الخدمات الصحية المقدمة للاهالي داخل مدينتي حلايب وشلاتين تعاني من فقر كبير علي الرغم من جهود الدولة الكبيرة في تحسين الخدمات لكنها مازالت في طور البدء وعلي رأس الخدمات التي تعانى من قصور شديد هى الصحة والتى اشتكى منها الاهالى ووسائل المواصلات غير الانسانية بالإضافة إلى الكثافة الكبيرة فى فصول التعليم والشكوى من عدم منح الطلبة 5 جنيهات يوميا فى شلاتين اسوة بحلايب هذا بالإضافة الى العديد من المشاكل الاخرى والتى سنتابعها من خلال الموضوع التالى .. عندما دخلنا إلى مستشفى الشلاتين المركزى المواجه للبحر شاهدنا الإهمال والضعف الشديد فى امكانيات المستشفى وافتقار المستشفى للعديد من التخصصات مثل العظام - الجلدية والتناسلية - الاطفال - الاسنان - نساء وتوليد – عيون - تخدير – كميائي – تحاليل طبيه – اشعه " وكل المتوافر هم اطباء متخصصين فىة الجراحة والصدر والباطنة فقط ولذلك يقتسمون باقى التخصصات حتى يتم دعم المكان بهذه التخصصات لذلك يتم التعامل مع الحالات وفق الامكانيات المتاحة لان اقرب مستشفى يمكن تحويل حالة خطرة عليه بمدينة القصير التى تبعد اكثر من 300 كيلو واغلب الحالات التى يتم نقلها هى حالات حمل لسيدات لعدم وجود اخصائى توليد وبالإضافة إلى عدم توافر تجهيزات المعمل – بنك دم – تعقيم وهذا يعرض حياة العديد من السيدات والاطفال للخطر الشديد فالمستشفى الذى يعمل به 10 اطباء منهم طبيب واحد اساسى و5 تنفيذ انتداب مدة 6 اشهر و3 نواب وصيدلانية و 3 فنيين اشعة ، و3 فنيين معمل وممرض واحد و6 عمال بالإضافة إلى موظف اداري واحد مختص بشئون العاملين ويتم الاستعانة بأطباء آخرين من الادارة الصحية الخاصة بمدينة شلاتين وعدد من اطباء القوافل متى أمكن ذلك ، ويقضي الطبيب مدة 20 يوما كاملة فى المستشفى وبحسب تواجد المسكن الخاص بهم بداخل المستشفى فانهم لا يبارحونها سوى من اجل انجاز شئونهم الخاصة من متطلبات المعيشة يقابلها 10 ايام اجازة يجد الطبيب صعوبة فى الخروج من المدينة بسبب بعد المسافة عن محافظاتهم فهى تقترب من اكثر من 1200 كيلو بعدا عن القاهرة لذلك الاجازة تنتهى والطبيب مازال فى الطريق الشكوى من المستشفى مشتركة مابين الاهالى والاطباء فالاهالى يشتكون من سوء حالة المستشفى وعدم توافر اطباء اكفاء داخل المستشفى وانهم يعانون الامرين اثناء تلقيهم العلاج لعدم وجود الاخصائى وكانت اغلب الشكاوى من عملية التوليد القيصرى لعدم توافر امكانيات او عدم وجود طبيب للاسنان. أما الاطباء فشكواهم من عدم توافر الخدمات داخل المدينة ومنها المواصلات من وإلى شلاتين بالإضافة إلى شكوى الاطباء من الماديات والتى يرونها ليست على مايرام على الرغم من الزيادات التى اقرتها الدولة لهم كحافز للبقاء فى المدينة ولكنهم يرون ذلك غير كافى مقارنة بالمشقة والمعاناه التى يتكبدونها فى اداء واجبهم " الوطني" في مثل هذا المكان البعيد القاصي ، بجانب هاتين المشكلتين مشكلة التسكين والتوطين والتي من شأنها فتح المجال امام البعض منهم في البقاء والاستقرار في المدينة التي تنعم بالهدوء كما اشتكوا من عدم وجود ادنى جانب من الترفيه وتكاد تكون الحياة بالنسبة لهم شبه منعدمة فهم كغيرهم يتحصلون على المياه التي يتم جلبها من اسوان بخمسة جنيهات مقابل 20 لتر مياه... اما بالنسبة لاكثر الامراض التى تنتشر فى المنطقة بحسب اطباء المستشفى فهى تنحصر حول الامراض الجلدية والرمد والنزلات المعوية للاطفال والالتهابات الشعبية وكذا لدغات الحشرات والزواحف السامة مثل العقارب والثعابين والتي لا تقتصر على موسم الصيف نظرا لطبيعة المنطقة الصحراوية اما ابرز العمليات هى الفتح والتطهير واستئصال الاظافر والبواسير والناسور وتقطيب الجروح. كثافة الطلبة يقبل الطلبة فى مدينة الشلاتين على التعليم الازهرى اكثر من التعليم العام كما يقول الشيخ بلال سيد محمد عميد معهد فتيات الشلاتين الاعدادى والثانوى بسبب جودة التعليم الازهرى والطبيعة الخاصة لاهالى حلايب وشلاتين والذين يرتبطون بالدين فيريدون لابنائهم أن يحفظوا القرآن وهذا مايحدث بالفعل ويضيف أن المعهد به 151 طالبة حصلت احدى الطالبات منذ عامين على المركز العاشر مكرر على مستوى الجمهورية فى انجاز يدل على الذكاء الفطرى الذى يتمتع به اهالى المنطقة ويضيف الشيخ بلال أن المشكلة التى يعانى منها المعهد هو نقص عدد المدرسين خاصة فى المواد العلمية وهى نفس المطالب التى طالب بها الشيخ محمد حسين عميد معهد شلاتين الاعدادى والثانوى للبنين والذى قال ان المعهد به 116 طالبا وعن اسباب عدم إقبال الطلبة على التعليم قال أن الولد فى المنطقة يخرج للعمل ليساعد والده فى المعيشة لذلك لايجد الوقت ليدرس ويتعلم .. وبالاضافة إلى المعهد الازهرى للفتيات والبنين الاعدادى والثانوى هناك معهد خاص بالمرحلة الابتدائية وهناك شكاوى من اهالى المدينة بعدم وجود اسوار للمعهد ... اما بالنسبة للتعليم العام فكان هناك فرحة عارمة عندما تم تحويل حلايب الى مدينة مستقلة نظرا لبعد المسافة التى كانت تصل الى 240 كيلو كان يقطعها المدرس او المسئول عن التعليم فى المدينة ليصل الى مدارس راس حدربة او حلايب او حتى ابو رماد فجاء تقسيم المدينتين لتكون هناك تعليم افضل لكلا المدينتين .. فأصبحت مدينة شلاتين بها 5 مدارس للتعليم الابتدائى والاعدادى والثانوى العام والصناعى ويقول الشاذلى احمد حمزة مدير عام ادارة الشلاتين أن الابنية التعليمية تعمل حاليا على بناء مدرسة للتعليم الاساسى للتخفيف عن المدرسة الابتدائى التى يدرس بها 806 طالب وطالبة ....اما اكثر المشاكل التى يعانى منها التعليم العام داخل مدينة الشلاتين هى غلطة من موظف حرمت تلاميذ المدينة من الميزة التى كانوا يحصلون عليها قبل ذلك وهى مصروف للجيب خمسة جنيهات لكل طالب يحضر يوميا .. هذه الجنيهات الخمسة كانت تجذب هؤلاء الطلبة فى تلك المدينة الفقيرة للتعلم وليساعدوا ابويهم بهذه الاموال فكانت المدارس لايغيب عنها احد لكن تم وقفها مما ادى إلى عزوف الطلبة على التعليم العام واتجهوا الى التعليم الازهرى والذى مازال يعطى مصروف الجيب .. وكان كل امنيات اهل المدينة ومدرسى الإدارة أن يعود مصروف الجيب اسوة بالمطبق فى حلايب وابو رماد وراس حدربة وحمير وابرق .. وكانت اسعد اللحظات عندما زرنا مدرسة الشلاتين الابتدائية حيث شاهدنا طفلة فى الصف السادس الابتدائى تجذب الانظار اليها بطلتها الجميلة وكان الاكثر جذبا هو شِعرها .. نعم شِعرها فرشا على ادم ذات الثلاثة عشر عاما شاعرة فى حب مصر ألفت العديد من القصائد فى حب بلدها موطنها عشقها مصر فانشدتنا قصيدة "لاجلك يا ام الامم". مصر امم الامم مصر عنوان القمم مصر بلدى وموطنى عشت فيه لا اعانى سنرفع رايتك للاعلى وننشد بلدى يا احلى عشت فيه مسلما امنا شربت من نيله وساشرب دائما سلمت من الاذى الاسود حفظن من العين الحسد صرخت فى الاعداء اهربوا قلت للانصار تفضلوا كان الدم ينزف شلالا من البكاء وسنضحى من اجلك شهداء وطنى ارض الرخاء مصر اخلاص ووفاء ولن يدوم الالم وسنمسح الهم والغم لاجلك يا ام الامم نعم لاجلك يا ام الامم . غياب المواصلات اما المشكلة التى تعانى منها المدينة هى عدم توافر وسائل مواصلات داخل المدينة إلا مجموعة من السيارات غير الادمية والتى ينحشر بها الاهالى داخل صندوق مغلق بتكلفة 50 قرشا لكن حتى هذه الوسيلة فى بعض الاحيان تكون غير متوفرة هذا بالنسبة للمواصلات داخل المدينة اما المواصلات مابين المدينة وغيرها من المدن او المحافظات فهناك معاناة كبيرة فلا يذهب للمدينة إلا 3 اتوبيسات فقط يوميا وقد لايذهبوا ويمكن فى بعض الاحيان ألا يذهب إلا اتوبيس واحد فيكون هناك تزاحم كبير عليه كما حدث مع محررى اخبار الحوادث اثناء عودتهم فقضوا 5 ساعات كاملة مابين شلاتين إلا إن وصلوا الى مدينة القصير واقفين على اقدامهم فى انتظار ان ينزل احد من الاتوبيس كما يعانى العديد من الاهالى من سوء حالة الاتوبيسات التى تصل للمدينة.