لم اصدق نفسي عندما رايته بعد كل تلك السنوات .. شعرت بضربات قلبى تتراقص وكاننى طفله صغيره لانه كان يمثل لى الكثير تلك الرجل الذى طالما حلمت به واحببته من كل جوارحى فقد كان يسكن بجوار بيتنا القديم .. قصه جب جميله جمعت بيننا تذكرت ضحكاتنا وغضبنا خمس سنوات كانت فصول قصتنا التى انتهت فجاه لاننى لم اصارح اهلى بحبه لى لاسباب كثيره اهمها انه لايناسبنى من حيث المكانه الاجتماعيه فقد كان انسان بسيط من عائله بسيطه ووقتها كان لايستطيع حتى توفير منزل الزوجيه فشعرت اننى فى علاقه لانهايه لها .. وضغط على اهلى للقبول باحد المتقدمين لى .. لم استطع الرفض خاصه انه من عائله ميسوره الحال وذو مكانه اجتماعيه عاليه فقررت ان ابتر قصه حبى واقبل بالزواج من الشخص المتقدم لى .. وبعد ان جمعت قواى قررت ان اخبره بقرارى قلت له لانهايه لعلاقتنا ولاامل فى زواجنا الغريب انه لم يعترض .. كانت كرامته تتحكم فى كل تصرفاته وانسحب فى هدوء والدموع تملا عينه وكنت اكثر منه الما وحزنا .. لكنى تماسكت وقررت ان ابدا صفحه جديده مع خطيبى وبالفعل مزقت كل صوره ورسائله لكن لم استطع محوه من ذاكرتى .. مضيت نحو حياتى الجديده وفتحت قلبى وروحى لخطيبى ومضت ايام الخطوبه سريعا ووسط فرحه الاهل والاصدقاء تم الزفاف وسافرت معه ليتابع دراسته العليا فى بريطانيا .. لتبدا حياتى معه.. حياه ممله مع انسان انطوائى غارق فى صمته.. لم يكن له صداقات او اهتمامات او حتى هوايات لاشىء سوى صمته الذى عجزت ان ابدده..حياتى بكل مقاييس الاخرين كانت حياه زوجيه رائعه ناجحه ولكن بمقياسى هى حياه قاتله تخلو من اى مشاعر وعدنا الى بلدنا بعد ان انهى دراسته وعدنا مع ابنى الذى كبر واصبح له عالمه واصدقائه .. وبدات افيق للحياه الفارغه التى اعيش فيها حتى ظهر حبى الاول ليفجر براكين مشاعرى. كنت فى المستشفى فى زياره لاحد اقاربى حين رايته يخرج من المصعد تجمدت فى مكانى وشعرت بالزمن يعود بى للوراء .. بكلمات سرعه عرفت اننى مازلت اسكن قلبه وحياته مثلما يسكنى .. اخذت رقم هاتفه وعشت فى سعاده نسيت فيها زوجى وابنى ولم اعد افكر الا به.. واتصلت به اخبرنى انه لم يتزوج لان لاتوجده امراه قادره على ان تملا الفراغ الذى تركته له.. عادت علاقتنا وغمرت الفرحه قلبى وققرت ان انهى حياتى التعيسه مع زوجى لاتزوجه واعيش فى السعاده مع حبى الاول الذى طالما حلمت به.. وطلبت الطلاق من زوجى وقلت له انى عيش معه حياه تعيسه فطلقنى. عدت الى بيت اهلى وحدى ..بعد شهور العده فاتحت امى برغبتى فى الزواج منه ..الكل حاول ان يمنعى من هذا الزواج ولكن اصرارى كان اكبر من كل شىء .. تزوجته وعشت معه ايام رائعه ..مضت ايام العسل وفقت على واقعى الاليم معه .. عدت لاعيش معه فى شقه صغيره بعد الفيلا الكبيره التى كنت اعيش فيها مع زوجى السابق.. لم اعد قادره على استعمال كروت الائتمان فراتبه لايسمح منه كما كنت افعل.. استحملت كل هذه الظروف الا اهله لم استطع التكيف معهما لانه كان يصر على ان اختلط بهما .. لااستطيع ان اتحمل اسلوب امه ولا كلامها ولاتصرفات شقيقاته .. تسربت المراره الى حياتى فلا انا قادره على ان اعيش عالمى الذى تركته ولا انا قادره على ان اعيش حياه زوجى .. مضت ثلاث سنوات تسللتها المشاجرات والمشاحنات مع امه واهله واتهمنى باننى اتعالى عليهم .. طلقنى وعدت الى بيت اهلى مره اخرى لاحمل لقب مطلقه للمره الثانيه .. اكثر ما المنى فى تجربه زواجى وطلاقى هى خسارتى لابنى .. فهو ابدا لم يغفر لى اننى تزوجت رجل اخر غير ابيه الذى اصبح كل شىء فى حياته.. اما انا فمجرد امراه كتبت على شهاده ميلاده فقط.