رغم عودة الدراسة بمعظم مدارس الجمهورية منذ أسبوعين إلا انها لم تنتظم فعليا حتي الآن. الآباء والأمهات مازالوا يخشون ارسال أبنائهم الي المدارس.. ومن تجرأ منهم ووافق علي انتظام أبنائه في الدراسة اضطر للقيام بتوصيلهم بنفسه الي المدرسة واعادتهم في نهاية اليوم الدراسي الي البيت! السبب في ذلك استمرار الغياب الأمني في معظم الشوارع وانتشار أعمال البلطجة.. وزاد من صعوبة الموقف الشائعات التي بدأت في الانتشار حول تعرض بعض المدارس لاعتداءات واستيقاف بعض أتوبيسات المدارس واختطاف بعض الفتيات. »أخبار الحوادث« قامت بجولة علي عدد من المدارس ورصدت علي الطبيعة الحالة الامنية حول هذه المدارس والتقينا بعدد من أولياء الامور وتعرفنا علي اقتراحاتهم ومطالبهم فيما يتعلق بانتظام الدراسة وخوفهم علي أبنائهم! انقذوا أبناءنا! استغاثات ومناشدات من أولياء الامور كل أملهم حماية أطفالهم من الخطر الذي اصبحنا نواجهه جميعا في ظل غياب الامن في معظم شوارعنا. لم يخل أي بيت مصري من القلق والخوف في قلوب الآباء والأمهات فاذا ذهبت الي أي مدرسة سواء حكومية أو خاصة فالمشهد الموجود واحد أمهات وآباء علي أبواب المدارس يقفون بالساعات لتوصيل أولادهم بأيديهم الي المنزل بعد احضارهم بأنفسهم في الصباح. فمن الذي يرضيه هذا؟! ومتي سوف تنتهي سحابة القلق والخوف التي تعتم قلوبنا. القلق لم يقتصر علي طبقة أو مكان فشعور الامومة واحد وبالتالي اذا سألت أي شخص يسير في الشارع المصري عن المدارس وماذا يفعل مع أبنائه تكون الاجابة واحدة من اثنين.. اما ان يبقي أبناؤه في المنزل ويحميهم من الشارع وما يجري فيه من بلطجة واحداث شعب هو في غني عنها وعن نتائجها! واما ان يذهب بنفسه لتوصيل أبنائه داخل المدرسة وينتظر حتي ينتهي اليوم الدراسي في المدرسة ويقوم باصطحاب أبنائه الي المنزل! شاهدت نماذج كثيرة لآباء وأمهات أمام بوابات المدارس في انتظار دخول أولادهم الي المدارس فالغريب أن تري أبا يسير بسيارته خلف أتوبيس خاص يحمل أبناءه لكي يطمئن ويراه بعينه وهو يدخل من باب المدرسة!! أما عن الشيء الذي يلفت الانتباه هو ان تري أما تصطحب أطفالها الصغار أو أن تري سيدة مريضة وعلي الرغم من شدة مرضها الا انها جاءت لكي توصل ابنتها بنفسها الي المدرسة! وعندما تحاول أن تسأل لماذا كل هذا الخوف والقلق علي الابناء تجد الاجابة هي الانفلات الامني والفراغ الشرطي في الشارع المصري! شائعات بالجملة فهناك واقعة تناقلتها الفتيات في المرحلة الثانوية بمنطقة الظاهر وان هناك فتاتان من مدرسة في حي الظاهر قد تم خطفها من قبل البلطجية والمسلحين وتم الاعتداء عليهما ومازلنا في قبضة هذه العصابات ولم يتم العثور عليها حتي الآن! وهناك قصة أخري أن فتاتين أخرتين بالمرحلة الاعدادية تم اغتصابهما وقام الاهالي بتقديم البلاغات ضد المجرمين ومازال البحث عنهم جاريا. لا يعلم أحد منا حقيقة هذه الاشاعات وما هو الصادق والكاذب منها؟ - عندما سألنا معظم أهالي الظاهر عن واقعة اغتصاب الفتيات أكد الاهالي انها واقعة حقيقية تمت بالفعل ولكن الغريب أن هناك توقيتين للواقعة.. فمثلا البعض يؤكد ان الواقعة تمت يوم الاحد الماضي لطالبتين في المدرسة الاعدادية وتم تحرير محضر بذلك. اما الفريق الثاني يؤكد أن الواقعة تمت ولكن.. أحد أيام الاسبوع الماضي لطالبتين في المرحلة الثانوية. ولكن الحقيقة التي لا ينكرها أحد هي غياب الطلبة عن المدارس.. فاذا ذهب الي أي مدرسة تجد ارتفاعا واضحا في نسبة الغياب بمدارس المرحلة الاعدادية. اما مدارس الثانوي فلم يعمل بها سوي فصلين فقط من جميع فصول المدرسة الاغلبية كانت للسنة الاولي من الثانوية العامة.\ أين الأمان؟! أين الشرطة والأمان كان هذا السؤال المتكرر من قبل أولياء الامور والطلبة بأنفسهم؟! معظم أولياء الامور طالبوا أن تكون هناك حماية أو عمل دوريات أمام تجمعات المدارس لحماية الطلبة حتي تصبح عندهم القدرة والرغبة في اعادة أبنائهم الي المدارس وهم يشعرون بداخلهم بشيء من الأمان والاطمئنان. أما عن الجزء الآخر فيري أن يتم الغاء الترم الثاني من هذه السنة الدراسية أي يتم الغاء الدراسة والامتحانات واعطاء أبنائهم درجات تشابه درجات الترم الأول! ولكن هذا الحل مرفوض من جميع الاتجاهات.. لانه يساعد علي تعطيل أجهزة الدولة.أما الطلبة سواء من الاطفال والكبار فكلامهم واحد وهو الي متي سوف تستمر هذه الأزمة؟