بعد دقائق قليلة من اعلان خبر وفاة فقيد الصحافة المصرية ودار اخبار اليوم الكاتب الصحفي الكبير احمد رجب تحولت مواقع التواصل الاجتماعى الى سرادق عزاء، كل اصحاب الكلمة فى مصر وخارجها اعلنوا الحداد حزنا على وفاته، واكثر من 90% منهم لاتوجد روابط صلة تجمعهم بالكاتب الكبير او كان لهم علاقة مباشره معه ولكنهم كانوا ضمن جمهوره الذى يصعب حصره. الراحل كان صاحب الكلمات الاقل فى النشر ولكنها الاقوى فى التأثير، حروف كلماته كانت تسعد الملايين من قراء صحف دار اخبار اليوم، ونقده كان يخشاه الكبار فى الحكومة والسلطة . رحل احمد رجب حكيم الصحافة العربية، والحكيم يعرف عنه فى اللغة العربية بأنه الشخص الذى يتكلم قليلاً ويقرأ كثيراً وينزوى عن الناس، وحسبما قال افلاطون مقولته الشهيرة "اذا رأيتم الرجل يبتعد عن الناس فاعلموا انه حكيم فتقربوا منه ، وكلمات افلاطون تنطبق على الكاتب الراحل احمد رجب. وحسب كلمات المقربون منه، انه كان عاشقا للصمت، ومع وصوله لمكتبه كان يقضى وقتا مع توأمه الراحل مصطفى حسين من اجل ابداع فكرة كاريكاتير تخرج بها جريدة الاخبار فى اليوم التالى. خلال صناعة الفكرة كان كل شئ ممنوع، التليفون ممنوع لاصوت يعلو امام مكتبه حتى يستقر على الفكرة التى تنفذ بريشة الفنان الراحل مصطفى حسين. واخبار اليوم عرفت ثنائيات الابداع كما عرفتها ملاعب الساحرة المستديرة، فى ستينيات القرن الماضى كان الثنائى الاشهر فى الاسماعيلى شحته ورضا وفى الاهلى كان صالح سليم والضظوى، وفى الزمالك كان حماده امام ونبيل نصير وفى الترسانة كان الشاذلى ومصطفى رياض. فى الصحافة امتلكت اخبار اليوم ثنائيات الابداع التوأم مصطفى وعلى امين، واحمد رجب ومصطفى حسين، اللذان كونا ثنائى ابداع فى اصعب فنون الصحافة، وهى الصحافة الساخرة التى تحتاج الى حروف قليلة تفهم للبسيط والمثقف فى لحظة واحدة. كلماتى ليست رثاء لاسره الراحل او لدار اخبار اليوم التى فقدت كاتبا لايعوض مهما كانت فرص صناعة نجم اخر ليكون خليفة له، ولكن كلماتى هى رثاء الى قراء الاخبار واخبار اليوم وهم بالملايين والذين سوف يحرموا من شئ كانوا يحصلون عليه يوميا بعد قراءة حروف نصف كلمة التى كان يكتبها الكاتب الراحل. نصف كلمة كانت هى مصدر الابتسامة لقراء اخبار اليوم وسط حياة صعبة مليئة بالهموم والدموع. رحم الله الكاتب الكبير احمد رجب، وحفظ الله دار اخبار اليوم التى فقدت فى شهر واحد اثنين من اهم رموز الصحافة العربية.