عادي ان يتزوج الرجل مره اخرى .. بعد ان فارقته رفيقة دربه ورحلت عن الدنيا وتركته وحيدا .. لكن عليه الا ينسى ان له كرامه وابناء وسن يجب احترامهم جميعا .. ولا ينساق خلف رغباته فحسب! السطور المقبله تحمل تفاصيل واحده من اغرب الدعاوى القضائيه التى شهدتها محكمة اسرة الزيتون .. عندما حضرت الزوجه الشابه رانيا التى لم يتعد عمرها الثلاثين عاما .. امام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسريه .. وطالبت اقامة دعوى خلع ضد زوجها العجوز الذى يتعد عمره منتصف الستينات .. بعد زواج عمره عام واحد .. وقالت فى دعواها انها تخشى الا تقيم حدود الله .. دون ابداء اى اسباب! وفى اولى جلسات محاولة الصلح بينهما التى حددتها المحكمة جلس الزوج العجوز الذى يبدو عليه الوقار .. امام زوجته الشابه صارخة الجمال والانوثه .. وراح يروى حكايته امام اعضاء مكتب التسويه ويقول: كنت اعمل فى مهنه محترمه .. ولى من الابناء ثلاثة .. اثنان يعملان فى وظائف مرموقه لتفوقهما .. واخر العنقود ابنتى التى متزوجه من رجل يحتل هو الاخر منصبا كبيرا فى عمله .. وقد عانيت ووالدتهما فى تربيتهم! وبعد ان أدت زوجتى ورفيقة دربى رحمها الله رسالتها .. تركت الدنيا وتركتنى وحيدا بعد صراع مع المرض اللعين .. وكان هذا منذ خمس سنوات .. وقد كانت الزوجه والصديقه وزاد شعورى بالوحده بعد خروجى على المعاش .. خاصة ان كل ابنائى متزوجون وتشغلهم حياتهم الخاصه .. ورغم انهم لم يتأخروا عنى يوما لكن شعرت بانى حمل ثقيل .. وقررت الزواج مره اخرى ولم يعارضنى احد منهم .. وبحثت عن من تشاركنى ما تبقى من عمرى .. وفجأه ظهرت امامى رانيا! شابه يملأها الجمال ورقة الملامح .. الابتسامه لا تفارق وجهها والانوثه الطاغيه سمتها .. ولم افكر فى فارق السن بيننا كل ما فكرت فيه امكانية موافقتها على الزواج منى .. وعندما قررت التقدم لخطبتها ترددت فى البداية لكن لان اسرتها بسيطة الحال وكذلك كان سنها قد اقترب من الثلاثين دون زواج .. فقد وافقت على الزواج منى لكن بعد ان وضعت شروط للزواج .. وجميعها ماديه ووافقت عليها وقلت لنفسى انها من المؤكد تريد ان تأمن نفسها وحياتها خاصة انها ستضحى بالحياه مع رجل عجوز وخدمته .. وتم الزواج والفرحه غمرتنى وشعرت وكأنى اعود بعمرى الى الوراء وأغدقت عليها بالمال والحنان والرعايه وكأنى امنحها مكافئه على وجودها بجانبى! ومرت الشهور اشعر وكأنى شاب فى العشرينات من العمر .. عاد قلبى ينبض ويحب وجعلتنى لا ارى سواها فى الدنيا .. حتى كانت الصدمه عندما وصلت لى الاخبار بان زوجتى كانت على علاقة بعدد كبير من الشباب قبل الزواج وان سمعتها السيئه السبب فى عدم زواجها طيلة هذه السنوات .. الشك اصابنى وكاد يقتلنى .. خاصة انها كانت تستغل خروجى لزيارة ابنائى وكانت تخرج من المنزل وتتأخر لاوقات طويله وعند عودتها وسؤالها تتعلل باشياء كثيره كاذبه .. وقررت مراقبتها حتى كانت الصدمه! فقد تتبعت زوجتى حتى وجدتها تدخل عقار .. ومنه دخلت الى شقه .. وهناك طرقت الباب حتى وجدت شاب يفتح لى باب الشقه .. وراحت زوجتى تصرخ من هول الصدمه .. والمشكله انى لم أتخذ ضدها اى اجراء .. سوى انى نهرتها واعطيتها علقه ساخنه .. وطردتها من المنزل .. وذلك خوفا على سمعتى وسمعة اولادى .. لافاجئ فى صباح اليوم التالى بدعوى خلع تقام ضدى! المثير ان الزوج طلب فى نهاية الجلسه الصلح مع زوجته قائى بخجل شديد انه تعود على الحياه معها .. ولا يستطيع الحياه بدونها .. وانه سيسامحها فيما فعلته .. والاكثر اثاره ان الزوجه هى التى رفضت العوده اليه واصرت على رغبتها فى الانفصال .. لانها لن تتمكن من مواصلة الحياه معه بعد ان رآها فى هذا الوضع! وقد فشلت محاولات اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية المكون من الخبراء النفسى مصطفى توفيق والاجتماعى ثناء سيد للصلح بينهما وتم احالة الدعوى للمحكمة للفصل فيها!