" لم يمر على زواجها الثانى سوى 10 ايام حتى لاقت حتفاً ذبحاً على ايدى مجهولين .. الضحية ارادت ان تجد من يوفر لقمة العيش لطفلتها التى لم تبلغ سوى عامين .. لم تكن تعلم انها ستتركها تواجه مصيرها المحتوم بعد أن ذاقت مرارة التعذيب ليقوم الجناة بارتكاب جريمتهم التى استغرقت ساعة من الزمن .. المزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة ." فى الساعات الأولى من الصباح انطلقت صرخات الطفلة "جومانا" التى ملأها الرعب بعد أن شاهدت مقتل والدتها على يد ملثمين قاما بذبحها بلا رحمة . بدأت سطور القضية التى رواها "عمرو" شقيق المجنى عليها قائلاً : كانت شقيقتى "سهير" هادئة الطباع قليلاً ما تحتك بجيرانها .. تقدم لخطبتها شاب من اهالى المنطقة لتستمر رحلة الزواج عامين لينتهى بالطلاق بعد أن اثمر عن طفلة "جومانا" لينتقل بعد ذلك طليقها الى ايطاليا للعمل هناك . تمر الأيام على شقيقتى وهى تسعى بشتى الوسائل للبحث عن لقمة العيش الحلال من اجل تربية طفلتها بعد ان هجرها زوجها وتركها بدون اى نفقات تعينها على ظروف الحياة الصعبة .. اثناء ذلك تقدم رجل آخر طالباً الزواج من شقيقتى .. على الفور وافقت الأسرة على اتمام الزيجة لتنتقل الى محل سكنها الجديد بمنطقة أرض اللواء بالعجوزة .. وفى الأسبوع الأول من الزواج كنا على اتصال دائم بها حتى نطمئن على حالها .. كانت تخبرنا بأنها في أفضل حال ولا يوجد هناك ما يعكر صفو حياتها اضافة الى انها تعرفت على سيدة تسكن بجوارها وأن العلاقة بينهما اصبحت اكثر من اشقاء . قبل وقوع الحادث بيومين علمت أن المجنى عليها اتصلت هاتفياً بشقيقتنا الثانية "احلام" وأخبرتها انها كانت تعانى من حالة اعياء شديدة ولكنها ذهبت مع جارتها الى الطبيب وانها الآن فى حالة تحسن . كان زوجها يقيم معها ثلاثة ايام وباقى الأسبوع يقضيه مع زوجته الأولى وفى يوم الحادث لم يكن زوجها متواجدا معها وعلمنا من التحقيقات أن قبل اكتشاف الحادث بساعة انبعثت صرخات استغاثة من شقتها لتتحرك على الفور جارتها ناحية الشقة ولكنها فوجئت بقيام زوجها بإغلاق باب الشقة بالمفتاح حتى لا تغادر المنزل .. وعندما انتبه حارس العقار للصوت صعد على الفور الى شقة شقيقتى وطرق على الباب ليخبره من بالداخل انها خلافات عائلية ونصحه بأن ينصرف فى الحال . وما هى إلا لحظات حتى اكتشفت نجلة حارس العقار بفتح باب الشقة لتخبر والدها الذى انطلق الى الشقة مرة ثانية ليجد الهدوء قد سكن ارجاء الشقة ولكن رائحة الموت كانت تنبعث من بين جدرانها , وفجأة وجد الطفلة "جومانا" تهرول ناحيته لتخبره بفزع شديد " اتنين قتلوا ماما وهربوا " لم يصدق الرجل ما سمعه من الطفلة ليدخل على الفور الى الشقة ليجد شقيقتى ملقاة على الأرض وبها عدة طعنات ومذبوحة من الرقبة .. فى تلك اللحظة فوجئنا باتصال من ضباط مديرية امن الجيزة يخبرنا بمقتل شقيقتى . انتقلت على الفور الى الشقة لنجد المباحث قد طوقت المكان لمعاينة مسرح الجريمة , وهناك فوجئنا ان شقيقتى بكامل ملابسها اضافة الى وجود مصوغاتها الذهبية وما تحتفظ به من نقود .. اثار الشك حولنا جدلاً كبيراً لإن الجناة لم يكن غرضهم السرقة أو الاغتصاب ولكنها كانت تصفية حسابات ولكن مع من ؟! فشقيقتى لم يكن لها اى عداءات مع احد وانها تميزت بالسمعة الطيبة بين جيرانها . وما إن حضر زوجها الثانى اصيب بحالة انهيار شديدة ليتم نقله الى المستشفى لاسعافه .. باتت الأمور مصابة بالغموض نظراً لصعوبة فك رموز الجريمة .. فطليقها سافر الى ايطاليا وزوجها الثانى كان يعاملها معاملة حسنة .. اذن فكيف وقعت الجريمة ؟! ومن هم الجناة ؟! وكيف جاءتهم الجرأة فى ان يقتلوا ام امام طفلتها ؟! "جومانا" التى اصيبت بحالة من الذعر الشديد وحتى الآن وهى تعانى من صدمة عصبية شديدة افقدتها توازنها وجعلتها تشك فى كل من حولها .. حتى اقاربها اذا اقترب منها احد تبدأ فى الصراخ والبكاء الشديد نظراً لما شاهدته بعينها من جريمة شنعاء . كان اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقى بلاغاً يفيد بالعثور على جثة ربة منزل بها عدة طعنات وذبح بالرقبة .. على الفور تم تشكيل فريق بحث بقيادة المقدم محمد امين رئيس مباحث قسم العجوزة تحت إشراف اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بالجيزة للوقوف على ملابسات القضية وفك رموزها فى اسرع وقت وضبط المتهمين المرتكبين للحادث .