهو ندم بعد فوات الأوان بعد ان تخلي بإرادته عن كل مهام واعباء وواجبات الرئيس وصم اذنيه عن صرخات ابناء شعبه واغمض عينيه عن جراح ابناء وطنه ..ولو كان الشعور المسيطر عليه هو الاحساس بالخديعة ممن حوله فهذا خطأه وحده فهو الذي أساء اختيار معاونيه ومستشاريه وهو الذي ترك لهم الحبل علي الغارب يفعلون ما يحلو لهم ويغترفون من اموال الشعب بلا حساب ويفصلون القانون كما يروق لهم .. ولو كان الشعور المسيطر عليه هو الدهشة من الشعب المصري الجاحد والناكر للجميل والذي لا يستحق رئيسا مثله فهو واهم في شعوره هذا فالشعب المصري لم يكن ابدا جاحدا وناكرا للجميل والتاريخ القريب يشهد بما شاهدناه جميعا في جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي شهدت خروج الملايين من المصريين يودعوه بدموعهم ولكن مبارك هو الذي اخطأ في حق هذا الشعب الطيب الوفي فحصد الكراهية والغضب مبارك كان في القفص مثل الاسد العجوز الذي سقطت اسنانه ولم يعد قادرا علي افتراس جرذ واصبحت حالته تدعو للرثاء ولكنه في نفس الوقت لا ينسي انه اسد ..حتي لوكان بلا انياب ولا املك الا ان اقول "يا من لا يزول ملكه..ارحم من زال ملكه"