نجحت أمس الشرطة مدعومة بمدرعات الجيش من اقتحام قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوبالمنيا والتي وقعت بها أحداث عنف و اقتحام وحرق 5 كنائس وعدد كبير من منازل الأقباط وفرض إتاوات علي المسيحيين من قبل أنصار الرئيس المعزول وأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين وعدد من البلطجية. وقد أستقبل أهالي القرية قوات الجيش الشرطة أثناء دخولهم القرية بالتكبير والزغاريد مرحبين بهم وبعودتهم مرة أخري للقرية بعد غياب دام لقرابة الشهرين مارس خلالها الإخوان جميع صور البلطجة والعنف وفور دخول القوات وإطلاق الطلقات النارية في الهواء فر أنصار الإخوان من اعتصامهم من أمام مسجد عباد الرحمن بوسط القرية فختبأ بعضهم داخل منازل وبعضهم حاول الهرب باتجاه المنطقة الجبلية المتاخمة للقرية ولكنهم وجدوا قوات الجيش و الشرطة قد قاموا بمحاصرة مداخل و مخارج القرية فعادوا مرة أخري داخل القرية. وطالبت القوات من المواطنين العودة الي منزلهم لكي يتمكنوا من ضبط العناصر الإجرامية وعلي رأسهم عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الاسلامية والمطلوب ضبط وإحضاره من قبل النيابة العامة لاتهامه بالتحريض علي أعمال العنف واقتحام المنشآت العامة والخاصة ودور العبادة المسيحية. وقامت القوات عقب انتشارها بشوارع القرية بفرض حظر التجوال وقامت بمداهمة منازل قيادات الجماعة بالقرية وألقت القوات القبض علي أكثر من 30 متهما من بينهم حسين كحيل وأسامة كحيل وعبدالوارث رجب خليفة أبو السعود عبد الستار ومحمد أبو السعود عبد الستار ومصطفي رجب درديري ومحمد قطب عبدالستار وعاطف عبدالعزيز زقلف ويحي أحمد وجميعهم قيادات بجماعة الاخوان ومطلوب القبض عليهم.. قرية دلجا تبعد ما يقرب من 13 كيلو مترا من مركز دير مواس لها مدخل علي الطريق الصحراوي الغربي ومدخل آخر قريب من الطريق الزراعي القاهرةأسوان يبلغ عدد سكان القرية 100 ألف نسمة من بينهم 15 ألف مسيحي تضم ما يقرب من 55 مسجدا و5 كنائس تم احراقها تماما في أحداث العنف التي وقعت يوم 14 أغسطس الماضي عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة .يقول محمود عبدالرحمن من سكان القرية ان سكان القرية من المسلمين والأقباط يعيشون في حالة من الهدوء والتعاون طوال السنوات الماضية لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي فأغلب السكان يعملون بالزراعة ولكن حالة الهدوء هذه بدأت في الانكماش عقب سقوط نظام مبارك وانكسار الشرطة فبدأ أنصار الإخوان و الجماعة الإسلامية والسلفيون في القيام بدور الدولة فقاموا بتشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن وتنظيم الحياة اليومية و ظلوا في عملهم حتي بعد عودة الشرطة وازداد نفوذهم حتي وصل ذروته عقب وصول الرئيس المعزول الي الحكم وظل الوضع متوترا وتعايش المسلمون والأقباط بصورة طبيعية. ولكن عقب إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي عزل الدكتور محمد مرسي ظهر الوجه الحقيقي للإخوان فقاموا بمهاجمة كمين الشرطة علي الطريق الصحراوي الغربي حطموه وقاموا بمطاردة قوات الشرطة واعتدوا علي بعضهم وسيطروا علي القرية بصورة كامل و ظلوا ينظمون مسيرات تطالب بعودة المعزول حتي يوم 14 أغسطس الماضي و الذي شهد فض اعتصامي رابعة و النهضة فقام هؤلاء بمهاجمة وإحراق 5 كنائس من بينهم كنيسة السيدة العذراء الأثرية والتي ترجع الي القرن الرابع الميلادي و قاموا بسحل و تعذيب وفرض الإتاوات علي مسيحيين بالقرية وعندما تعاطف معهم أخوتهم المسلمون وقاموا بحمايتهم داخل منازلهم قاموا بمضايقة هؤلاء المسلمين و طلبوهم بعدم حماية الأقباط و إلا تعرضوا لنفس الأعمال العدائية التي توجهه ضدهم ولكن مسلمي القرية ثبتوا علي موقفهم وحموا الأقباط. ويقول مصطفي محمد ان أنصار المعزول وجهوا تهديدا للأقباط من عدة أسابيع لترك منازلهم بالقرية وإلا تعرضوا للحرق والتدمير واستغاث الأهالي بالقوات المسلحة والشرطة فقام الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية ضمت أكثر من 12 مدرعة طائرات لتمشيط المنطقة فدب الخوف في نفوس هؤلاء البلطجية ولم يفعلوا شيئا .وظلت القوات متمركزة خارج القرية بسبب قيام الإخوان بوضع حواجز رملية علي مداخل القرية تمنعهم من دخولها بل قام بعضهم بإطلاق النيران علي قوات الجيش من ناحية المقابر وردت عليهم القوات بكل حزم وقوة وظل أهالي القرية في انتظار دخول الجيش والشرطة للقرية وتحريرهم من الاحتلال الإخواني خاصة مع مشاهدة بعض أبناء القرية لعاصم عبد الماجد المطلوب القبض عليه من قبل الشرطة.. لم يكن يتوقع سكان قرية دلجا ان الجيش والشرطة قد قرروا اقتحام القرية أمس وتحريرهم من هؤلاء ففي تمام الساعة الخامسة والربع فجرا بدأت القوات في اقتحام مداخل القرية وأطلقوا طلقات نارية في الهواء و سرعان ما انتشرت القوات بجميع شوارع القرية وبالتزامن مع ذلك حلقت الطائرات الحربية فوق سماء القرية لتأمين القوات المتواجدة علي الأرض. أسرع الأهالي بالترحيب بالقوات وقاموا بإرشادهم علي منازل قيادات الإخوان و البلطجية لسرعة ضبطهم. من جانبه أكد اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا أن الدولة بأجهزتها التنفيذية والأمنية ورجال القوات المسلحة حريصون علي أهالي قرية دلجا ومساندتهم و القبض علي العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون الذين حاولوا العبث بأمن المواطنين. وأضاف المحافظ ان قوات الجيش والشرطة تسيطر علي الأوضاع بالقرية وان الهدوء سوف يعود للقرية فور القبض علي المحرضين علي العنف و البلطجية وسوف يتم إصلاح ما أفسده المخربون داخل القرية وان الدولة لن تسمح بابتزاز أي مواطن والدولة مسئولة عن إعادة الحق لكل مواطن تعرض لأذي. من جانبه أكد اللواء أسامة متولي مدير الأمن ان قوات الشرطة حريصة علي أرواح أهالي القرية وان عملية الاقتحام تمت دون وقوع خسائر في الأرواح سواء في صفوف الشرطة او الأهالي وان قوات الشرطة أحكمت السيطرة علي شوارع القرية و يجري ضبط المتهمين بارتكاب أعمال عنف وانه تم تأمين دور العبادة و منازل المواطنين .