لم يكن أمامها سوي حل واحد إما ان تتزوج الرجل الذي تحبه ورزقه ورزقها علي الله، وفي هذه الحالة سوف ترضي عواطفها بينما تظل جميع مشكلاتها وأزماتها المالية معلقة في انتظار الفرج!.. أو ان تتزوج أحد الاثرياء الذين طلبوا يدها ورضخوا لمطالبها وسعوا للفوز برضاها والتمتع بجمالها الصاعق!.. وفي هذه الحالة سوف تختفي جميع مشاكلها.. وتبقي لديها أزمة واحدة.. قلبها المتهور والمندفع في حب جلال، فهي لاتعرف كيف سيكون رد فعله!.. ويبدو أنها استشارت الشيطان فأهداها حلا ثالثا استراحت إليه!! اختارت هيثم عريسا لها.. وفهم الجميع خلال فترة وجيزة أنها طردت جلال من حياتها واخرجته من جنتها وباعت حبه لتشتري نفسها!.. الحبيب الفقير لايصلح زوجا في نظر بعض النساء! العريس كان من أسرة عريقة وثرية وليس بحاجة إلي المال، لكنه مرتبط بعقد عمل في احدي الدول الخليجية يسيل له اللعاب.. شروط العقد كانت تجبره علي البقاء في الغربة ثلاث سنوات متصلة والاجازات تعد علي اصابع اليدين.. سافرت معه وعاشت مالم تعشه منذ طفولتها، تأمر فتطاع، تغضب فيتودد إليها هيثم بالهدايا.. عاشت في جناح بأحد الفنادق الكبري.. لمع بريق الماس في اصابعها وفوق صدرها وتحت أذنيها!.. سمعت اسمها لأول مرة مقترنا بلقب الهانم.. جلست في المقعد الخلفي لأحدث السيارات التي يقودها سائق خاص وإلي جواره شغالتها الفلبينية! عام كامل عاشته في النعيم حتي نست أيام الفقر والديون والميكروباص وطوابير الخبز والفراخ المجمدة!.. لكن يبدو أنها لم تنس جلال وان كانت حريصة ان تظهر امام كل من يعرفون قصتها مع جلال وكأنها طلقت حبه بالثلاثة! فجأة.. قررت هيام ان ترجع إلي مصر.. تأزم المهندس الكبير والشهير وتوسل إلي زوجته ألا تتركه وحيدا.. لقد جرب حياة النعيم تحت سقف واحد مع امرأة تلهب خيال الرجال! الموت كان اهون عليها من البقاء يوما واحدا.. واهون عليه من ان تفارقه هي ليلة واحدة، لكنها انتصرت في النهاية بعد ان وضعت العقدة في المنشار!.. إما ان ترجع إلي مصر أو الطلاق.. فاختار الرجل ان يتعذب باقي مدة العقد ويعيش علي الأمل عامين!! الأيام الصعبة تمر ببطء.. والليل في الغربة موحش.. والحياة بدون تلك الزوجة متفجرة الأنوثة كانت سياطا تجلد قلب وجسد هيثم حتي عاد بعد عامين والدنيا ترقص من حوله ومعه وتحت قدميه!.. أخيرا سيكون للأيام طعم ولليل مذاق وهيام إلي جواره في الفراش.. لكن الرياح تأتي أحيانا بما لاتشتهي السفن.. كانت في انتظار هيثم مفاجأة من العيار الثقيل.. زوجته تحمل طفلا عمره ثلاثة شهور.. سألها في غضب: »من هذا؟!«.. ردت في جرأة: »ابنك«!!.. صفعها فإذا بها ترد الصفعة.. ضربها فاشتعلت النيران في النفوس وتدخلت العائلتان دون ان تستطع هيام تبرير حملها وانجابها وهي بعيدة عن زوجها عامين، بل قيدت الطفل باسم زوجها في الأوراق الرسمية!
أمام المحكمة نفي هيثم ان الطفل ابنه وقدم ما يثبت ابتعاده عن زوجته عامين.. وقضت محكمة الأسرة بنفي نسب الطفل وأيدت الاستئناف حكم أول درجة برئاسة المستشار عبدالله الباجا وقالت في حيثيات حكمها ان الزوجة لم تراع الله في زوجها وخانته وهو يتحمل الغربة من أجل ان يوفر لها حياة كريمة.. كما قضت المحكمة بالتنبيه علي مصلحة الاحوال المدنية بالغاء شهادة ميلاد الطفل التي استخرجتها هبة ونسبت فيها طفلها لزوجها. الغريب والمثير ان الزوجة عادت ورفعت دعوي جديدة تطلب فيها من المحكمة السماح لها بتسجيل الطفل باسم زوج وهمي حرصا علي مستقبل الطفل وعملا بقانون الطفل رقم 821 لعام 8002 ولائحته التنفيذية. الاغرب ان هبة سجلت طفلها الجديد باسم غير اسم جلال طالما ان القانون وسع لها دائرة الاختيار.. وحرصا علي ان يظل حبيبها والد الطفل الحقيقي مجهولا في نظر الجميع.. إلا هي!! الشيطان يلعب بعقول بعض النساء! والقوانين المشبوهة أيضا!!