برغم أن رمضان لم يمر منه إلا ايام قليلة , إلا أن كشف حساب المسلسلات الرمضانية اصبح ثقيلا متخما بقائمة من الالفاظ والمشاهد والإيحاءات المثيرة التى تذاع بشكل يومى اكثر من مرة على شاشات الفضائيات , وهو ما لا يناسب الشهر الكريم , كما لا يناسب عادات وتقاليد الدين الإسلامى. وتتنافس المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى حصر هذه المشاهد والألفاظ والايحاءات التى لم يخل منها مسلسل حتى الآن , وبرغم التخوف الذى كان يحيط بجهات الإنتاج إلا أن النتائج جاءت مغايرة تماما لكل التصريحات السابقة. مزاج الخير بدأت الفنانة علا غانم صفحات الإثارة والايحاءات التى لا تناسب روح الشهر الفضيل بظهورها فى الحلقة الأولى من مسلسل مزاج الخير الذى تشارك فى بطولته هذا العام مع مصطفى شعبان ودرة التونسية من إخراج مجدي الهوارى وهى ملتفة ببشكير للحمام قصير وكأنها خرجت للتو من حمام ساخن , وتبادلت الكثير من الكلمات المثيرة مع بطل العمل ايضا محمود الجندى. وتسببت بدلالها الدائم المتعمد فى الحديث لإثارة غيرة جارتها ياسمين الجيلانى فى مزيد من الهجوم على المسلسل خاصة من جانب المتحفظين والمتشددين , كما رفض الأمر رواد مواقع التواصل الاجتماعى وعبروا عن ذلك بهجوم شديد على صفحات تخص المسلسل نفسه عبر المواقع نفسها. رقص درة ويبدو أن مسلسل مزاج الخير احتل قمة قائمة المسلسلات التى تدعو للإثارة بين مشاهدها بحجة الدم الخفيف او الكوميديا , حيث ظهرت الفنانة التونسية الاصل درة فى دور راقصة ترتدى ملابس الرقص التى صدمت محبيها , وهى التى كانت تنتقى ادوارها طوال الفترة السابقة بما يبتعد تماما عن الإثارة. أما عن علاقتها بنجم المسلسل مصطفى شعبان الذى يعمل بتجارة المخدرات فهى دائمة الغزل له , ولكن بألفاظ تناسب راقصة وتاجر مخدرات على علاقة بها , وهو ما تسبب مجددا فى صدمة للجمهور حيث قدمت درة من قبل دورا مع مصطفى شعبان فى مسلسل الزوجة الرابعة تميز بالعقل والرصانة والتوجيه. الجندى يتخلى عن الأدوار الدينية وتخلى الفنان محمود الجندى عن الادوار الهادفة التى تحمل رسالة لينجرف بين طيات سيناريو مسلسل مزاج الخير حيث يتفاعل مع دلال علا غانم الزائد معه خلال تعاملهما في العمل كله , ومر الاسبوع الاول من الحلقات وهما يبادلان حوارات تدل على ايحاءات صريحة لا تصدر إلا بين رجل وزوجته ولكن هذا المرة على شاشات الفضائيات. حكاية حياة وتحتل الفنانة غادة عبد الرازق المركز الثانى هذا العام بين المسلسلات الاكثر استخداما للإثارة والإيحاءات بين سطور موضوعاتها , برغم تصدرها القائمة العام الماضى بمسلسل مع سبق الاصرار. غادة ظهرت فى الحلقات الأولى من المسلسل كشاهد على خيانة كل افراد اسرتها لبعضهم البعض , فوالدتها تخون والدها مع السائق الخاص بها , و شقيقها يخون زوجته وهى تبادله الخيانة , بل وزوج غادة نفسه يخونها مع سيدة أخرى , وهو بئر للخيانة لا ندرى له سببا دراميا , ولكن يبدو أن غادة قررت أن تعود لجمهورها فى شكل السيدة المقهورة المظلومة بعد ظهورها بالقوة فى اكثر من عمل درامى فات. ويبدو أن ظلم غادة خلال المسلسل لم يشفع لها حتى الآن , حيث هاجمها جمهور مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير, كما اعترض عدد كبير منهم بسبب الديكورات الفخمة التى تظهر عليها حياتها وحياة من حولها بشكل مبالغ فيه يستفز الناس البسطاء ويجعلهم يتساءلون عن السبب الذى تقدم من اجله غادة كل عام عرضا لمنازل لها ديكورات لا تناسب طبيعة الشعب البسيط او المتوسط بأي حال. أفراح ليلى والمحظور لم تقع الفنانة ليلى علوى فى فخ السيناريو الذي يميل للإثارة او الايحاءات أو الالفاظ , ولكنها قدمتها بشكل مختلف حيث تحلم كل ليلة بعريس جديد و زواج ورومانسية لا تخلو من مداعبة مشاعر المتفرجين , خاصة الفتيات. واختارت ليلى كعادتها منذ عامين تقريبا شابا ليس مصريا يتمتع بمواصفات خاصة ليشاركها بطولة المسلسل ويكون فارس الاحلام المنتظر, وهذا الفارس يداعب خيال الفتيات فى إعجابه ببطلة العمل وبالتالي إعجاب بطلة العمل به , والإيحاءات هنا تأخذ شكلا رومانسيا هربا من فخ الالفاظ المباشرة. الداعية متحفظا قدم الفنان هانى سلامة دور الداعية الإسلامى بشكل متحفظ, وبرغم جودة السيناريو والتصوير والحبكة الدرامية, إلا أن المسلسل لم ينج من فخ الإيحاءات التى تمثلت فى شكل ملاذ الدنيا التى تحيط بأبطال العمل وتجعلهم يحيدون عن الطريق الصحيح اثناء حياتهم. وبرغم ابتعاد هاني سلامة طوال مشواره الفنى عن الادوار الدينية أو التى تميل للجانب الديني , إلا أنه كان مجازفة من شركة العدل لتدفع به بطلا لمسلسل يكون فيه داعية إسلامى, فى الوقت الذي يظهر فيه هانى سلامة في كل ادواره فى صورة الشاب المستهتر الساعى وراء النساء والاموال وما إلى ذلك. تحذير قبل عرض المسلسل وعن اسباب وضع تحذير للمشاهدين قبل عرض المسلسل قالد. مدحت العدل أن مثل هذه الافعال تكون احيانا ترويجية للعمل نفسه لدفع المشاهد لمتابعة العمل , واحيانا يضطر لها المخرج أو المنتج هربا من حرج الاسئلة حول مضمون العمل الذى لا يناسب بعض الاعمار. ويضيف د. محمد العدل أن هذا التحذير يدفع الشباب الصغير لمتابعة العمل وليس العكس , فالشباب بحكم اعمارهم وخبراتهم المتواضعة في الحياة يجعلون كل الممنوع مرغوبا به , و هو ضد مثل هذه التحذيرات فليس هناك مسلسلات للكبار واخرى للصغار وغيرها للشباب , المفروض أن يكون المسلسل لكل افراد الاسرة , وربما يختلف الحال في السينما , إنما في التليفزيون فلا يجوز ذلك.