الصعاليك في اللغة العربية جمع كلمة صعلوك وفي كتاب العصر الجاهلي للمفكر والكاتب الدكتور شوقي ضيف شرح معنى الصعلوك وهو الفقير المعدم الذي لا يملك المال الذي يساعده على العيش. وكما ورد في وصف الصعاليك في معاجم اللغة العربية ان الصعاليك هم فئة من المهمشين في المجتمع لا عمل لهم وبالبحث عن تاريخ الصعلكة وكيف ولماذا تصعلكوا نجد ان التاريخ قد ذكر قصصهم واورد اسباب صعلكتهم فهم فئة من الناس عاشت في العصر الجاهلي قبل ظهور الاسلام ولم يكن لديهم من المبادئ والاخلاق ما يمنعهم عن القيام باي فعل لكي يبقيهم احياء حيث كانت القبائل العربية تطلق لقب صعلوك على كل من ياتي بافعال منكرة تخالف المبادئ والاخلاق فكان من يقوم بذلك يتم طرده من القبيلة ويصبح هذا الفرد منبوذا من المجتمع لذلك كانت سبل العيش تضيق على هؤلاء الفئة فكانوا يهيمون على وجوههم بعيدا عن الناس ليلتقوا بمن هم على شاكلتهم ليكونوا مجموعات ليقطعوا الطريق ويغيروا على القوافل ويسلبونها وربما يقتلون وربما يفعلون اكثر من ذلك وكما نسميهم بالعرف السائد " المطاريد" ورغم ان هؤلاء الصعاليك كانوا منبوذين من المجتمع الجاهلي ورغم ما كانوا يفعلونه من قطع للطريق واغارة على القوافل الا انهم كانوا يشكلون فئة وشريحة من شرائح المجتمع القائم في ذلك الزمان بالاضافة الى انهم كان لدى بعضهم الطابع الانساني وكانت لديهم مبادئهم . حيث نبغ من هؤلاء الصعاليك مجموعة من الشعراء تبنوا مبادئهم في اشعارهم واطلق عليه الشعراء الصعاليك ومن اشهر هؤلاء : الشنفري ...وتأبط شراً ... و السليك بن السلكة ... وعروة بن الورد ... وغيرهم كثير... انتهى وبرغم انني قد تطرقت الى وصف الصعاليك في العصر الجاهلي ومعنى كلمة صعلوك واشهر الصعاليك وانني لاعلم ان ذلك الامر قد لا يهم القارئ بقدر ما يهمه معرفة انه برغم ظهور الاسلام وانتهاء العصر الجاهلي ظهر صعاليك جدد في عصرنا هذا اشد ضراوة وفتكا من صعاليك العصر الجاهلي فصعاليك العصر الحديث فئة من المهمشين في المجتمع لا عمل لهم متسكعون محتالون يعتمدون على توسيع دائرة الفساد في المجتمع عن طريق إشاعة الفتن والإشاعات المغرضة، والوقوف في وجوه المصلحين وإحداث العقبات في طريقهم زعماً منهم بأنهم يقفون مع مصالح الناس. وهولاء القوم ليسوا الا شرذمة من المفسدين في الارض يعيثون فسادا ينطبق عليهم قول الله عز وجل ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)) وبرغم هذا فانه يلتف حولهم البلهاء والرعاع كما يحط الذباب على القاذورات فهم فئة طمست اعينهم عن رؤية الصواب وصمت آذانهم عن سماع الحق وخرست السنتهم عن قوله فصعاليك العصر الحديث في نمو دائم وتكاثر وازدياد كما تنموا الميكروبات التي تتكاثر ذاتيا وليس لها دواء فهنيئا للصعاليك في كل زمان ومكان .. فالصعاليك في نعيم.