علي قدم وساق تجري الاستعدادات للاجتماع التمهيدي لمؤتمر جنيف 2 حول سوريا الذي تمت الدعوة اليه بمبادرة امريكية روسية ..حيث سيعقد ممثلون عن الولاياتالمتحدةوروسيا والامم المتحدة اجتماعا ثلاثيا بعد غد الاربعاء في جنيف بهدف ايجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين ..في الوقت الذي اكدت فيه المعارضة السورية رفضها ان تكون جزءا من اي جهود دولية لايجاد تسوية في سوريا ما لم يوضع حد "لغزو ايران وحزب الله" لسوريا وتحاول روسياوالولاياتالمتحدة عقد مؤتمر في جنيف بين ممثلين للاسد وممثلين لمعارضيه لاجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة انتقالية في محاولة لانهاء الصراع الذي راح ضحيته اكثر من 80 ألف قتيل حتي الآن، في نفس الوقت شككت المعارضة السورية في إمكانية تحقيق اي تقدم حقيقي في محادثات سلام دولية متوقعة بعد ان اعترف الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقاء له مع قناة المنار اللبنانية مؤخرا للمرة الاولي بمشاركة مقاتلين من حزب الله الي جانب قواته في معركة القصير في وسط سوريا واكد ان اي شيء يتم الاتفاق عليه في محادثات جنيف يجب ان يقره الشعب السوري بما في ذلك تخليه عن السلطة من خلال استفتاء وبناء عليه أعلن جورج صبرا القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الائتلاف لن يشارك في اي محادثات سلام دولية ما دام مقاتلو حزب الله اللبناني يقاتلون إلي جانب قوات الاسد. لكن لم يتضح بعد ما اذا كان تصريح صبرا هو الموقف النهائي للائتلاف المنقسم علي نفسه بشأن المشاركة في المحادثات. وكانت المعارضة السورية التي قد حاولت خلال اجتماعها مؤخرا في اسطنبول التغلب علي خلافاتها العميقة وتشكيل جبهة موحدة لمؤتمر جنيف المقترح الا ان الهجمات الاخيرة التي قامت بها قوات الاسد بمعاونة من مقاتلي حزب الله بهدف السيطرة علي بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية مؤخرا أضعف فرص التوصل إلي حل سياسي. بعد ان أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان رحيله عن السلطة لن يتقرر الا من خلال استفتاء وهو ماجعل روسيا - الحليف الرئيسي للاسد - تتهم المعارضة السورية بمحاولة تقويض فرص التفاوض عندما صوتت لصالح حضور محادثات جنيف لكن بشرط تحديد موعد نهائي لتسوية بضمانات دولية تتضمن رحيل الاسد. ومع ذلك رضخ الائتلاف السوري لضغوط واشنطن ووافق علي توسيع قيادته التي يهيمن عليها اسلاميون ليضم شخصيات ليبرالية، ووافق خلال هذا الاجتماع علي ضم 14 عضوا من كتلة ليبرالية يقودها المعارض ميشيل كيلو إلي الائتلاف الذي يضم 60 عضوا كما وافق ايضا من حيث المبدأ علي قبول 14 عضوا من جماعات ناشطة داخل سوريا و15 عضوا علي صلة بالجيش السوري الحر الذي يضم عددا من الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الاسد المشكلة ان الخلافات تحاصر فكرة المؤتمر الدولي حول سوريا من جميع الاتجاهات فحتي الان لم تصل كل الولاياتالمتحدةوروسيا الي حل لخلافهما حول عدد من المسائل المتعلقة بالمؤتمر..فعلي سبيل المثال لا الحصر لم يتم الاتفاق علي نسبة تمثيل النظام السوري والمعارضة ، كما ان الخلاف علي قائمة المدعوين إلي المؤتمر مازالت موجودة بين واشنطن وبعض الأطراف الغربية الأخري ، حيث ترفض الدول الغربية دعوة إيران إلي المؤتمر، معتبرة إياها طرفا سلبيا في الأزمة السورية بحكم دعمها للنظام السوري بينما تصر موسكو علي وجود ممثلين عن طهران في المؤتمر وتعتبر أن عدم تواجد إيران في جنيف 1 كان خطأ ينبغي عدم تكراره في جنيف-2،. وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قد ألقي في وقت سابق باللائمة علي واشنطن لمحاولتها حصر قائمة المشاركين في المؤتمر المقبل حول سوريا بالدول المؤيدة للمعارضة السورية فقط ، مشيرا إلي ضرورة مشاركة كل من إيران والسعودية فيه. ورداً علي قرار واشنطن بأنها تدرس خيار فرض حظر جوي فوق سوريا، شددت موسكو علي أن رفض الولاياتالمتحدة استبعاد فكرة فرض منطقة حظر جوي علي سوريا يلقي بالشك علي التزام واشنطن بجهود جمع الطرفين المتحاربين معاً في مؤتمر للسلام.