كيف يري النقاد الأزمة الخاصة بين صناع فيلم "أسرار عائلية" والرقابة على المصنفات، وإلى أى مدى تشكل هذه الواقعة محطة مختلفة فى علاقة جهاز الرقابة بالمبدعين، ذهبنا إلى مجموعة من النقاد والمبدعين من ضمن من اختارتهم شركة انتاج الفيلم ليشاهدوه فى عرض خاص .. الناقد يوسف شريف رزق الله قال : الفيلم يقدم رسالة للأسرة المصرية وأنه نتيجة لغياب الأب عن أسرته كونه يعمل بالخارج، حدث نوع من الانفلات ويعرض الفيلم حالة إيجابية حول ولد يريد العلاج ويحاول العودة للاستقامة، وينتهى الفيلم نهاية أخلاقية، ولا يحرض على أى شئ بل يعطى نوع من التنبيه للأسر المصرية، كما لا ننسى أن هناك أفلام فيما مضى قدمت علاقة أكثر وضوحاً مثل "عمارة يعقوبيان" التى ركزت على شكل العلاقة العاطفية فقط. وأعتقد ان سبب مشكلة الفيلم مع الرقابة هو ما يتردد حول أن ما تم تنفيذه فى الفيلم مختلف عن النص الذى وافقت عليه الرقابة من البداية، ولا أعلم مدى صحة هذا الكلام، ولكن مما شاهدته على الشاشة، أنا لم أرى أن الفيلم يستحق كل تلك الضجة حوله. وأشار رزق الله أنه لو كان مكان الرقيب فهناك أمور لا مجال للتهاون فيها مثل ما يتعلق بالدين والعرى وتداول الألفاظ، مؤكداً فى نفس الوقت أن الفيلم لا يحتوى على شئ مما سبق، بل كل الألفاظ فيه كانت دارجة بالنسبة للمشاهد الواعى ولن تصيبه بالضيق او الاستغراب. أما الكاتبة ماجدة خير الله، فقالت : لا يوجد عندى أى مآخذ أخلاقية ولكن رأيت أن هناك لفظ واحد بالفيلم يجب حذفه، والشركة نفسها عبرت عن موافقتها لحذف اللفظ، إنما على الجانب الآخر أرى أن الرقابة تعبر عن ضيق أفق، وليس معقولاً ان هناك احد مازال يفكر بذلك الشكل، لأن السينما المصرية قدمت نفس الحالة فى أفلام كثيرة مثل "رسائل البحر" و"ديل السمكة" و"عمارة يعقوبيان"، وكلها تجارب حديثة وليست قديمة، كما أن الفيلم أخلاقى وارشادى بشكل كبير وتدور قصته حول شخص عنده مشكلة وهو مدرك لمشكلته ويحاول حلها، وطوال الفيلم يبحث ويسعى للعلاج فيذهب لأكثر من طبيب نفسي، فيحاول تجربة أكثر من وسيلة مثل الأدوية التى تهد حيله وتدفعه للإكتئاب، ثم يذهب لطبيب آخر يحاول مساعدته على تخطى الأزمة والتعامل بإرادة. وأضافت : الفيلم لا يروج للمثلية بل من البداية الفيلم يعرض كيف ان البطل ميوله تعرضه للاهانة ومواقف شديد البشاعة، والمشاهد حينما يشاهد ذلك بالتأكيد سيكن مدرك أن الفيلم أخلاقى ولا يدعو لأى شئ وليس فيه أى مشاهد مقززة. المخرج مجدى أحمد على علق قائلاً : هناك تقاليد فى المهنة أهمها انى لا يصح أن أقول رأيى فى أعمال زملائي، ولكن بخصوص الرقابة أنا حزين جداً للحملة التى ضد أحمد عواض لأن الكلام الذى يقال ضده سخيف خصوصاً مع محاولات البعض للهجوم عليه بتذكر الناس بأفلامه، فلا يجب أن نحكم على الشخص إلا حسب مواقفه المحددة فى المنصب المحدد، وأنا أعرف انه صاحب مشروع مهم، وعنده موقف محترم من موضوع الفن وكان من ضمن المتظاهرين فى وزارة الثقافة، والهجوم عليه أراه هجوم ظالم جداً. أما بخصوص حق العرض للفيلم فليس فيه نقاش .. ولكن هناك نقاط لابد من مراعاتها مثل أن السيناريو الذى تم تصويره تم رفضه من البداية ثم قدم المخرج سيناريو آخر تم قبوله، ولكن تم تصوير السيناريو المرفوض، فهذه درجة من درجات الخديعة، فهو لم يتجاهل بعض الملاحظات، بل قام بخديعة وعلى الناحية الأخلاقية لا يجب أن تمر، فمن يريد احترام النقابة فليحترمها من البداية، ولابد ان تلتزم بقواعد الرقابة من البداية حتى النهاية، ولا أريد ان أقول انه اسلوب غير شريف ولكنه اسلوب غير قانوني. وتابع على : أقول لصناع الفيلم إنها ليست شطارة ان اقدم شئ مستفز للجمهور، فأنت تريد ايصال رسالة أيا كان خلافنا حول تلك الرسالة او محتواها، لابد أن يكن اسلوبك غير مستفز، والجمهور المصرى عنده بعض الطقوس الأخلاقية، الجمهور يريد ان يكن الفن معقم، والمطلوب هنا عدم استفزاز الجمهور، وهناك مشاهد فيها استفزاز ولم يكن هناك مراعاة لتعامل الشعب المصرى مع الالفاظ ولابد ان يتم دراسة كل تلك المواقف.