حقاً صدق المثل القائل " تقتل القتيل وتمشى فى جنازته" والذي ينطبق على بطلة هذه الجريمة هويدا محمود راقصة الشرابية التى تجردت من كل مشاعر الرحمة والإنسانية بعد أن قتلت ابنتها بسبب سكبها كوب شاي على الأرض.. المثير فى هذه الجريمة التى يندى لها الجبين وتهتز لها السماوات والأرض أن الأم انهالت على ابنتها بخرطوم البوتاجاز دون أن ترحم توسلاتها وتركتها تنزف لمدة 24 ساعة وعندما فاضت روحها إلى بارئها استعانت بزوجها أمين الشرطة الذي وضعها على دراجة بخارية ثم ألقاها فى ترعة الإسماعيلية وبكل بجاحة ذهبت الأم الى قسم شرطة الشرابية وحررت محضراً بتغيب ابنتها. تفاصيل الحادث الذى ابكى حي الشرابية بأجمعه فى السطور القادمة هويدا محمود سيدة فى بداية العقد الثالث من العمر.. ولدت وسط أسرة فقيرة.. الأب يعمل بكل جهد لكى يوفر لقمة العيش لأسرته.. تمردت هويدا على حياة أسرتها وظلت تبحث عن فرصة عمل تلبى احتياجاتها حتى تعرفت على إحدى السيدات التى تعمل مضيفة بملهى ليلي.. اقنعتها بأنها لديها فرصة عمل ستجعلها ثرية فى وقت قصير.. راقصة داخل كبارية.. ترددت هويدا قليلاً ولكن بعد عدة أيام ارتدت بدلة الرقص وظلت تنتقل من كباريه إلى آخر.. تزوجت أكثر من 6 مرات بعضها شرعى والبعض الآخر عرفي.. انجبت 5 بنات وفى كل مرة تلقى ابنتها فى الشارع أو تضعها فى احدى دور الرعاية.. وفى يوم من الأيام أثناء ذهابها لزيارة والدتها تعرفت على عمر عبد الكريم "نقاش" وتبادلا نظرات الإعجاب حتى رسمت عليه بأنها سيدة مطلقة الدنيا هدتها.. لم تجد رجلاً شهماً يقف بجانبها.. طلب منها عمر أن يتزوجها وأخبرها بأنه سيعوضها عن ماضيها الحزين.. وفى وقت قصير تمت مراسم الزفاف وسط حضور الأهل والأقارب.. رزقهما الله بثلاث بنات اسراء وصفا وشهد.. كانت حياتهما تسير مثل أي زوجين حتى دبت الخلافات بينهما كالنار فى الهشيم.. طلبت هويدا الطلاق من زوجها وبسرعة البرق انفصلت عنه وتركت بناتها له وعادت إلى ممارسة عملها داخل الملاهي الليلية حتى شاهدت رضا "33 سنة" أمين شرطة بمكتب مكافحة المخدرات .. تزوجها قبل أن تنتهى عدتها وعاشت معه ثلاث سنوات.. كانت تغدق عليه بالأموال.. تشتري له أفخم البدل وفى أحد الأيام ذهبت اسراء وشقيقتها صفا "8 سنوات" للإقامة مع والدتهما وزوجها الجديد.. تجردت من كل مشاعر الأمومة والرحمة.. كانت تعذبهما يومياً حتى تجبرهما على الرحيل من الشقة وفى اليوم المشئوم كانت صفا تلعب مع شقيقتها اسراء ودون أن تقصد سكبت كوب الشاي على الأرض.. الأم انتفضت من مكانها وامسكت بخرطوم البوتجاز وأنهالت على ابنتها صفا بعدة ضربات على الرأس دون أن ترحم توسلاتها وتركت الدماء تنزف منها بغزارة ثم بعد ذلك جلست مع زوجها تتناول العشاء وكأنها لم تفعل شيئاً وفى اليوم التالى لفظت صفا أنفاسها الأخيرة.. انتابت الأم صدمة ووقفت فى حالة ذهول غير مصدقة ما حدث لابنتها.. اتصلت بزوجها رضا وطلبت منه أن يساعدها فى التخلص من الجثة.. وصل رضا إلى الشقة ولف الجثة داخل بطانيتين ووضعها على دراجة بخارية ثم ألقوها بترعة الإسماعيلية.. وذهبت الام إلى قسم الشرابية وحررت محضراً بتغيب ابنتها. ولكن عدالة السماء كشفت خيوط جريمة الأم التى ذابت الرحمة من قلبها بعد أن اسرعت اسراء إلى والدها وأخبرته بأن والدتها قتلت شقيقتها صفا بخرطوم البوتجاز وأن زوجها رضا ألقى الجثة بالترعة.. لم يصدق الأب حديث ابنته ولكن بعد عدة دقائق ذهب إلى طليقته هويدا وسألها عن ابنته فأخبرته بأنها خرجت لشراء بعض الحلوى ولم تعد.. عقارب الساعة تجاوزت الواحدة صباحا.. توجه الاب إلى المقدم محمود شاهين نائب مأمور قسم الشرابية يطلب مقابلته .. دقائق قليلة وسمح له نائب المأمور بالدخول أخبره بأن طليقته قتلت ابنته بخرطوم البوتجاز بسبب سكبها كوب الشاي على الأرض وأنها استعانت بزوجها رضا للتخلص من الجثة. تم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة الذى امر بسرعة تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء جمال عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة واللواء ناصر حسن رئيس مباحث قطاع الشمال والعميد محمد مدكور مأمور قسم الشرابية لكشف غموض الحادث ودلت تحريات المقدم عبد العال المناوى رئيس المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة هويدا محمود "33 سنة" وزوجها رضا على "35 سنة" أمين شرطة وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن العقيد أحمد الألفي مفتش المباحث والمقدم محمود شاهين مأمور قسم الشرابية من القبض على المتهمين وبمواجهتهما بما اسفرت عنه التحريات اعترفا بارتكابهما الحادث. تم تحرير المحضر اللازم وإحالة المتهمين إلى النيابة التى امرت بمعرفة أحمد العاصي مدير نيابة حوادث شمال القاهرة وتحت إشراف المستشار سامي عبد الجواد رئيس النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد لهما فى الميعاد القانونى. أم بلا قلب! "أخبار الحوادث" انتقلت إلى منزل الأب المكلوم بشارع ترعة الجلاد حيث يعم الحزن هناك والتقينا بوالد الطفلة المجني عليها الذى قال لنا اسمى عمرعبد الكريم تزوجت منذ 8 سنوات من هويدا محمود بعد أن اقنعتنى بانها ستكون زوجة صالحة وستصون شرفى .. رزقنا الله بثلاث بنات اسراء وصفا وشهد مر على زواجنا 4 سنوات وبدأت الخلافات الزوجية تعرف طريقها الينا.. انفصلت عن زوجتى واخذت بناتى لكى ارعاهن وفى أحد الأيام ذهبت اسراء وصفا للإقامة مع والدتهما داخل شقة زوجها رضا.. كانت تعاملهما معاملة قاسية.. تضع لهما فضلات الأكل التى يتركها زوجها.. وفى يوم ما سكبت صفا كوب الشاي على الأرض دون أن تقصد فقامت هويدا بضربها بخرطوم البوتجاز عدة ضربات على الرأس وتركتها تنزف حتى اليوم التالى الذى فارقت فيه الحياة واستعانت بزوجها رضا الذى القى الجثة بترعة الإسماعيلية.. يستطرد الأب في حديثه قائلا : هددت هويدا اسراء بأنها ستقتلها إذا أخبرت أحدا بما حدث وذهبت إلى قسم الشرابية وحررت محضرا بتغيب ابنتها وأضاف الأب بأنه لن يهدأ حتى يطبق القصاص على طليقته وزوجها لأنها قتلت طفلة فى عمر الزهور لا ذنب لها سوى أنها سكبت كوب شاي على الأرض.. بينما التقطت الطفلة اسراء أطراف الحديث قائلة ماما قتلت صفا بخرطوم البوتاجاز وسابتها تنزف لحد الصبح.. واتصلت بعمو رضا وقالت له تعالى ارمى الجثة.. هى كانت بتعاملنا بقسوة.. تضربنا لأتفه الأسباب.. وتتركنا بلا طعام حتى ينتهى عمو رضا من الأكل ثم تعطينا ما تبقى منه. ثم بعد ذلك ذهبنا إلى نيابة حوادث شمال القاهرة والتقينا بالأم المتهمة التى وقفت شاردة الذهن ولسان حالها يقول "يا ريت اللى جرى ما كان" اقتربنا منها وبداخلنا فضول كبير لكى نعرف منها لماذا قتلت فلذة كبدها.. بدأت تتحدث والدموع تسيل من عينيها انا لم اقصد قتلها والله انا كنت اريد تأديبها فقط لأنها كانت تكسر بعض الأشياء فى الشقة.. وفى يوم الحادث كانت تلعب مع اسراء ووجدتها سكبت كوب الشاي على الأرض.. لم اشعر بنفسى إلا وانا امسك بخرطوم البوتجاز وضربتها عدة ضربات ثم بعد ذلك حملتها على السرير لكى تنام وفى اليوم التالى اكتشفت بأنها قد ماتت.. لم أصدق ما حدث واستعنت بزوجى رضا وقمنا بلف الجثة داخل بطانيتين وألقيناها بترعة الإسماعيلية.. تتنهد المتهمة قليلاً ثم تواصل حديثها انا الآن فى أشد الندم على ابنتى صفا التى قتلتها فى لحظة غياب عقلى بعد أن سيطر ابليس على مشاعرى وانا على استعداد لتنفيذ أي عقوبة حتى يرتاح ضميري.