المهزلة تتسلل من الصرف الصحي الي الصرف الزراعي.. نفس الفوضي والاهمال.. نفس الاصرار علي اهدار المال العام.. فمحطة الصرف بابومنقار التابعة لمركز الفرافرة بالوادي الجديد تم الانتهاء من انشاءاتها وتجهيزاتها منذ اكثر من 10 سنوات ورغم ذلك لم تعمل ولو ليوم واحد.. المسئولون اختلفوا علي طريقة التشغيل ووجدوا انه من الافضل ربط طلمبات المحطة بالخيش والقماش حتي يأتي الفرج من عند الله! يقول المهندس عصام خليل المدير التنفيذي لمشروعات هيئة التعمير والتنمية الزراعية ان القرار الجمهوري الصادر من رئاسة الجمهورية في عام 1997نص فيما يبدو علي ان يتم تفكيك عظام جهاز التعمير المسئول وقتها عن كل ما يتعلق بانشاء الابار وصيانتها وعمل وتشغيل محطات الصرف الزراعي بالمحافظة. وان الوادي الجديد دفع الثمن غاليا نتيجة تغير السياسات ونقل تبعية التشغيل والصيانة بالوادي الجديد الي ثلاثة قطاعات هي الميكانيكا والكهرباء والصرف الزراعي والابار والمياه الجوفية واصبح لكل مصلحه فيهم رئيس قطاع يتبع وزارة الري والموارد المائية ... كما اوضح عصام بأن دور هيئة مشروعات التعمير كان يقتصر علي اقامة المجتمعات الزراعية وتمليك الاراضي للخريجين مكتملة البنية الاساسية من ابار لري الزراعات ومصارف وغيرها من مستلزمات عمليات الزراعة. كما اوضح عصام ان نتيجة التخبط في القرارات تم انشاء محطة الصرف الزراعي في منطقة قرية ابو منقار وتم استلامها من شركة المحاريث الهندسيه بتاريخ 1 اكتوبر 2001 . بتكلفة بلغت مليونا و240 الف جنيه ومنذ هذا التاريخ والمحطة تحت الحراسة الخاصة بالهيئة ولم تعمل المحطة ليوم واحد موضحا انه سبق ان تم عقد عدة لقاءات جمعت بين المسؤلين بالوادي الجديد الذين يمثلون الميكانيكا والكهرباء والصرف الزراعي والابار والمياه الجوفيه ومسئولي هيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية في محاولة منا للوصول الي حلول لتشغيل المحطه الا ان كل هذه الاجتماعات فشلت بسبب المطالب المغالي فيها من جانب عدد من المسؤلين بمصلحة الميكانيكا والكهرباء بالمحافظه والتي طالبت بتوفير مبلغ خمسة ملايين جنيه كمصاريف اداريه لتشغيل المحطه وكذلك توفير مبلغ 40 مليون جنيه لتوسعة وتقوية جسور بركة ابو منقار بالفرافرة. قلب مصر التقت مع المهندس بطرس ابراهيم بطرس مدير عام مصلحة الميكانيكا والكهرباء بالفرافرة الذي اكد ايضا انه حديث العهد بالاشراف علي منطقة الفرافرة ولكنه سبق وان قام بطلب تدخل محافظ الوادي الجديد اللواء طارق مهدي لحل المشكلة منذ عام ونصف ولكن يبدو ان تغير وزراء الزراعة والري علي مدار الحكومتين السابقتين ادي في النهاية الي فشل كل الجهود التي يبذلها المسئولون بالوادي الجديد لحل مشكلة تشغيل محطة الصرف الزراعي بابو منقار بالفرافرة. كما اوضح بطرس ان الوضع الحالي لبركة ابو منقار بالفرافرة آمن وليس هناك اي خطورة علي الزراعات خاصة من فائض مياه الصرف الزراعي خاصة بعدما بدأ فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة موضحا ان مصلحة الميكانيكا والكهرباء قامت بتوفير محطة رفع لمياه الصرف الزراعي المعروفة بالمحطة النقالي .؟ حيث تقوم المحطة النقالي برفع ما يقرب من 6 الاف متر مكعب يوميا من المصرف الرئيسي بمنطقة زراعات ابو منقار والذي يشكل خطوره علي اراضي المزارعين في حالة ارتفاع منسوب مياه الصرف الزراعي بالمنطقة وضخها في البركة التي تبلغ مساحتها حوالي 200 فدان قابلة للزيادة. ويقول المهندس جهاد المتولي رئيس قرية ابو منقار بالفرافرة ان زمام الزراعات بابو منقار يبلغ اربعة الاف فدان ويوفر المياه لها حوالي 17 بئرا جوفية لري الزراعات وان الوضع الحالي امن ولا خوف من ارتفاع منسوب مياه الصرف الزراعي بالمصرف الرئيسي وان محطة الرفع النقالي تقوم بدورها وانه من الخطأ ان تم انشاء محطه للرفع الزراعي بمنطقة ابو منقار اصلا، لان الوضع الحالي لايحتاج الي المحطة بكل هذه التكلفة من ملايين الجنيهات ، وهولا يعرف حتي الان منذ انشاء المحطة في عام 2001 لماذا تم انشاء محطة في هذا المكان وبهذه التكلفة التي تبلغ حاليا اكثر من 50 مليون جنيه ؟! قلب مصر يهدي الي وزيري الزراعة والري هذه القضية للعمل علي حلها فلقد فعلها من قبل اصحاب البزنس واصحاب االمصالح لاقامة محطة رفع زراعي بابو منقار، ولكن بعد ثورة 25 يناير يجب ان توضع النقاط علي الحروف بتشغيل محطة الصرف التي تتوقف فقط علي تحديد مسئولية من يقوم بالتشغيل والصيانة واستلامها. كما يطرح قلب مصر كيف يمكن الاستفادة من فائض مياه الصرف الزراعي ببركة ابو منقار الي تقدر مساحتها بحوالي 200 فدان ستزداد طبقا للتوسع المستقبلي الي 600 فدان ويجب تسليم الاراضي بهذه المنطقه لاهالي وابناء قرية ابو منقار الذين يعانون الفقر من اشد انواعه لان هذه المنطقه محصورة داخل قلب الصحراء ونقطة المياه فيها لها ثمن عظيم، وهذا هو الدور الحقيقي لهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية التابعة لوزرارة الزراعة.