قضية شائكه فجرها بنك التنميه والاثتمان الزراعى وتناقلها الجميع وأثارت غضب الكثير من المدافعات عن حقوق المرأة .. عندما تناقلت احدى الصحف القوميه العريقة خبرا عن اعلان رئيس بنك الاثتمان الزراعى ان البنك سوف يوفر قروضا من شأنها تشجع على "تعدد الزوجات" .. ! فى سطور هذا التحقيق نعرض التفاصيل الكاملة للخبر المثير وردود الافعال حوله ..! البداية فا جأتنا بها "بوابة الاهرام" وهى تتناقل خبر صرح به مصدر مسئول ببنك التنمية والائتمان الزراعي رفض ذكر اسمه- أنه من المقرر أن يقوم البنك بعمل مبادرة لإطلاق قروض ربما تشجع على تعدد الزوجات .. وقال المصدر إن الفائدة ستبلغ 3% بالنسبة للزوجة الأولى .. بينما تتضاعف عند طلب الشخص نفسه قرضا للزواج من زوجة ثانية ليصل إلى 6% .. بينما تزيد الفائدة لتصل إلى 15% بالنسبة للزوجة الثالثة للشخص ذاته .. كما قال المصدر إن من قدم المقترح علل مقترحه بالمساهمة في القضاء على ارتفاع نسبة العنوسة فى مصر! وفى اليوم التالى للخبر نشرت جريدة الاهرام مقال للاستاذ الكبير فاروق جويده ينتقد ما وصل اليه من معلومات قائلا – حسب ما جاء فى المقال الذى نشر بتاريخ 19 يناير الماضى- "هذا التوجه من الحكومه لتشجيع الزواج بأكثر من زوجة يمثل تحولا خطيرا فى حياة المصريين ..... لقد كان أولى بالبنك اولا ان يوزع الاراضى على المزارعين الشباب ليعملوا وينتجوا قبل ان يقدم لهم قروضا للزواج ..."! الدين والمشكلة! كان لابد فى البداية ان نعرض الرأى الدينى فى تلك المشكلة .. ومعرفة هل من الممكن ان يعرض اي بنك قروض للزواج من الاساس؟ وهل يمكنه تشجيع الزواج الثانى من عدمه؟! .. وفى هذا الصدد قال الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء .. وعضو مجمع البحوث الاسلاميه واستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعه والقانون جامعة القاهره :"الكلام فى هذه المسأله له جانبين .. الاول هل اعطاء قروض لراغبى الزواج أيا كانوا شبان او سبق لهم الزواج من قبل محبوب شرعا او غير محبوب؟! .. والجانب الثانى القروض التى تعطى للمقبلين على الزواج هل من المشروع اسلاميا ان تفرض عليها فوائد كالفوائد التى تفرض على اى قرض من القروض التى تعطى للمستثمرين فى المجالات المختلفه"! "اما المسأله الاولى فان التشجيع على الزواج يحث عليه الشرع تحصينا للشباب من الجنسين ولهذا نجد فى احاديث رسول الله (ص) ما يبين ذلك حيث يقول (يا معشر الشباب .. من يستطع منكم الباء فليتزوج "معنى الباء القدرة على تكاليف الزواج" .. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فان له وجاء "اى وقايه له") .. اذن نصوص الشرع تحث على الزواج لكن يجب ان يكون طريق اقتصاد المال الذى سيعطى مهرا للفتاة .. جاء من طريق حلال .. والقروض التى تفرض عليها فوائد هى قروض ربويه (اى الربا) .. وليس من التصور ان نلجأ الى طريق غير مشروع وهو الاقتراض بالربا لنساعد الشباب على أمر مشروع لان الغاية لا تبرر الوسيله فى الاسلام .. فلابد ان يكون كل من الوسيلة والغاية يقرها الشرع .. والوسيلة هنا محرمه لانها قد جاءت المهور للفتيات من طريق لا يقره الشرع"! وينهى الدكتور محمد عثمان كلامه قائلا "أما الناحيه الثانيه فأرى ان القروض تعطى للشباب والفتيات الذين لم يسبق لهم الزواج واذا كانت خالية من الفوائد الربوية .. فهو ما يطلق عليه بالقرض الحسن او الخالى من اى فوائد"! ويقول الدكتور يوسف صلاح الدين استاذ الشريعة والقانون جامعة الازهر: "القرض بالفائده حرام أيا كان السبب الا للضروره .. ومعنى الضروره هنا ان الانسان ممكن ان يتعرض للموت كأن يجرى عملية جراحية او يحدث له كوارث .. وليس له وسيله كأن يستلف بعض المال او يقوم بعمل جمعية .. اما غير ذلك فيعتبر القرض بالفائدة ربا وهو حرام" "وهناك قاعدة فى الفقه تقول ان الضرورات تبيح المحظورات .. والانسان اذا وصل الى مرتبة الضرورة ولم يتمكن ان يقضى حاجته التى يريدها الا بالقرض فوقتها عليه ان يقترض .. لكن هناك ايضا قاعده فقهيه تقول الضروره تقدر بقدرها .. اى ان الانسان اذا كان مثلا ماشى فى الصحراء وجائع .. ووجد امامه ميته فيمكن ان يأخذ منها قطعه صغيره حتى يسد بها جوعه .. لكن هذا لا يعنى ان يأخذ منها جزء كبير لتكفى باقى حاجته ويأخذها معه .. اى ان الانسان يحصل على قرض لكن بما يكفى حاجته فقط بان يبدأ بها حياته دون الاسراف .. وبان تكون للضروره القصوى .. وفى حالة الزواج الثانى بدون سبب فهو حرام شرعا الحصول على قرض"! وينهى د.يوسف كلامه قائلا "وعامة اذا كان احد يريد اقتراض قرضا من المال من البنك وهو حرام .. فهناك مخرج شرعى آخر .. فمثلا فى حالة المزارعين .. يقوم البنك بعمل مرابحه مع المزارعين .. وعقد المرابحه تعنى ان يشترى البنك الالات والمعدات والحبوب والاسمده وما يحتاج اليه المزارع ثم يبيعها له بثمن أكبر سواء عاجلا ام على اقساط معلومه .. هنا ابعد عن خطورة القرض والربا"! ردود عاصفة! وقد أعرب المجلس القومى للمرأه عن غضبه فى صورة خطاب أرسله الى الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعه والدكتور محسن البطران رئيس البنك .. يطالبهما بتوضيح حقيقة الامر ومدى صحة ما تم نشره من اخبار .. وأكد المجلس على ان حل مشكلة العنوسة ليس من اختصاص البنك .. وهو يختص بتمويل المشروعات لصغار الفلاحين .. كما شدد على ان تعدد الزوجات ليس هو الحل الامثل للقضاء على مشكلة العنوسه .. وكان افضل مضاعفة قيمة القرض للمقبلين على الزواج لأول مرة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشباب من الذين لا يستطيعون تحمل نفقات الزواج .. وان هذا القرار سيكون سببا فى تفاقم المشاكل الاجتماعيه التى يعانى منها المجتمع .. وسيوقع مصر فى ازمه اقتصاديه بسبب ارتفاع معدلات المواليد .. كما انها ستفتح الباب لاستغلال السيدات والفتيات والاتجار بهن بين الفلاحين! كما عبر المركز المصرى لحقوق المرأه عن استيائه قائلا ان بنك الائتمان الزراعى يدعو الى تعدد الزوجات بدلا من تعدد المحاصيل الزراعيه .. وأدان هذه التصريحات او المقترحات الظلامية التى لا تؤدى الإ الى مزيد من الإفقار للفلاحين ونشر الجهل والأمية عامة والعنف والأتجار بالمرأة على وجة التحديد .. وطالب المركز بالتحقيق مع المسئول عن هذا القرار العبثى ومعرفة آليات وأسس اتخاذ القرار فى مصر .. وقال المركز فى تصريح له على موقعه الرسمى ان مشاكل الفلاحين الحقيقيين تتمثل فى التمكين من الزراعة السليمة وتوفير موارد مياه صالحة بدلا من الرى بمياه الصرف .. واتاحة بذور جيدة بدلا من استخدام بذور مهجنة بالهندسة الوراثية التى تدمر اراضى الفلاحين .. واتاحة اسمدة ومبيدات صحية بدلا من المسرطنه وتحسين اوضاعهم الاقتصادية واسقاط الديون المركبة وتوفير علاج وتعليم بدلا من تحويل النساء الى ماكينات جنسية نتيجة جهل المسئولين! بدون تعليق! وقد حاولنا الاتصال بالدكتور محسن البطران رئيس البنك للتحقق من صحة ما تردد للوقوف على الحقيقة بحيادية .. لكن فى البدايه رد علي هاتفه المحمول شخص قال انه مدير مكتبه وان الدكتور محسن مشغول فى مقابله مع الوزير .. وعندما حاولنا مرات اخري لم يجب على هاتفه مره اخرى .. لكن علمنا من خلال تصريحات له فى احدى الصحف انه نفى ما قيل على لسانه .. وقال ان البنك ليس له علاقه بالمشكلات الاجتماعيه فهو امر ليس من مهامه .. لانه لا يريد ان يدخل فى اى مشكلات سياسيه .. وانه يقدم قرضا للمقبلين على الزواج على ان يكون للمتزوجين لاول مره فقط ضمن منظومة قروض الزواج! الزواج الثانى! بعد الانتهاء من هذا الموضوع المثير .. كان لابد من الاشاره ايضا الى خبر تناقلته بعض الصحف والمواقع الالكترونيه .. عن احد دعاة السلفيه الشباب وهو الشيخ ايمن صيدح .. دعا الشباب للزواج مرة ثانيه .. بدعوي انه يفتح باب الرزق .. وان الزواج الثانى احد اسباب توسيع الرزق .. ولكن التساؤل الان : هل الشباب فى هذه الايام يستطيع توفير تكاليف ونفقات الزواج الاول .. ليتمكن من الزواج الثانى؟! .. اما عن ان الله يوسع الرزق للزواج الثانى من عدمه .. فقد قال الدكتور محمد رأفت عثمان معلقا على ذلك "هذا فى الزواج الاول .. أى ان الله عز وجل يوسع الرزق للفتاه او الشاب المقبل على الزواج والذى لم يسبق لهما الزواج من قبل .. اما عن الزواج الثانى فلا يلجأ اليه الرجل الا اذا دعت اليه الحاجه .. فاذا كانت الزوجه لا تنجب او مريضه مثلا .. اما تشجيع الزواج الثانى بغير ان تدعو له الحاجه فهو لا يستند لشئ من الشرع"!
