شهدت مدينة الحوامدية جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها سيدة فى العقد السادس من العمر على يد ابنها .. لم يترك لها الفرصة حتى تودعه إلى مثواها الأخير وتعجل النهاية وصنعها بيديه القذرة الملوثة للابد بدماء أطهر مخلوق بعد أن قام بخنقها بمنتهى الوحشية دون أن يرحم توسلاتها لتفارق الحياة غاضبة عليه إلى يوم الدين .. تفاصيل القضية داخل السطور القادمة " داخل مدينة الحومدية اكتست الجدران بالسواد حزناً على وفاة السيدة الطيبة "زينب.ف" 65 سنة .. البعض ظن أنها لقيت ربها بعد صراع مع المرض , وآخر اعتقد بأنها سقطت من اعلى المنزل لتلقى حتفها .. ولكن الحقيقة كانت بعيدة تماماً عما تردد على ألسنة المتحدثين , آخر ما توقعه الأهالى أن تكون نهايتها على يد نجلها "عبدالناصر . ا" 25 سنة بعد أن تشاجر معها بسبب 100 جنيه كان يطلبها منها لشراء المخدرات الملعونة . التقت "أخبار الحوادث" بأسرة المجنى عليها وكان لنا معهم حديث ممزوج بالدموع التى لن تغفر ابداً ما فعله الابن العاق بوالدته .. هانت عليه بعد أن تكبدت عناء ضربه المستمر لها وتهجمه على اشقائه ليصبح خطراً يهدد استقرار الأسرة يروى شقيق المتهم "سمير.ا" تفاصيل القصة والصدمة لا زالت مسيطرة على عقله بعد أن ترك عمله وجلس فى منزله حزيناً على مصير والدته .. تحدث قائلاً : منذ نعومة اظافر عبدالناصر ووالدتى هى التى تتكفل بمصاريفه .. لم تبخل عليه بأى شىء رغم قسوته عليها , بالإضافة الى استنفاذه كل النقود التى تملكها . وبعد أن اشتد عوده بدأ فى التطاول عليها بالضرب اكثر من مرة حتى اشتكت لى منه وطلبت منى ان اخبره أن يبتعد عنها لأن جسدها لا يتحمل ما تتعرض له من ضرب نظراً لمرضها بالسكر والضغط , وعندما تناقشت معه تشاجر معى وحاول أن يمد يده علىّ .. وبعد فشل جميع المحاولات معه لإصلاحه قمنا بتحرير محاضر ضده فى قسم الشرطة , ولكن قلب الأم لم يقبل بإهانة ابنها داخل السجون فنصحتنى والدتى بأن اتنازل عن المحاضر إضافة إلى المحاضر التى قامت والدتى بتحريرها ضده . تمر الأيام وتزداد سهراته خارج المنزل ولا يعلم أحد عنه شيئاً .. كان يقضى اياما خارج المنزل وبعد أن تنفذ النقود منه يعود مرة اخرى إلى عادته بالضرب والسب تجاه والدته حتى تعطيه النقود , وما تردد على ألسنة الاهالى انهم شاهدوه اكثر من مرة يجلس مع اصدقاء السوء ويتعاطى السموم والمخدرات . ومن جانبى حاولت معه كثيراً أن اصلح من شأنه ولكنه كان يباغتنى بالرفض حتى اننى عرضت عليه أن يعمل معى ولكنه رفض .. وبعد فترة من الزمن التحق بعمل لم يلبث فيه سوى بضعة ايام ليتركه ويعود إلى جلسات السموم والمخدرات . يستكمل سمير حديثه قائلاً بعد كثرة الخلافات بينى وبين شقيقى قررت أن اترك له المنزل واسكن فى شقة اخرى .. رغم كل هذا قررت انا واشقائى أن نجمع له المال حتى نبنى له شقته وتزويجه ظناً منا أن الزواج قد يصلح حاله ,ولكنى فوجئت به متربصاً لى اثناء عودتى من العمل برفقة ابنى فى وقت متأخر من الليل , وما إن شاهدنى حتى انهال علىّ بالضرب بآلة حادة واصاب ابنى مما افقدنى الوعى ليقوم الأهالى بنقلي إلى المستشفى بين الحياة والموت . تمر الأيام ليكتب الله لى عمراً جديداً وأن احمل هم والدتى وما تعانيه على يد ابنها , ففى كل يوم تخبرنى ان عبدالناصر تعدى عليها بالضرب وأخذ منها النقود , وفى يوم الحادث كنت اجلس فى منزلي وفوجئت بابن عمى يتصل بى ويطلب مني سرعة الحضور فوراً إلى منزل والدتى , على الفور قمت مسرعاً واثناء ارتدائى ملابسى جاءنى اتصالا آخر من عمى ليخبرنى ان شقيقى قتل والدتى .. لم اتمالك نفسى من هول ما سمعت وهرولت مسرعاً الى المنزل لأجد حشدا كبيرا امام المنزل رفضوا أن يدخلونى إلى المنزل حتى حضرت المباحث لتتخذ اجراءاتها .. كيف استطاع ان يتجرد من مشاعره تجاه امه ويفعل ذلك فهى التى صبرت عليه لعل الله يصلح امره , ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ليرتكب بيديه ابشع جريمة فى حق والدته .. وعلى الجانب الآخر كان الاهالى فى حالة ذهول مما حدث ليتكاتفوا مع بعضهم فى رحلة للبحث عن المتهم الهارب حتى يشفى غليلهم من هول ما فعله فى حق والدته . كان المقدم عمرو شطا، رئيس مباحث الحوامدية، قد تلقى بلاغاً من الأهالى بقرية منى الأمير بوفاة سيدة على يد ابنها، فانتقل الرائد محمود يحيى، معاون المباحث، إلى مكان الواقعة، وتبين أن مشادات كلامية اندلعت بين عاطل يدعى "عبد الناصر" 25 سنة، ووالدته "زينب"، 65 سنة، ربة منزل، بسبب رفضها إعطاءه مبلغ 100 جنيه، فأحضر إيشارب وشنقها، ثم فر هاربا. وأفادت التحريات التى قادها الرائدان أحمد عكاشة وأحمد فرحات، معاونا المباحث، بإشراف العميد خالد عميش، مفتش المباحث، أن المتهم اعتاد الاستيلاء على أموال والدته، بسبب مروره بضائقة مالية،وتعطله عن العمل ويوم الحادث رفضت إعطاءه المال، فقرر التخلص منها،ونفذ حكم الإعدام فيها. تشكل فريق بحث بقيادة اللواءين طارق الجزار، نائب مدير مباحث الجيزة، ومحمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، للقبض على المتهم الهارب، وتم إخطار اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة، بالواقعة.