وظائف وزارة الزراعة 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    الدفاع الروسية تعلن القضاء على 9565 جنديا أوكرانيا خلال أسبوع    حكومة غزة: الرصيف الأمريكي لن يلبي حاجتنا وسيعطي فرصة لتمديد الحرب    كوريا الجنوبية تتهم بيونج يانج بزرع الألغام في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين    إعلام أمريكي: موقف أوكرانيا أصبح أكثر خطورة    الأزمات تطارد لابورتا.. برشلونة مهدد بدفع 20 مليون يورو بسبب تشافي    الوصل يكتسح النصر برباعية ويتوج بكأس الامارات سنة 2024    حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2024 ومواعيد التالجو    فيديو.. أحمد السقا: اللي ييجي على رملة من تراب مصر آكل مصارينه    البيت الأبيض: يجب فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح فورًا    واشنطن:"الرصيف العائم" ليس بديلا للممرات البرية..و لانرغب في احتلال غزة    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    «هندسة مايو» يكرم الكاتب الصحفى رفعت فياض    عاجل: موعد نتيجة الشهادة الاعدادية الترم الثاني محافظة القاهرة 2024    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    تراجع الأسهم الأوروبية بفعل قطاع التكنولوجيا وغموض أسعار الفائدة    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصل الدورة الأولى ل«مهرجان دراما رمضان» وموعد انطلاقه    يسرا تهنئ الزعيم بعيد ميلاده : "أجمل أفلامى معاك"    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض عادل إمام الحصول على أجره بمسلسل أنتجه العندليب؟    هشام ماجد يكشف عن كواليس جديدة لفيلمه «فاصل من اللحظات اللذيذة»    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    حريق هائل يلتهم محتويات شقة سكنية في إسنا ب الأقصر    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أخبار الحوادث" تفتح الملفات السرية للمتحرشين
نشر في أخبار الحوادث يوم 21 - 06 - 2014

التحرش آفة في المجتمع المصري، لكنه أطل بوجهه القبيح في الأيام الماضية، موجود منذ سنوات لكنه أصبح وحش كاسر .. العنف أحد أدواته .. فلم يعد مجرد تحرش لفظى فقط بل تجاوز هذه المرحلة إلى التحرش المادي باستخدام وسائل وأدوات حادة .. كما أنه تحول من التحرش الفردي إلى التحرش الجماعي .. " أخبار الحوادث " تفتح هذا الملف الشائك .. تعرضه بعد تجاوز مصر ثورتين عظيمتين .. فلابد أن يغير الإنسان المصري من نفسه قبل أن يطالب المسئولين بحقوقه .. كما أننا نفتح ملفات سرية من داخل الطب الشرعي .. واهم المعوقات التي تواجه الطب الشرعي وكيف يمكن حلها .. وماهى أغرب جريمة تحرش وابشع جريمة اغتصاب واجهت الأطباء الشرعيين .. ليس هذا فحسب بل أننا نفتح ملف التحرش من وجهة نظر أمنية وكيف يمكن القضاء عليها.
مشهد السيدة التي تحرش بها مجموعة من الذئاب بميدان التحرير لا أحد يستطيع أن ينساه ، فهو بشع بكل ما تحمله الكلمة من معاني .. مثير للمشاعر .. خارج نطاق الإنسانية .. يضع أمامه العديد من التساؤلات تعجز الألسنة الإجابة عليها !.. تجعل المصريين يبكون على حالهم في كل لحظة .. الجريمة تمثل سبه لكل رجل مصري لدية ذرة من الشهامة والنخوة وليس لهذه السيدة الضحية .. المجني عليها .. مشهد صادم للغاية .. هل هؤلاء بشر؟ .. هل يفكرون؟ .. يدركون!.. يمتلكون ضمير حي.. بأي منطق فعلتم هذا الجرم .. الجريمة فعلا لابد أن يقف أمامها المجتمع المصري بأكمله .. علماء دين ، نفس ، اجتماع ، مسئولين، إعلام ، يدرسون .. يقفون على أسباب انتشار مثل هذه الجرائم ، التحرش والاغتصاب.
لا أحد يريد ان يتغير .. الجريمة تزداد .. التحرش هو الآخر ينهش فى جسد وبنيان الشعب المصري .. كان موجودا قبل ثورة يناير لكن معدلات التحرش زادت أيضا .. كما زادت جرائم الاغتصاب والقتل .. واخذ منحنى خطير أصبح التحرش عنيفا وباستخدام أدوات حادة .. وهنا ما الحل ؟.
بالتأكيد الإجابة على السؤال صعبة للغاية .. لأن الحل لم يكمن فى سبب واحد إذا ما شخصنا ه ووضعنا يدنا عليه ومداوته سوف يزول العرض ولكن هناك أسباب كثيرة مجتمعة اشترك فيها أكثر من عامل منها الأسرة والإعلام والمجتمع وانتشار ثقافة العشوائيات والفن الهابط .. لذلك فالموضوع كبير .. ليس سهلا .. ولا يمكن حله عن طريق أجهزة الأمن وتشديد القبضة الأمنية فقط ولكن يحتاج لتكاتف الجميع .. ولكن فى البداية لابد أن يبدأ كل واحد بنفسه .. يكون رقيبا عليها .. كما يرصد هذه الجرائم ولا يأخذ منها موقفا سلبيا .. لذلك فى هذا التحقيق نرصد التحرش قبل ثورة يناير وبعدها وبعد ثورة 30 يونيو وماهى التغيرات التى طرأت على العنصر البشري وكيف طور فى ارتكاب جريمته.. ثم نطرق إلى منطقة أخري بعد ارتكاب الجريمة وبالأرقام .. التحرش داخل الطب الشرعي وكيف يتم التعامل مع الضحية .. وكم فتاة تعرضت خلال السنة الأخيرة لجرائم التحرش .
سفاح المعادي
-------------
لو رجعنا بذاكرتنا إلى الخلف بضع سنوات وتحديدا عام 2006 وظهور مايسمى بسفاح المعادى .. وتلقى مديرية أمن القاهرة بلاغات عديدة من الفتيات والنساء اللاتي يقطن بمنطقة المعادى بالاعتداء على فتيات عدة من قبل شخص مجهول حيث يصيبهن فى مؤخراتهن ويمزق ملابسهن ومحاولة إظهار عوارتهن .. وظلت أجهزة الأمن تبحث وتكثف جهودها للقبض على هذا الشخص المجهول الذي أثار رعب النساء والفتيات فى جنوب القاهرة.. إلا أن تم القبض عليه بطريقة يصحبها مصادفة بحتة أسفل عقار بمنطقة شبرا وتبين أنه يدعى محمد مصطفى مواليد حي الشرابية من أسرة بسيطة .. فشل فى التعليم وعمل حلاق .. وكان منطويا .. يجد نفسه فى حالة هياج جنسي إذا ما رأى فتيات أو نساء كما انه فى نفس الوقت يعجز على تكوين صداقات معهن لأنه خجول جدا من النساء.
وتمت محاكمتة وأسدل الستار عن قضيته.. لكنه من أشهر جرائم التحرش والاعتداء على النساء عام 2006 .
تحرش ثوري
--------------------
وكانت هناك جرائم اخرى تثبت ان التحرش كان موجودا لكنه كان باللفظ والعين لكن لم يكن يزداد اكثر من ذلك إلا فى حالات فردية .. وهذا ما وضح ان التحرش موجود قبل ثورة يناير.. وأكدت عليه رئيس المجلس القومي لحقوق المرأة السفيرة ميرفت التلاوي فى تصريح لها قائلة ان التحرش موجود فى مصر قبل 25 يناير ولكن بصورة فردية .. وما حدث بعد الثورة أظهر ان عملية التجمع حول الضحية والانقضاض عليها عملية منظمة.
قصص كثيرة وعديدة تشهد على المتحرشين .. لكن مع كل جريمة ترتكب كان يعلو صوت الإعلام ثم سرعان مايعود الصمت مرة أخرى أدراجه.. ورغم انتشار اماكن التحرش إلا أنه بعد الثورة شهد ميدان التحرير أكثر من واقعة .. ولعل أبرزها .. واقعة التحرش بمراسلة قناة cbs لارا لوجان تلك الفتاة التى ولدت فى جنوب أفريقيا عام 1971 ونجحت فى تغطية حرب حرب أفغانستان ومن ثم حرب العراق لتصبح أحد مراسلي الحروب الأكثر شهرة فى الولايات المتحدة الأمريكية وهى كبيرة المراسلين بقناة cbs يوم تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك نزلت لوغان ميدان التحرير لتغطية الأحداث ورصد فرحة الثوار بالميدان، وفى نهاية هذا اليوم أعلنت قناتها تعرض لارا لوغان إلى التحرش داخل ميدان التحرير فى عملية وحشية حيث كان معها صديقها فى العمل، حيث تجمع حولها أكثر من 200 شخص فى حالة هيستيرية وفصلوها عن زميلها وفريق العمل وحاولوا الاعتداء عليها لكن أنقذها مجموعة من الجنود.
وتعرضت المراسلة مريان عبده مراسلة قناة ctv المصرية لواقعة تحرش وأثناء إعداد التقرير لتغطية تظاهرات يوم 3 يونيو 2011 تجمهر حولها عدد كبير من المواطنين، وهجموا على الفريق، وبدأوا فى الاعتداء عليها، وإبعاد أى شخص كان يريد إنقاذها، ونشر المعتدون أنها صحفية إسرائيلية من أصل ألمانى وبدأوا فى ضربها. أنقذ »ماريان« ضابط وأحد الجنود الذى رفعها لأعلى لحمايتها حتى أخرجها من الميدان ، وقد تعرض لهجوم هو الآخر.
ميدان المتحرشين
-----------------------
وحالات أخري تم رصدها.، بعيدان عن ميدان التحرير حيث كان المتحرشين يظهرون من وقت لأخر ويطلون على المجتمع المصري من حين لأخر .. وكانت هناك وقائع عدة .. منها على سبيل المثال لا الحصر.
تحكى " هند" قصتها بألم وحسرة قائلة : استيقظ فى الصباح الباكر لأذهب لعملى أستقل أتوبيس حيث أصبح عادة يومية إلا أنني في معظم الأوقات أرى مجموعة من الشباب يقفون إلى جواري ويهمسون فى أذني بكلمات خادشة للحياء وحينما يراني صامتة يلمح فى عيني الخوف والضعف .. يتجاوز حدوده إلى حد لمس أماكن فى جسدي .. المثير أن البشر أو الركاب وكأنهم أصيبوا بمرض عدم الشهامة أو باعوا نخوتهم وضميرهم فى سوق سوداء ؟.
وأضافت هند قائلة: تكرر صمتى خوفا من الفضيحة والمجتمع ولكن لاحظت أن صمتي يزيد هؤلاء المجرمين اصرارا على أفعالهم المشينة ، وفى إحدى المرات جاء شاب وقام بالتحرش بي بألفاظ بذيئة ولمس جسدى بعنف أمسكت به وصرخت داخل الأتوبيس وأبلغت الشرطة وقام مجموعة من الرجال والسيدات بمساعدتى حتى جاء الضابط وحررت ضده محضر بالتحرش بي .
وتقول هند: الصمت على المتحرش هو مايشجعه على الاستمرار فى جريمته .. لذلك أنصح كل فتاة على ان تتجاوز مرحلة الصمت والإبلاغ عن المتحرش فور تعرضها لأي جريمة تخدش حيائها أو جسدها .. فهم جبناء وضعفاء .. ولا يعرفون عن الرجولة شيء.
إفساد البهجة
جريمة التحرش تطور بصورة تدريجية .. فقبل 25 يناير اختلف التحرش عن بعد الثورتين حيث أصبح التحرش بصورة جماعية وتحت تأثير المخدرات وهذا يعد مؤشرا خطيرا يجب عدم الصمت عليه .. كما ان جرائم الاغتصاب أصبحت فى زيادة ملحوظة .. وخير مثال على ذلك واقعة التحرش الأخيرة بسيدة فى ميدان التحرير أثناء حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي وبصحبتها طفلتها .. حيث قام مجموعة من الهمج والذئاب بالأنقضاض على السيدة وجردوها من ملابسها مما جعلها تسقط على اناء مغلى لأحد بائعى الشاي بالميدان وتعرض جسدها للكسور والانتهاك من قبل مجموعة من معدومي الضمير.
لم يكن التحرش فى تلك الليلة بهذه السيدة ولكن كان هناك أكثر من واقعة لتعرض فتيات للتحرش ولكن امكن بعض الضباط من انقاذهم لكن واقعة السيدة التى انقذها النقيب مصطفى ثابت ولأنها كانت هى الأشد ومثلت اعتداءا صارخا على جسد الضحية فكان لها النصيب الأقوى فى الظهور إعلاميا .
وهذا ما اتضح فى تصريحات المجنى عليها بعد ذلك حينما أكدت أنها توجهت للاحتفال وابنتها بيوم تصيب الرئيس السيسي وأثناء سيرها بصحبة ابنتها التف حولها عدد من الشباب وحاولوا اختطاف ابنتيها بالقوة وفشلت فى حماية نفسها نظرا لكثرة المتحرشين وطلبت منهم ترك الطفلتين وأخذها هى حرصا على حياتهما .. وقالت السيدة ان الشباب جذبوها إلى احد الشوارع الجانبية بالميدان ومزقوا ملابسها وخلعوا نقابها وجردوها من كافة ملابسها .. حتى تم إنقاذها.
واقعة اخرى تم تداولها على فيديو أخر بالانترنت وهى لفتاة كانت تسير فى ميدان التحرير فى أحدى المرات التى ذهبت فيها للاحتفال بعزل الرئيس السابق وتجمع حولها مجموعة من الشباب الذين تعدى عددهم ال60 شخص وقاموا باخذها إلى داخل محطة المترو حيث أن بوابة المحطة مغلقة .. وكانت تصرخ الفتاة وتستغيث ولا أحد ينظر إليها من المارة.
تحرش بالمطاوي
فتاة متحرش بها تحكى قصتها مع التحرش قائلة: ذهبت إلى الميدان للاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا وكنت بجوار المنصة الرئيسية وفوجئت بمجموعة من الشباب يلتفون حولي وأجبروها على السير معهم تحت تهديد المطاوي وتحرشوا بها فى أماكن حساسة من جسدها واطلقت صرخاتي حتى أنقذني مجموعة من الضباط.
بعد كل هذه الجرائم التى ترتكب فى حق المرأة المصرية والتى تمثل إهانة فى الأساس لكل رجل مصري وليس للمرأة فأين الشهامة والنخوة .. لذلك يجب عدم الصمت بعد كل هذه الجرائم .. الحكاية ليست حكاية واقعة فردية ولكنه أصبح مرض ينهش في جسد المجتمع المصري حيث أشار التقرير السنوي للمجلس القومي لحقوق الانسان ان 64 % من النساء فى مصر يتعرضن للتحرش جسديا ولغويا.. كما وثق التقرير السنوى الثانى الصادر عن مبادرة «امسك متحرش» فى مصر 269 حالة تم الإبلاغ عنها أكتوبر 2012 إلى مارس 2013، ويقول التقرير إن 46% من المتحرشين دون سن الثامنة عشرة، وأن 63% من حالات التحرش وقعت فى الشوارع العامة والميادين والمواصلات العامة، وأن 52% من حالات التحرش تشمل اللمس باليد. عدد حالات التحرش أكبر بكثير لأن عدد اللواتى يفضلن عدم الإبلاغ، خوفا من الفضيحة أكبر بكثير من اللواتى يتحدين العادات ويقررن الإبلاغ.
فى الطب الشرعي
قال الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي ان ضحايا التحرش بميدان التحرير يومي ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية واحتفالية تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي تم عرضهم على الطب الشرعي وخرج تقرير الكشف وأكد على أن ماتعرضوا له هى سحجات فى معظم أنحاء الجسد وإصابات وكدمات تتفق مع جريمة هتك العرض ولاترقى إلى مستوى الاغتصاب .
وأضاف أن عدد الضحايا كان 9 فتيات حالتين تم الاعتداء عليهما يوم 4/6 يوم ظهور النتيجة و 7 حالات يوم التنصيب الموافق 8/ 6 .
واستطرد قائلا: أن متوسط الحالات التي تعرض على الطب الشرعي نتيجة اعتداءات جنسية سواء كان ذكور او إناث 800 حالة سنويا .. حيث أن 20 % هم من يقوموا بتبليغ الشرطة ولكن هناك مايسمى بالرقم الأسود وهو عبارة عن متوسط الحالات التى لم تبلغ وهى فى هذه الحالة وفقا لما اصدرته بعض الهيئات والمصالح 12 الف يتعرضن للتحرش فهنا يكون 20 % من هذا الرقم يعادل 4000 حالة..لكن مايصل الى الطب الشرعي هو 800 حالة سنويا.. وهذا الرقم مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية يعد لاشيء حيث أن متوسط حالات الاعتداءات الجنسية هناك 600 الف حالة سنويا.
وردا على سؤال كيف يمكن معرفة ان الضحية تعرضت لاغتصاب او هتك عرض وخاصة إن كانت متزوجة قال عبد الحميد الاغتصاب هو ايلاج الذكر فى الفرج لكن فى حالة الاعتداء السابقة الطبيب الشرعي يكتشف الفرق عن طريق الكشف حيث ان الضحية تكون فى هذه الحالة غير موافقة على العملية الجنسية وتكون اعضائها رافضة وفى حالة انقباض مما يترك أثار و تهتكات لديها مايؤدي على التهابات موضوعية أيضا سواء كانت متزوجة او غير متزوجة.
وقال ان هناك حالات غريبة أثناء بلاغات التحرش او الاغتصاب وهتك العرض حيث يوجد بلاغات مفبركة كثيرا فهناك امثلة كثيرة منها اختلاف فتاة مع شخص على السعر أثناء قضاء ليلة متعة فتذهب على القسم وتدعى عليه باغتصابها وعند الكشف عليها يتضح انها كانت تمارس معه الرذيلة بكامل ارادتها دون اغتصاب لها.. وأيضا حالة أخرى ، أم مختلفة مع الأب فتحضر ابنتها وتدعى عليه انه اغتصبها .. وهذه الحالات تمثل 14 % من حالات الاعتداءات الجنسية وتسمى بالغدعاءات الكاذبة.. اما عن أبشع جريمة يمكن ان نطلق عليها قابلها الطب الشرعي فى عام 2014 فهى حالة الطفلة زينة ببورسعيد.
وانهى كلامة قائلا: هناك فكرة يمكن أن تريح الضحية المغتصبة أو المتحرش بها وهى المراكز المتخصصة وهى أن تخصص مراكز للمعتدى عليهن جنسيا بدلا أن تقضى يوما فى ابلاغ الشرطة ويوما أخر فى النيابة وثالث للعرض أمام الطب الشرعي وهو مايعيق اثبات الواقعة حيث ان ثلاث أيام تضيع معظم الآثار .
وفى المراكز المتخصصة يتم إثبات واقعة الاغتصاب كما يتم علاجها نفسيا ومنع حدوث أي اثار تناسلية ومنع حدوث حمل.. حيث انها تجد علاجا نفسيا وتقف مرة واحدة فى يوم واحد امام الشرطة والنيابة والطب الشرعي مما يمثل دعم مادي ومعنوي للضحية وهذا لايكلف الدولة شيء لأن كل شيء موجود لكن نحتاج على آلية لتنفيذ ذلك والعمل كفريق واحد.
الرأي الأمني
أكد اللواء حمدي سرحان الخبير الأمنى على أن التحرش مسألة أخلاقية في المقام الأول ولابد من الاهتمام بالخلاق والوازع الدينى لضبط الإيقاع فى هذه المسألة.
وقال سرحان ان القانون فى مواجهة هذه الجريمة وكفيل للردع حيث ان هناك هتك عرض مبسط وهتك عرض مقترن باستخدام القوة وكل واحدة منها له عقوبته فى القانون والاغتصاب وصل لدرجة الإعدام .
واستطرد قائلا أن الإشكالية فى كيفية ضبط هذه الوقائع وتحول دون حدوثها وهذا يمكن أن يحدث بزرع كاميرات في أماكن التجمعات لرصد ما يحدث من مخالفات وبالتالى تسهل على رجل الشرطة التوجه مباشرة على مكان حدوث الجريمة او المخالفة.. بالإضافة إلى نشر قوات من الشرطة السرية وسط هذه التجمعات كى تحول دون وقوع مثل هذه الأفعال.
وأنهى قائلا: هذا الموضوع لابد أن يتم التعامل معه بحساسية مفرطة فالمجتمعات التى يوجد بها حرية جنسية وتقنين للدعارة تحدث بها مثل هذه الحالات .. لذلك لابد من معالجة هذه المشكلة بدقة بالغة فى ظل مانعاني منه من انفلات اخلاقى وامني فى السنوات الثلاث الأخيرة.
كما أن مثل هذه الأفعال تكون بفعل فاعل ومعد لها مسبقا حتى تمنع دور المرأة التى لعبته فى الفترة الأخيرة فى الحشد والتظاهر .. ومن يفعلون ذلك يحاولون تشويه وجه الدولة وإظهار عجزها عن حماية المرأة المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.