قدمنفسه الي المؤتمر الدولي الذي عقد بمدينة باكو، عاصمة أذربيجان، باعتباره من الكويت ولكنه يقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحاصل علي شهادة الدكتوراه في هندسة البترول من جامعة أوكلاهوما، وأنه أسس وأدار أكثر من ثمانين شركة ومنظمة، وقام بتأليف 25 كتابا الي جانب خمسين آخرين من الالبومات السمعية البصرية، وأنه تولي تدريب أكثر من ستين ألفاً من الاشخاص في قدرات الإدارة والقيادة، ووضع أكثر من سبعين خطة استراتيجية لم يشرح أهدافها للمؤتمر. وأعلن الرجل، بكل جرأة، أنه في ظل غياب قادة جماعة الإخوان داخل السجن، فقد أو كل الي نفسه مهمة تدريب الآلاف من كوادر الجماعة، وبينهم أشخاص من مصر!! كان موضوع المؤتمر: »البلدان العربية بعد التحولات الأخيرة: التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في دول الربيع العربي». وكان المؤتمر يستهدف مناقشة مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بمرحلة ما بعد الثورات والتحديات المنتظرة وتداعيات هذه الثورات. ولكن الرجل، الذي قدم نفسه بوصفه زعيم الإخوان في الكويت - ويدعي الدكتور طارق محمد السالم السويدان - فاجأ المشاركين في المؤتمر بان بلاداً مثل مصر سوف تشهد فترة قلاقل واضطرابات لمدة خمس سنوات (هكذا!) وتقمص الرجل شخصية قاريء الغيب الذي يقرأ لنا مستقبلنا!! ورغم أنه اعترف بأن نسبة التدين في مصر 99 في المائة إلا أنه اعلن أن مهمته هي «إرجاع المسلمين الي الاسلام الحق» (!) وشعرنا بأن الرجل يريد إيهامنا بأنه رسول العناية الآلهية لانقاذنا من الضلال والضياع والوقوع في قبضة الشيطان الذي يقودنا من انفونا إلي جهنم وبئس المصير! ومرة أخري ينضم الي قافلة المنجمين.. فيقول إن «عودة الاسلاميين الي الحكم حتمية لأنهم الأقرب الي ضمير الأمة»! ويتجاهل هذا الإخواني ان ضمير الامة لم يكن ليسمح بالاستقواء بالخارج واستدعاء التدخل الأجنبي وشن عمليات ارهابية لقتل جنود الجيش المصري والشرطة ودعوة الأمريكيين للتدخل لإعادة محمد مرسي الي الحكم، كما أن ضمير الأمة لم يكن ليسمح بتكفير المخالفين في الرأي السياسي أو في الدين والمذهب وتمزيق النسيج الوطني الواحد. وزعم الإخواني الامريكاني، الذي كان يتحدث باللغة الانجليزية، أن الإخوان واجهوا «عرقلة» داخلية وخارجية وعسكرية وأمنية ومالية وإعلامية وقضائية! ويجهل الرجل أن الإدارة الامريكية واتباعها في تركيا وقطر وإسرائيل كانوا يقدمون كل التسهيلات والدعم للإخوان وأن «الجماعة» كانت في صدام مستمر مع السلطة القضائية، لإنها تريد إهدار استقلالها » أخونتها» مع سائر الوزارات والمؤسسات والسيطرة علي مفاصل الدولة. وكان واضحاً في موقف هذا الإخواني. تلك الفجوة العميقة بين الأقوال والافعال، خلال محاولة خداع المشاركين في المؤتمر. فهو مع «الدولة المدنية»! وكان ينبغي تذكيره بأن زملاءه في مصر يعتبرون كلمة «مدنية» شيئاً مبتذلاً وقبيحاً.. ورفع الرجل شعار «الحكم للشعب بقرار الصناديق»، ولكنه تجاهل أن زملاءه في مصر عارضوا الاحتكام الي الشعب برفضهم اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. لكي تقول الصناديق كلمتها. محاولة «الجماعة» استغلال المحافل الدولية لنشر دعاية فجة وركيكة. والترويج لمجموعة من الاكاذيب لم تعد تنطلي علي أحد. والدليل علي ذلك ان المشاركين في المؤتمر تسابقوا لفضح هذه الاكاذيب.. ووجد الرجل نفسه محاصراً وعجز عن الرد علي عشرات الكلمات التي تدحض مزاعمه.. بل إن الخبير الامريكي المعروف في الشئون الخارجية ريتشارد ميرفي اضطر ان يلزم الصمت ويمتنع عن الدفاع عن الإخوان.. مفضلاً مراعاة الحكمة الشهيرة » السكوت من ذهب»!