غرفة النوم بالنسبة لأي زوجين هي بمثابة القلعة الحصينة.. الحارس الوحيد علي بابها هو الحب.. هذه القلعة تتهاوي حصونها عندما تبرد المشاعر بين الأزواج وتتسلل الأسرار إلي خارج اركان البيت وتصبح علي كل لسان.. هنا يصبح الفراش - الذي يسكنه الزوجان كل ليلة - مثل حق من الاشواك ينامان فوقه وفي كل الأحوال تنتهي الحياة بالطلاق! متي يهرب الزوج أو الزوجة من الفراش؟! عندما تسكنه الخلافات ولايطيق كل طرف ان ينام بجوار الآخر.. وسرعان ما تنتقل هذه الخلافات بكل أسرارها إلي المحاكم.. فأصبحنا نري زوجة تقف امام منصة القاضي تقول - بلا خجل - زوجي ناقص الرجولة.. انتظرته بدل الليلة 03 ليلة - لكنه لم يظهر كرامة حتي الآن.. فأنا لازلت آنسة!.. والعكس صحيح نجد الزوج يتفنن - بكل بجاحة - في فضح زوجته أمام الناس- وكأنها لم تشاركه الفراش يوما ما! هكذا تحولت الحياة بين كثير من الأزواج إلي اشبه بالحرب - التي لايكاد ينطفأ نار معركة منها - حتي تشتعل معركة أخري ليس فيها فائز أو مهزوم وانها خراب مستعجل يدفع ثمنه في النهاية الأولاد! اسرار غرف النوم هي محل تحقيقنا في هذا العدد.. لماذا تخرج مسرعة؟!.. ولماذا يعجز الزوجان عن كتمانها؟!.. والأهم لماذا صار زواج هذه الأيام هشا - مثل الابراج السكنية التي نراها شاهقة تطول السماء ثم سرعان ما تنهار وتصبح كومة من التراب؟! نحاول ان نجيب عن هذه الأسئلة من خلال اعتراف الأزواج ورأي الخبراء.. فماذا قال الجميع؟! بجسد مرتعش.. وأعصاب منفلته.. وقف الزوج صلاح أمام ضابط المباحث يقول: لا أملك دليلا واحدا علي خيانة زوجتي.. لكني واثق من أنها تخونني! وعندما سأله رجل المباحث: مادمت لاتملك دليلا علي خيانتها.. فلماذا قتلتها؟!.. وبصعوبة قال المتهم: قتلتها لأنها أصبحت تكره جسدي.. وترفض معاشرتي.. وتنقلب احوالها اذا ألمحت لها بحقوقي عليها كزوج في غرفة النوم.. وهكذا اعتبر الزوج أو المتهم رفض زوجته للمعاشرة هي خيانة زوجية.. وقتلها واجب حتي يغسل عاره.. لكن هل معني أن الزوجة ترفض معاشرة زوجها انها خائنة؟!.. والاهم: لماذا ترفض المرأة فجأة معاشرة زوجها في غرفة النوم؟!.. والعكس صحيح! اعتصام في غرفة النوم! يبدو ان حمي الاضطرابات والاعتصامات والاحتجاجات وصلت إلي غرفة نوم الازواج هذه الايام.. ففجأة وبلا سابق انذار.. يشعر الرجل ان زوجته أصبحت تكره جسده.. ولاتطيق النوم بجانبه.. وبدلا من ان يعرف الاسباب الحقيقية والدوافع التي تقدوها إلي هذا.. يقرر البعض هجرها ويبحث عن امرأة أخري؟!.. بينما يقتحم الشك عقول اخرين فينتهي بهم الحال إلي السجن! ولكي تكشف عن الاسباب الحقيقية كان علينا ان نعرض في البداية اعترافات الازواج في هذا الموضوع؟! في مركز النديم هناك عشرات من الاوراق التي تحتوي علي اعترافات في منتهي الاثارة.. لزوجات يحيكن تجاربهن مع أزواجهن.. لكن بدون ان تسبق هذه الاعترافات اسماء الزوجات الحقيقية.. ولا أي تفاصيل أخري بعيدة عن موضوعنا.. حتي يحافظ المركز المهتم بشئون المرأة علي السرية وخصوصيات هؤلاء النساء! بقلب موجوع حكت نهال قصتها مع زوجها.. قائلة: نعم أنا اعترف انني ارفض معاشرة زوجي.. بل وأصبحت أكره جسده.. واكرهه في غرفة النوم.. لكن لم افكر يوما في ان اطلب الطلاق.. يمكن لشعوري انني سأتعرض للمهانة لو وجدت نفسي وحيدة في هذه الحياة! وتستكمل نهال كلامها قائلة: تزوجت منه بعد قصة حب عنيفة.. شهد عليها الاقارب والجيران.. عشنا في البداية معا أحلي وأجمل أيام عمرنا.. وأنجبنا خلال السنوات الماضية ثلاثة أطفال.. اكبرهم الان في الثامنة عشرة من العمر.. واصغرهم في الخامسة.. والاهم من كل هذا ان حياتنا كانت تسير علي ما يرام.. لكن فجأة انقلبت أحوال زوجي.. فقط في غرفة النوم.. فداخلها يتحول إلي وحش كاسر.. يضربني ويهينني ويشتمني بابشع الالفاظ.. ويبدأ في معاشرتي وأنا أبكي واصرخ من اوجاع ضربه.. واشعر انه كلما رأني ارتعش من الخوف.. تزداد نشوته ومتعته.. حاولت كثيرا معرفة سر تغيره بهذا الشكل الغريب.. الا انني فشلت.. وفشلت ايضا في اعادته إلي طبيعته الرومانسية.. وطيبته داخل غرفة النوم التي اصبحت افتقدها.. أضافت نهال: لهذا السبب اصبحت اكره غرفة النوم بل اتعمد ان اكون مستيقظة مع أولادي أطول فترة ممكنة حتي يخضع هو للنوم.. أو اهرب منه لاي عذر.. لكن ليست كل محاولاتي تنجح.. فكثيرا ما يحاصرني وأنا وحدي في البيت! انسان آخر! سهام ايضا تكره الدخول مع زوجها إلي غرفة النوم.. قالت من خلال اعترافاتها في احدي العيادات النفسية: أما أنا فأصبحت أكره زوجي بكل ما املك من شعور.. فأنا تزوجته منذ عدة سنوات مضت.. في البداية كان يعاملني بمنتهي الرقة والحب.. وهو ما جعلني حريصة علي ارضائه بشتي الطرق.. وبعد شهور قليلة من الزواج.. جاءته فرصة السفر إلي اوروبا.. وسافرت معه فعلا.. وظللنا هناك لسنوات طويلة.. انعم معه بنفس الامان والحب والحنان.. حتي انني كنت دائما ما انبهر بذوق واخلاق زوجي العالية.. لكن كل هذا انقلب فجأة بمجرد وصولنا إلي مصر في اجازة طويلة.. شاهدته وقتها وهو يعامل اهله بقسوة.. ويتعمد الاساءة لهم وضربهم.. وهنا شعرت انني متزوجة من رجل مريض.. يحمل شخصيتين في جسد واحد.. وان كل ما كان يفعله معي ما هو الا تمثيل في تمثيل.. ومن تلك اللحظة وأنا أكره زوجي.. وأصبحت لااطيق معاشرته.. ولا النظر حتي اليه! الشك القاتل! أما الواقعة الثالثة فكان شاهد عليها أحد محاضر الشرطة.. وتعود تفاصيلها عندما قتل صلاح زوجته.. بسبب شكه في سلوكها أو اتهامه لها بالخيانة.. وحسب اعترافاته قال: نعم لم ارها تخونني.. ولم امسك عليها دليلا واحدا.. لكني متأكد انها امرأة خائنة.. ثم أضاف: نعم اعرف انها امرأة محترمة.. ومن عائلة محترمة لكن فجأة تغيرت احوالها معي.. وأصبحت لاتطيق معاشرتي.. فما الشيء الذي يجعل زوجة ترفض زوجها في غرفة النوم سوي انها امرأة خائنة؟!.. المثير ان الزوج اعترف بانه لم يشك ابدا في زوجته.. لكن رفضها فقط هو الذي جعله يفكر في هذا التفكير.. والاكثر اثارة هو ما اثبتته واكدته تحريات المباحث بأن الزوجة بعيدة كل البعد عن الشبهات.. وانها تتمتع بسمعة حسنة بين جيرانها والمنطقة المحيطة بها.. فجوة! والان جاء الدور علي المختصين فماذا قالوا؟!.. في البداية تقول الدكتورة نادية رضوان استاذ علم الاجتماع: ان هناك عدة اسباب تجعل المرأة أو الرجل يهرب من فراش الزوجية اهمها واخطرها علي الاطلاق هو اتساع الفجوة النفسية والعاطفية بين الزوجين.. وباتساع هذه الفجوة تهرب الزوجة من معاشرة زوجها.. ثم نجدها بعد ذلك تطلب الطلاق.. لذلك فلابد ان يكون هناك وعي بين الزوج وزوجته لهذه المسألة الخطيرة.. كما انه لابد ان يلاطف الرجل زوجته بالكلمات الحلوة.. حتي تشعر انها امرأة مرغوبة.. فالمرأة تعشق أولا بأذنيها. مافيش برود! أما الدكتورة هبه قطب استشاري العلاقات الزوجية فقالت: دائما ما تنظر المرأة إلي الجنس علي انه علاقة تتويج لقصة حب جميلة بينها وبين زوجها.. لهذا تنظر المرأة لهذه المسألة بنظرة واسعة جدا.. أما الشيء الثاني فلابد ان يدرك الرجل انه مختلف تماما في موضوع الجنس عن المرأة.. فهناك معايير جسدية ونفسية تختلف بين المرأة والرجل.. وهذا يظهر مثلا من التغير العضوي بينهما.. ويظهر ايضا عن طريق اثارة الرجل أو المرأة.. فالرجل عادة ما يثار من النظر.. أما المرأة فتثار من الاذن.. ومعني هذا ان الرجل من الممكن ان يؤذي زوجته سمعيا.. وبالتالي تكون غير قادرة علي الاستجابة له.. وتشعر في البداية بانها اله.. أما بعد ذلك فلا تطيق معاشرته ولا النوم بجواره.. كما ان انانية الرجل في مسألة الجنس مع زوجته تجعلها ايضا تكره زوجها بل وتكره جسدها.. هذا بالاضافة إلي ان هناك بعض الرجال يطلبون من زوجاتهم طلبات محرمة اثناء الجماع.. وهو ما يجعلها ايضا تخشي الجماعه معه فتهرب.. وتبقي كلمة في النهاية! في اللحظة التي يفقد فيها الزوجان احترامهما لبعض فيهون كل شيء بعدها.. حتي ادق الأسرار!