كثيراً ما نشتكي من انخفاض قيمة الانسان عندنا ونتباكي لكونه قد اصبح ارخص في نظر البعض مقارنة بارتفاع قيمة كائنات اخري عند غيرنا كالقطط والكلاب مثلاً!!. ولحظة تأمل في سلوكياتنا توضح اننا ضحايا لانفسنا قبل ان نكون ضحايا لغيرنا؟؟ فقيمة الانسان تتحدد ابتداء بنظرته الي ذاته، وذوات من حوله ومن تحت رعايته، فمن يهن يسهل الهوان عليه. فالانسان عندنا (علي عكس قرينه في الغرب) اسير شهوته الخاصة وانانيته المفرطة حتي ولو كان المرض ثمرة هذه الانانية وتلك الشهوة، وخير مثال للتدليل علي صحة ما ادعية ما نشر ببعض الصحف عن قيام زوجين بريطانيين بتسجيل نفسيهما في إحدي عيادات مكافحة التدخين للإقلاع عن تلك العادة بعد أن أخبرهما الطبيب المعالج للببغاء الحبيب اليهما أنه يمر بأزمة صدرية سببها التعرض الدائم لدخان سجائرهما في الشقة التي يعيشان فيها معه، فإذا قارنا ذلك مع ما يحدث في مصر لادركنا السبب وراء انخفاض قيمة البشر لدينا، اذ نواجه نحن الاطباء الأمرين في اقناع المدخن بالامتناع عن التدخين اذا كان طفله (وليس طائره الذي يربيه) يعاني من حساسية الصدر مثلاً فضلا عن حمايته هو شخصياً ان كان يعاني من الربو أو القلب ويكون رد مثل هذا الاب: يا دكتور.. قوووول يا بااااسط، العمر واحد، والرب واحد؟؟ ونحن بالطبع لانختلف علي أن ما يقوله هو الحق بعينه، فالعمر فعلا واحد والرب ايضا واحد، ولكنه هنا لا يراد من ورائه الا الباطل لانه لا يعترف بحق الآخرين في استنشاق الهواء النقي الخالي من الدخان، بل وينظر الي هذا الحق باستخفاف.