انتصرت ثورة شباب مصر . لم يكن يخطر علي بال أحد في الدنيا . أن يثور شعب مصر . علي الأوضاع التي عاني منها طويلاً . لم يكن الفساد مقصوراً علي رموز واسماء معروفة . تسلل الفساد الي حياة المصريين حتي آمن كثيرون به . ومارسوه " عيني عينك " . دخل الفساد كل مصلحة وكل مؤسسة وكل وزارة ! أغلب الكبار والمسئولين الفاسدين . تحولوا الي فراعنة . يستغلون هيبة وقوة مناصبهم وكراسيهم . في إذلال الصغار والأبرياء من ناحية . وتحقيق مكاسب شخصية مهولة يصعب تصورها ! واصبح للفاسدين عالم خاص بهم بعيد عن الشعب المصري . أماكن معينة يسهرون فيها . شاليهات وقصور في الساحل الشمالي والغردقة . يعيشون فيها عيشة الأمراء والملوك . بينما المصريون يموتون في طوابير العيش وانابيب البوتاجاز . وجاء وقت وضع فيه رجال أعمال أيديهم علي السلطة والنفوذ . أصبح منهم وزراء ونواب في مجلس الشعب . وعاثوا فساداً في كل مكان . كان مجلس الشعب يصدر القوانين حماية لرجال الأعمال علي حساب المواطن الغلبان . وأصبح مجلس الشعب نفسه موظفاً عند الحكومة ورجال الأعمال . وفي نفس الوقت تحول مجلس الشعب الي بلطجي . يعتبر نفسه " سيد قراره " وفوق القانون . لكن وسط كل هذا الظلام . كانت هناك اصوات شريفة تعارض بكل شجاعة وبلا خوف . وقد دفع بعضهم الثمن . ولم يعد هناك صوت . غير اصوات الحرامية والمنافقين والمستغلين . المناصب لهم والفرص لهم .. ومصر كلها من حقهم . أما بقية ملايين المصريين . فالقهر لهم والفقر لهم والمعاناة لهم ! لكن ها هي الدنيا تغيرت، وبدأت صور كثير من الوزراء وكبار المسئولين تظهر في صفحات الحوادث، ليس كمسئولين وكبار، ولكن كمتهمين بالسرقة وإستغلال النفوذ والتربح، متهمون بأنهم »حرامية«! والثورة لم يفعلها عواجيز مصر ! العواجيز اصابهم الزمن والسنوات بالضعف والشلل ! الثورة عملها الشباب البريء ! لم يكن أحد يصدق أن ذلك يمكن أن يحدث . لكن براءة الشباب كانت أقوي من ضعف العواجيز! وفي الأيام الأولي لثورة الشباب . وعندما بدأ نور الفجر يظهر . اسرع بعض العواجيز إلي ميدان التحرير .؟ يريدون سرقة ثورة الشباب . وركوب أمواج الثورة القادمة ! وهذا هو أخطر شيء يمكن أن يحدث في الأيام القادمة ! لا نريد الفساد .. في ثوب آخر ! لا نريد الفاسدين .. في أشكال جديدة مبتكرة .. وهم قادرون ومحترفون في سرقة الشعوب ! نريد.. مصر .. فوق الجميع ! تعظيم سلام من جيش مصر لشهداء مصر ! في قلب الأزمة ظهر جيش مصر . يحمي أولاد مصر . ويعيد الأمان والأمل الي نفوس الملايين. ويتعهد بحماية حلم الشعب المصري ! كان كل بيان تصدره القوات المسلحة المصرية . بلسماً علي وجع قلوب المصريين . وأثبت الجيش أنه فعلاً جيش مصر . وعلي المصريين جميعاً أن يفخروا بجنود الجيش المصري البواسل . الذين كانوا المظهر العظيم لروح مصر وقوة مصر . ونحن لا نعرف من هو ضابط الجيش الكبير ، الذي كان يدلي ببيانات القوات المسلحة علي شاشة التليفزيون . كان هذا المتحدث العسكري بمظهره القوي وثباته ولهجته . يثير مشاعر عديدة في نفوس المصريين . وهو يؤكد في هذه البيانات . أن الجيش مع الشعب . والجيش ملتزم بطموحات وآمال الشعب. لكن الدموع فطرت من العيون . في البيان رقم (3) . عندما بدأ المتحدث العسكري يتحدث عن أرواح الشهداء . وفجأة قام بتأدية التحية العسكرية لأرواح الشهداء ! سالت الدموع من عيون الملايين . وانهمرت دموعي ! » محمود صلاح «