تشكيل لجنة الخمسين لاعداد الدستور في مرحلته الثانية يؤكد ان مصر تسير بخطي ثابتة نحو تنفيذ خارطة المستقبل تمهيدا لاجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. ويؤكد أيضا ان الحكومة الانتقالية جادة في تحقيق الاستقرار للبلاد والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي علي قدر ما تسمح به الموارد المتاحة. كما ان الضربات التي وجهتها الشرطة بمعاونة القوات المسلحة للإرهابيين في سيناء ولمثيري الشغب والفتنة في ربوع البلاد تمهد كثيرا لعودة الأمن الي الشارع المصري والقضاء علي ظاهرة البلطجة والفوضي التي انتشرت عقب ثورة 52 يناير.. وهي في طريقها.. بإذن الله الي الزوال لتعود مصر واحة للأمن والأمان. إن مصر التي عانت كثيرا من حكم الإخوان خلال عام واحد تستفيق من كبوتها بعد ان انتهت عمليات أخونة مفاصل الدولة.. وزرع أهل الولاء والسمع والطاعة في كل الوزارات والهيئات والمحافظات والمراكز من اجل تنفيذ مخطط هدم اركان الدولة وتجري الآن عمليات تطهير واسعة في كل الأماكن لاحلال أهل الخبرة.. بعد ان أعلنت الحكومة المؤقتة عن برامج جادة لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة لامتصاص العاطلين عن العمل والعودة بالمنتجات المصرية الي أسواق العالم مرة أخري وعليها شعار صنع في مصر. لقد كانت ثورة الشباب في 52 يناير و03 يونيو هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية التي تسهم بلا شك في تحقيق الحرية والكرامة.. ولهذا فإنني أطالب أن تنفذ الحكومة ما وعدت به من إعداد الشباب لتولي المراكز القيادية وتأهيلهم لقيادة البلاد في المرحلة القادمة.. وحسنا فعلت الدولة في تمثيل الشباب والمرأة في لجنة الخمسين لإعداد الدستور لانهم وبحق كانوا وقود الثورة المصرية.. الأمل معقود وبشدة علي الحكومة ان تعمل علي محاصرة الفساد في أجهزتها المختلفة والتخلص من الفاسدين لأنهم كالسوس الذي ينخر في عظام الهيئات الحكومية.. فيجب ان نتخلص من الرشوة والمحسوبية والوساطة في كل شيء وان تتاح الفرص بصورة متكافئة أمام الجميع حتي يشعر ابناء الوطن انهم متساوون في الحقوق والواجبات.. وحتي لاتتاح الوظائف بآلاف الجنيهات لأبناء المحظوظين ولا يجد ابناء الفقراء أي فرص للعمل.. واذا وجدوها فإن مرتباتهم لا تكفي متطلبات الحياة وتزداد الهوة بين طبقات المجتمع.. وتنهار الطبقة الوسطي التي هي عماد الدولة. الأمل معقود أيضا علي الحكومات القادمة لتطوير المناطق العشوائية حتي يعيش أبناء الشعب حياة كريمة يتمتعون فيها بالمرافق والخدمات. ويجدون فيها المدرسة اللائقة التي يتعلم فيها أولادهم.. والمستشفي الذي يتلقون فيه العلاج.. وان تمتد مظلة التأمين الصحي لتشمل جميع المواطنين.. وان تتحول مستشفيات التأمين الصحي من أماكن لتعذيب المحتاجين الي أماكن استشفاء حقيقية يتلقي فيها المعدمون العلاج اللائق بمواطن يعيش علي أرض المحروسة. الأمل معقود ايضا علي الحكومات القادمة ان تنهي مشكلة أطفال الشوارع.. القنابل الموقوته في كل الاضطرابات ويستغلهم أعداء الوطن في اثارة القلاقل.. ويتحولون بسهولة الي مجرمين لعدم توفير الرعاية اللائقة لهم في ملاجيء آدمية تعينهم علي التعليم وامتهان حرف ومهن نحتاجها كثيرا في بناء الوطن في المرحلة القادمة بعد ان انقرض الصنايعية المهرة في مصر.. الآمال كثيرة في بناء وطن جديد لشعب عظيم يستحق أن يعيش حياة كريمة يشعر فيها بالأمان علي غد اولاده ومستقبلهم.. ويتمتع فيها بالحرية التي ينشدها والعدالة الاجتماعية التي ثار من أجلها.. وأول الغيث دائما قطرة.. وقد ظهرت بشائر الامل تلوح في الافق ولا ينقصنا سوي العمل الجاد العلمي من أجل البناء. كلمات حرة مباشرة: »فأما الزبد فيذهب جفاء.. واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». صدق الله العظيم.