اتذكر في سنوات الستينيات والسبعينيات ان الاحوال الاقتصادية كانت سيئة وكان محدودو الدخل والفقراء يتعايشون مع هذه الاحوال دون غضاضة وكانت القناعة متفشية بين الجميع برغم ان سوء الاحوال المعيشية كانت اسوء من سنوات الثمانينيات وما تلاها ورغم ذلك لم تقع في تلك الفترة جرائم بالشكل المفزع الذي يحدث منذ سنوات. وكان من النادر ان نجد تاجرا جشعا مما يدل علي أن الذي وقع في مجتمعنا هو تغيير نفوس وكان الاميون أو من لم يكملوا تعليمهم لديهم قسط معقول من الثقافة وخاصة الدينية وكانوا يحرصون علي أمتهان مهنة يرغبونها أو يتوارثوها عن ابائهم، وكانت الحياة تسير بيسر وانتظام والصغير يحترم الكبير. وامام ما حدث ويحدث في مجتمعنا تنتابني حالة تعجب وحيرة من سلوكيات وتصرفات ابناء واحفاد من عاشوا في الستينيات والسبعينيات وخاصة الغياب الكامل لكلمتي عيب وحرام من قاموس حياة الكثيرين. فهل يعود ذلك لعودة علاقتنا بأمريكا والدول الغربية وانفتاحنا عليهم أم لاسباب أخري عندنا علي رأسها الأنظمة الحاكمة ؟.