ايام قليلة متبقية علي افتتاح الحدث السينمائي الأهم في العالم وهو مهرجان كان السينمائي الذي تنطلق نسخته السادسة والستين في الخامس عشر من الشهر الجارى وهى النسخة التى قال عنها مدير المهرجان تيرى فيرمو أنها ستكون مليئة بالمفاجأت وسيجد فيها كل عشاق الفن السينمائى من صناع أو نقاد أو حتى جمهور ما يمتعهم ويشبع عطشهم للفن الراقى المتميز ؛ وكذلك فى لقاء نجوم هوليوود المحبوبين الذين يمتلأ بهم البرنامج الرسمى للمهرجان هذا العام . حيث تم اختيار الفيلم الأمريكى " جاتسبى العظيم " ليكون فيلم افتتاح المهرجان ؛ وهو المقتبس عن الرواية الرومانسية للروائى الراحل سكوت فيتزجيرالد التى صدرت عام 1925 ؛ ويتولى اخراجه الاسترالى باز لورمان الذى قام بتصوير الفيلم بتقنية الثرى دى ؛ ويشارك فى بطولته نخبة من النجوم يتقدمهم ليوناردو دى كابريو وتوبى ماجواير و كارى موليجان إلى جانب النجم الهندى اميتاب باتشان ؛ ويتتبع الفيلم قصة حياة المليونير جاى جاتسبى . أما فيلم الختام فوقع الاختيار على الفيلم الفرنسى )uluللنجم الاسترالى اورلاندو بلوم والنجم الأسمر فورست وايتكر ؛ ويجسدان شخصيتى شرطيين يحققان فى جريمة قتل سيدتين . وبعد الاعلان عن جميع المشاركين فى أقسام المهرجان المختلفة ؛ بات واضحا سيطرة السينما الأمريكية والفرنسية على المسابقة الرسمية حيث تتنافس الأولى بستة اعمال تليها الثانية بأربعة أفلام ؛ وهو ما اثار الأقاويل حول تحيز إدارة المهرجان إلى جانب سينما هوليوود حرصا منها على إضفاء البريق على فعاليات المهرجان من خلال نجوم السينما الأمريكية ؛ وكذلك تحيزها إلى مخرجى فرنسا المنظمة للمهرجان رغبة فى التواجد المكثف لهم فى مهرجانهم الأم . ولكن يبقى أن دورة هذا العام سيعتبرها الكثيرون من ضمن العلامات فى تاريخ المهرجان وخاصة انها تأتى بعد دورة كانت نوعا ما ضعيفة المستوى مقارنة بمستوى كان ؛ و تضم المسابقة الرسمية هذا العام مختلف أنواع الدراما ما بين الرومانسية والدراما العائلية والاثارة والخيال العلمى ؛ كما لا يغلب على نسخة 2013 الطابع السياسى الذى ساد المهرجان فى الأعوام الأخيرة . وعن افلام المسابقة الرسمية ؛ يأتى فيلم " ما وراء الشمعدانات " للمخرج ستيفن سودربرج من أقوى الأفلام الأمريكية المتنافسة ؛ فإلى جانب فريق عمله المميز الذى يضم مايكل دوجلاس ومات دامون ؛ وقصته المثيرة حول العلاقة المضطربة بين الموسيقار ليبراتشى وصديقه سكوت تورسون ؛ يراهن الكثيرون عليه فى أنه سيكون تحفة فنية وخاصة أنه العمل الأخير لسودربرج قبل قرار اعتزاله الاخراج السينمائى الذى اعلن عنه خلال الفترة الماضية رغبة منه فى الاتجاه للعمل الفن التشكيلى ؛ وهو القرار الذى أكد العديد من النقاد فى هوليوود ان ستيفن لن يتمكن من تنفيذه . يمثل ايضا السينما الأمريكية الأخوان الحائزان على جائزة الأوسكار جويل وايثان كوين و يعرض لهما الفيلم الدرامى " داخل ليون دافيز " وهو العمل الذى يروى قصة مطرب وشاعر يقرر ترك ساحة الغناء الفلكورى الأمريكى فى فترة الستينيات من القرن الماضى ؛ ويقوم ببطولته كارى موليجان وجاستين تمبرلاك واوسكار ايزاك . المخرج الأمريكى جيمس جراى يشارك كذلك بفيلمه " المهاجر " ويقوم ببطولته ماريون كوتيلار ويواكين فونيكس وجيريمى رينر ؛ أما المخرج الفرنسى ارنو ديسبوشن فينافس بفيلم من إنتاج أمريكى وهو " جيمى بيكارد " الذى يشترك فى بطولته كل من ماثيو امالريك وبينشيو ديل تورو . ويأتى فيلم " الأحباء فقط من يعيشون " آخر الأفلام الأمريكية المتنافسة وهو من بطولة الانجليزية تيلدا سوينتون ؛ وتدور أحداثه حول زوجين من مصاصى الدماء الذين يواجهان مصاعب فى حياتهما الممتدة منذ قرون طويلة بسبب نظرة الزوج القاتمة إلى العالم . وتعد سوينتون من الوجوه المفضلة فى كان حيث شاركت فى دورة العام الماضى بفيلم الافتتاح " مملكة بزوغ القمر " ؛ وكذلك فى دورة 2011 بفيلم " نحن فى حاجة للحديث عن كيفين " . أما السينما الفرنسية فيتقدمها المخرج الكبير والحائز على السعفة الذهبية رومان بولانسكى وينافس بالفيلم الكوميدى " فينوس ترتدى الفراء " الذى تدور احداثه حول ممثلة تسعى بشتى الطرق لاقناع مخرج كبير بأنها الأفضل لبطولة عمله المقبل ؛ وتقوم ببطولته زوجة بولانسكى النجمة الفرنسية ايمانويل سينر مع ماثيو امالريك وبالطبع لا تخلو المسابقة من أكثر من عمل يتضمن المشاهد الجنسية - وهى من أهم سمات مهرجان كان - مثل الفيلم الفرنسى " شابة وجميلة " للمخرج فرانسوا اوزون وتدور أحداثه حول فتاة مراهقة تصبح فتاة ليل لاشباع رغباتها الجنسية . كذلك تشارك المخرجة والممثلة الايطالية فاليريا برونى بفيلم " فيلا فى ايطاليا " وهو إنتاج فرنسى ويتتبع قصة حياة اسرة ثرية تضطر للتنازل عن منزلها الأثرى الفخم ؛ فاليريا - شقيقة كارلا برونى زوجة رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزى - سبق لها الفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة خلال مشاركتها فى قسم " نظرة ما " فى دورة عام 2007 عن فيلمها " ممثلات " . وكان نصيب السينما الايطالية من المسابقة الرسمية فيلم وحيد هو " الجمال العظيم " للمخرج باولو سورنتينو وهو إنتاج ايطالى فرنسى مشترك ؛ لتتفوق عليها السينما اليابانية التى تنافس بفيلمين دفعة واحدة وهى من مفاجأت دورة هذا العام ؛ الأول للمخرج اليابانى المثير للجدل تاكاشى ميكى وهو " درع من قش " ؛ أما الفيلم الثانى فهو " مثل الأب ؛ مثل الابن " للمخرج الشهير هيرو كازو كوريدا الذى يعد من أفضل المخرجين المعاصرين فى القارة الاسيوية والحائز على جائزة أفضل مخرج فى دورة مهرجان فينسيا عام 1995 . وتشارك الدنمارك بالفيلم المنتظر " الرب فقط من يسامح " لنجم هوليوود ريان جوسلينج وهو من إخراج نيكولاس ويندنج ريفن الذى تعاون مع جوسلينج سابقا فى فيلم الأكشن Drive ؛ الفيلم تم تصوير مشاهده فى العاصمة التايلاندية بانكوك وتدور احداثه فى عالم الجريمة حول " جوليان " - الذى يجسده ريان - و الذى يدير نادى للعب الملاكمة التايلاندية وهو مجرد واجهة لتنظيم نشاط اسرته التى تعمل فى تهريب المخدرات ؛ ويجد نفسه مجبرا من والدته على ايجاد وقتل الرجل المسئول عن موت شقيقه ؛ ويعلق الكثير آمال كبيرة على ذلك الفيلم فى تحقيق احد الانتصارات الكبرى فى كان لهذ العام . أما القارة الافريقية فيمثلها هذا العام المخرج التشادى محمد صالح هارون الحائز على جائزة لجنة التحكيم فى دورة كان 2010 عن فيلمه " رجل يصرخ " وهى الجائزة التى ادخلته هو والسينما الافريقية إلى التاريخ وخاصة أنها كانت أول تمثيل لها منذ انطلاق مهرجان كان ؛ و ينافس هذا العام بفيلم " جريس جريس " وهو إنتاج تشادى فرنسى مشترك ويروى قصة شاب فى منتصف العشرينيات يعانى من شلل فى قدمه ويحلم بأن يكون راقص مشهور ليجد نفسه يعمل مع عصابة محلية لتهريب الوقود . ويعود المخرج المثير للجدل اصغر فارهادى بالسينما الايرانية للمسابقة الرسمية من خلال فيلمه " الماضى " وهو إنتاج فرنسى ؛ ويضم فريق عمله ممثلين من جنسيات عديدة تتقدمهم الفرنسية بيرنيس بيجو والفرنسى من أصل جزائرى طاهر رحيم والايرانى على مصطفى ؛ فارهادى صاحب جائزتى الاوسكار والجولدن جلوب عن فيلمه " انفصال " اعتبرته مجلة " تايم " الأمريكية من بين أكثر شخصيات عام 2012 تأثيرا فى العالم اجمع . وياتى المخرج المكسيكى الشاب امات اسكلانتى الممثل الوحيد لسينما أمريكا الجنوبية بعد أن تم اختيار فيلمه Heli للمنافسة على السعفة الذهبية ؛ الفيلم تدور أحداثه فى عالم الجريمة حول رجل يدخل فى العالم السفلى للمافيا وتجار المخدرات وبائعات الهوى من أجل العثور على والده المفقود ؛ اسكلانتى شارك فى دورة عام 2005 ضمن منافسات قسم " نظرة ما " بفيلمه " دماء " . المشاركة الفلسطينية فى إنتصار كبير للشعب الفلسطينى ؛ تم اختيار فيلم »ondom Lead للأخوين التوأم احمد ومحمد أبو ناصر للمشاركة فى مسابقة الأفلام القصيرة إلى جانب ثمانى أفلام أخرى تتنافس على السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير ؛ ويعد ذلك أول فيلم من قطاع غزة يدخل ساحة المهرجانات العالمية ؛ ويقدم محاكاة ساخرة للحرب الأولى التى شهدها القطاع خلال عامى 2008 و2009 والمعروفة بأسم " عملية الرصاص المصبوب " ؛ وقد تم تصويره بالكامل فى الأردن لاستحالة حدوث ذلك فى غزة ؛ وتقوم ببطوته الممثلة الجزائرية ماريا حمدى إلى جانب الممثل الفلسطينى رشيد عبد الحميد الذى يتولى ايضا انتاج الفيلم . ويعد اختيار ذلك الفيلم نصرا مهما للفلسطينيين وخاصة أن مهرجان كان معروف عنه ميله دوما لانتقاء أفلام اسرائيلية ؛ ولذللك كان اختيار ذلك الفيلم مفاجأة للعرب وصدمة للاسرائيليين . ولا تعد تلك المشاركة الفلسطينية هى الوحيدة هذا العام ؛ حيث ينافس المخرج هانى أبو أسعد - صاحب الفيلم الشهير " الجنة الآن " - بأحدث أعماله " عمر " فى برنامج " نظرة خاصة " ويقوم ببطولته الممثل الأمريكى الفلسطينى الأصل وليد زعيتر . الهند ضيفة الشرف بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما الهندية ؛ قررت إدارة المهرجان فى نسختها السادسة والستين تكريم سينما بوليوود من خلال استضافة العرض العالمى الأول لفيلم Bombay Talkies وهو أربعة قصص قصيرة حول تأثير السينما الهندية على الحياة اليومية للشعب الهندى ؛ ويشارك فيه العديد من النجوم مثل شاروخان وامير خان . وأكد تيرى فيرمو أن هذا الاحتفال تم الاعداد والتحضير له منذ ثلاثة أعوام حتى يليق بالسينما الهندية التى تعتبر أكبر دولة منتجة للصناعة السينمائية . ومن المنتظر أن يحضر العديد من نجوم بوليوود فعاليات المهرجان ويتقدمهم نجمهم الأول اميتاب باتشان الذى يقدم دور شرف فى فيلم الافتتاح " جاتسبى العظيم " ؛ وكذلك المخرج والمنتج انوراج كاشياب الذى يعد ملك بوليوود فى دورة كان المقبلة فإلى جانب إخراجه لإحدى القصص الأربعة فى فيلم Bombay Talkies ؛ يعرض له أيضا فى برنامج " أسبوعى المخرجين " فيلمه الأخير " القبيح " ؛ كما يشارك فى إنتاج فيلمين آخرين يعرضان فى كان هما هما Lunch box و Monsoon Shootout . وبالطبع لن يخلو حفل الافتتاح من جميلات بوليوود الللاتى تملأن السجادة الحمراء جمالا وسحرا أمثال ايشواريا راى وفريدا بينتو وسونام كابور اللاتى ؛ واستمرارا للتكريم ؛ تم اختيار الممثلة فيديا بالان للمشاركة فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية تحت قيادة المخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج رئيس لجنة التحكيم . كلاسيكيات كان ومن بين برامج المهرجان التى تحظى بإهتمام بالغ فى كل من اختيار مضمونها وإقبال الحاضرين عليها برنامج " العروض الكلاسيكية " الذى يقدم اجمل ما ابدعته السينما العالمية من كلاسيكيات فى فتراتها الذهبية ؛ وكذلك الأعمال النادرة التى تم ترميم نسخها وإعادتها إلى حالتها الأصلية . ويعرض هذا العام 23 فيلما من أهمها فيلم " دوار " أحد أهم ابداعات المخرج الراحل الفريد هيتشكوك ؛ وتقدم نسخته الجديدة بطلة الفيلم النجمة المعتزلة كيم نوفاك كما تتضمن العروض الفيلم الايطالى " الامبراطور الأخير " للمخرج برناردو برتولوتشى ؛ وكذلك الفيلم الفرنسى " الحسناء والوحش " لفنان فرنسا الأول جان كوكتو وهو العمل الذى عرض عام 1946 ؛ ومن القارة الافريقية يعرض الفيلم السنغالى " بروم ساريت " للمخرج عثمان سمبان وقد عرض ذلك الفيلم فى منتصف الستينيات من القرن الماضى .
