في غابر الزمان رُويت عن هذه الجماعة حكايات كثيرة؛ بعضها جاء مكتوبًا في مؤلفات،أوموثقًا في مستندات رسمية والبعض الآخر تلقيناه شفاهة علي ألسنة من خبروهم وعايشوهم، وبقيت النهايات في كل حقبة زمنية شاهدة؛ لا على عنفهم فقط، ولكن أيضا على شذوذهم الفكري الذي لا يخرج إلاّ من نفوس شاذة مريضة؛ استخدمت الدين تجارة رخيصة لخدمة أغراضهم الدنيئة للوصول الي سُدة الحكم، وبتاريخ مزيف سطروه بأيديهم الملوثة بالدماء والدين الذي اخذوه من سيد قطب في مصر وأبو الأعلى المودودي الهندي الأصل ،الذي بزغ في باكستان . راهنت الجماعة علي وجودها في الشارع المصري، مستغلة التدين السطحي عند أغلب المصريين، فهم جماعة أقرب في الشبه الي "راسبوتين" ذلك الراهب الروسي الذي كان يجمع بين الفجور وادعاء التدين – فإذا لم تستطع أن تكون فاجرًا فكن واعظًا – هكذا طبقت الجماعة مبدأ هذا الراهب وجعلته دستورًا لها باسم التقية أي يُظهرون عكس ما يُبطنون، وتأصيل مواقفهم علي مر التاريخ ليس بالأمر العسير، ومن السهل أن نرصد هذه البدايات بحسب ترتيبها الزمني قدر ما نستطيع وتستوعب سطور هذه الزاوية، ومنذ أن أنشأ حسن البنا جماعته في عام1928، ولكن لكي نتمكن من تقريب الشبه نحكي سطورًا قليلة عن ذلك الراهب الذي ارتكب كل الموبقات باسم الدين! هو جريجوري راسبوتين ولد في عام 1869 في قرية ريفية بسيبيريا ثم أصبح فيما بعد مقربًا من العائلة الملكية في سانت بطرسبرج، كان فلاحًا أميًا، ملامح وجهه حادة وأضافت لحيته الكثيفة غير المهذبة -التي تطول صدره- وحشية الي ملامحه القاسية، وبعد سنوات قضاها في فلاحة الأرض انتقل الي مدينة القديس بطرس المعروفة ب "سان بطرسبورج" وبمكر ودهاء شديدين تمكن من الدخول الي القصر الملكي وأنقذ الابن الأكبر من نزيف حاد كاد أن يودي بحياته وأصبح بعدها من المقربين للقيصر والقيصرة وصدقا بأنه من القديسين، وعاش راسبوتين ما بقي من سنوات عمره داخل القصر مسيطرًا علي من بداخله، كان يشرب الخمر ويقيم علاقات جنسية لا مع الراهبات فقط، ولكن مع كل امرأة تأتيه بزعم الشفاء من أمراضها، حتي المتسولات لم يتركهن في حالهن، وبهذه الطريقة تسلل راسبوتين الي حياة ملكة روسيا ألكسندرا التي اقتنعت أن تطهرها وتطهر كل امرأة من الآثام لا يكون إلا بعلاقة جنسية تقيمها معه؛ وتعرض راسبوتين الي ثلاث محاولات اغتيال، نجا من اثنتين، إحداهما كانت علي يد عاهرة طعنته بالسكين في بطنه لكنه تعافي منها بعد صراع رهيب مع الآلام، وفي ليلة من ليالي شهر ديسمبر سنة1916 خطط مجموعة من الوطنيين لقتله؛ المرعب أن السم الذي تجرعه في كأسين خمر لم يؤثرا فيه وفسر المقربون منه وقتها أن راسبوتين كان يتجرع السم يوميًا بكميات قليلة حتي تتعود عليه معدته فلا يؤثر فيه؛ فما كان من أحد الأمراء إلا أن أطلق الرصاص عليه! لو عقلنا لفطّنا أنه لا فرق بين ما خطط له راسبوتين للولوج الي القصر، وما فعله مرشدو الاخوان مع مبارك وقبلهم البنا مع الملك؛ فقد اهتم حسن البنا بأن تكون له علاقات جيدة بالقصر لتأمين حريته وجماعته في الحركة، حتى أنه في سبيل ذلك، خاطب الملك ذات يوم قائلاً: "الي سدة الحكم صاحب الجلالة الملكية حامي حمي الدين ونصير الإسلام والمسلمين"! وعندما – ولا عجب في جماعة تأكل على كل الموائد – توفي الملك فؤاد نعته مجلة الإخوان بمانشيت كبير: "مات الملك يحيا الملك" في إشارة لاستقبالهم ومبايعتهم لخليفته الملك فاروق؛ كما كتبت المجلة ناعيه فؤاد: "مصر تفتقد اليوم بدرها في الليلة الظلماء"! ألم يقل عاكف نفسه المرشد السابق سنة 2008: "إن الجماعة توافق على ترشيح جمال مبارك رئيسًا لمصر، وأليس هو نفسه من قال: الرئيس مبارك ولي الأمر وطاعته واجبه"؟! والدكتور بديع المرشد المسجون الآن على ذمة قضايا عديدة وحصل في ثلاثة منها على إحالة لفضيلة المفتي، وصف مبارك وهو في الحكم بأنه أب لكل المصريين وقبل تنحي مبارك بيومين تنكر بديع أن تكون جماعته هي السبب في أحداث الثورة التي بدأت منذ 25 يناير سنة 2011! هذه هي أخلاق الجماعة نفاقًا وعنفًا فلا يحدثوننا بعد ذلك عن الدين والأخلاق، وإن تحدثوا وطنطنوا فلن يستمع إليهم أحد! [email protected]