قد يغفر الشعب المصري كل شيء إلا الخيانة،. عدد المنتسبين والمتعاطفين مع الإخوان لا يتجاوز 8 ملايين من مجموع الشعب المصري يعني اقل من 10 بالمائة وهذه النسبة ضئيلة ولا تستطيع فرض إرادتها علي عموم المواطنين. الذين انتخب مرسي أيضا كل الإسلاميين، عقابا لشفيق لأنه يمثل العهد البائد وليس اقتناعا بمرسي. مصر هي الحاضنة الفكرية للإسلاميين، فالدول الخليجية ورغم ثرائها الفاحش لا تستطيع إنتاج فكر ديني. ولذلك لجأت قطر إلي القرضاوي والإخوان لتبنيهم فكريا. أما الفكر الوهابي فهو فكر صدامي بالعربية، ولذلك لا تأثير له في مصر الهوية. مجتمعات العربية، إذا انتهي الإخوان في مصر سينتهون حتما في الجزائروتونس وعموم البلدان العربية. في عهد مبارك ورغم الاستبداد السياسي والفساد المالي لم يكن القتل علي الهوية. لكن في عهدهم الذي لا يظلم فيه احد شاهد العالم سحل العالم الشيعي حسن شحاتة و3 من أتباعه أمام كاميرات العالم فقط لأن شيخا نكوحا أفتي بذلك إن الإخوان عرقلوا وظلموا بالفعل المشروع الإسلامي العام، وتسبب أداؤهم السياسي السيئ، في عودة الإسلاميين إلي الخلف، كما أنهم صنعوا حاجزاً بيننا وبين قطاع ضخم من الشعب بعد خلق كراهية في نفوسهم. فبعد أن كنا نمارس الدعوة بحرية، أصبح هناك قطاع ضخم ضدنا، ووصل الأمر لأن يكون بيننا وبينهم دم، فالإخوان أخطأوا في تقدير المعادلة، ومن ثم فإن مراهنتهم علي الوقت خاسرة، لأن التأخير سيستفز الطرف الآخر وسيؤدي في النهاية إلي العنفب .إن معظم من خرج في مظاهرات ضد الرئيس صوّتوا للدكتور مرسي، وكان يأمل في معيشة أفضل، وهم الأغلبية بالمقارنة بمن خرج من الفلول وبعض الممولين بالفعل ومن يحاربون الإسلام في صورة الإخوان.، إن تجاهل الرئيس للمطالب الشعبية ووصفها بأنها فئات مأجورة وبلطجة وتعدٍّ علي الشرعية، هي ذات العبارات التي استخدمها المخلوع يوماً ما، والتي قد تؤدي إلي نفس النتيجة. أن الوضع في تونس يتأثر حتما في حالة سقوط نظام الإخوان في مصر أن مشروع الإخوان سينتهي في كل الأحوال، وفي زمن أسرع مما توقع كثيرون إلي الفشل الذريع، فالدولة الدينية لا مستقبل لها، والتاريخ البشري يدفع المجتمعات في اتجاه بناء أنظمة حكم مدنية ديمقراطية تتفق مع التوجهات الأممية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والحريات. وقال شوكات احد قيادات الإخوان المسلمين في تونس واحد قادة ثورة اللوتس الذي بدأ تجربته السياسية من داخل المشروع الإخواني عندما كان ناشطا في حركة النهضة التونسية إن الانقسام الذي أحدثه وصول الإخوان إلي الحكم في أكثر من دولة عربية، هو مظهر أساسي من مظاهر فشلهم، فهم أينما حلوا يجلبون معهم الفتن والانقسامات ويهددون الوحدة الوطنية. الذي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها ثورة 25 يناير. التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية ومحاسبة المفسدين هي أبسط هذه الأهداف التي لم تتحقق علي يد الإخوان. رغم ذلك ما زال الإخوان يتذرعون بالشرعية الانتخابية التي أوصلتهم إليها صناديق الاقتراع، والكل يدرك أن هذه الصناديق بالنسبة لهم ليست سوي حصان طروادة، كي يتسللوا إلي مفاصل السلطة في الدولة، لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية بالأساس، ولا بالمواطنة وحقوق الإنسان، فهم فئة انتهازية، ما إن استحوذوا علي السلطة، بعد أن ركبوا موجة الثورة متأخرين، حتي بدأت الأقنعة تنزاح عن وجوههم، وعن تصرفاتهم الاستبدادية والفاشية التي تطلب المزيد من الهيمنة والسلطة. بل إن وجودهم في السلطة والحكم خلال سنة واحدة أصبح يهدد الأمن القومي المصري، والأمن الخليجي أيضاً. لذلك الشعب المصري أدرك خطورة الموقف، وأدرك أيضاً أن أهداف ثورتهم في 25 يونيو قد ذهبت أدراج الرياح، وكل الوعود التي أطلقها الرئيس مرسي قبيل توليه السلطة لم يتحقق منها شيء علي الإطلاق. بل الأزمات تفاقمت ووصلت إلي حد لم يسبق لها مثيل في التضخم، هذا الفشل الذريع يعود في جزء كبير منه إلي أن مرسي ومن خلفه الإخوان (بدلاً من أن يحل هذه المشكلات ويفكر فيها بذهنية منفتحة علي الشعب) حاول أخونة الدولة والسيطرة علي أهم مفاصلها، فقد دخل في حروب مع مؤسسات الدولة: ضد الشرطة والداخلية والقضاء والأزهر والمؤسسة العسكرية، وذلك بذهنية ثأرية حكمت تاريخهم السري المعارض الذي لا يري الفرد فيه سوي الجماعة بوصفها الدولة والوطن والآخر، وبهدف تمكين الإخوان، للتحكم بأهم المناصب في تلك المؤسسات من جهة أخري. والأخطر والأدهي من ذلك أنهم بدأوا يعيدون إنتاج تحالف المال والسلطة الذي تأسس في عهد حسني مبارك، وجاءت الثورة لإسقاطه، فهناك تقارير تؤكد وجود مناصب استشارية أصحابها من الإخوان في رئاسة الجمهورية وغيرها من الوزارات، تستغل مناصبها السياسية من أجل عقد صفقات وتحالفات مالية لصالح فئة معينة، وهم الإخوان تحديداً، هذا أيضاً في حدود سنة واحدة فقط من حكم مرسي. ناهيك عن العزلة الدولية والإقليمية التي جاءت نتيجة التخبط في السياسة الخارجية، فالاتحاد الأوروبي علي سبيل المثال انتقد كثيراً الإعلان الدستوري الذي صدر في نوفمبر الماضي، حيث حصّن الرئيس من المساءلة القضائية. لذلك يري أغلب أعضائه أن الإخوان ليسوا سوي حزب راديكالي يتمسح بالمشاعر الدينية كي يحقق أهدافه السياسية أثبت فشله الذريع في قيادة دولة إقليمية بحجم مصر والأسباب كثيرة نستعرضها في المقال القادم.