سيناريو التجسس الاسرائيلي الذي يمارسه جهاز الموساد لن يتوقف عند محاولة تجنيد عملاء له في الشرق الاوسط وخاصة مصر وهو ما كشفت عنه و اقعة القبض الجديدة علي الجاسوس المصري طارق عبدالرازق الذي أصبح حديث الرأي العام حول اعترافات نفسه في تحقيقات النيابة التي أشار فيها إلي انه تلقي تكليفا من المتهم الثاني الذي طالبه بالبحث عن اشخاص يعملون في مجال شركات الاتصالات بمصر سعياً إلي تجنيدهم لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلية فأبدي موافقته وأنشأوا موقعا علي شبكة المعلومات الدولية باسم شركة هوشتك مقرها مقاطعة هونج كونج كغطاء لجهاز الموساد الاسرائيلي للإعلان عن وظائف شاغرة في مجال الاتصالات في مصر هذه الاعترافات تثير العديد من التساؤلات وتوضع علامات استفهام حول اختراق شبكة الاتصالات في مصر وما الهدف من اختراقها ؟ وهل توجد مخاطر من محاولة اختراق شبكات الاتصال؟ وهل جميع القطاعات في مصر مستهدفة من الموساد؟.. هذا ما كشف عنه اللواء سامح سيف اليزال الخبير الاستراتيجي والعسكري في حواره ل أخبار الحوادث وهو ما نتعرف عليه في السطور القادمة.. ❊ لماذا اختراق شبكة الاتصالات؟ - .. رد اللواء سامح سيف قائلا: في البداية أقول ان اسرائيل لن تتوقف عن محاولة تجنيد عملاء لها داخل مصر والدول الحدودية بشكل خاص والدول العربية بشكل عام. أما الهدف من اختراق شبكة الاتصالات فهو لسببين أولهما: التقدم التكنولوجي في أنظمة الاتصالات والدخول علي الشبكات ومراقبة التليفونات أصبحت متاحة في الا سواق فضلا عن سهولة استخدامها وسهولة تدريب المكلف بالتعامل معها. ثانيا: أن كم المعلومات التي يتم الحصول عليه من خلال اختراق شبكة الاتصالات والوصول إلي أرقام بعينها يعد كما هائلا من المعلومات فضلا عن استمراريته لفترات طويلة وسهولة الحصول عليه فلا يستعدي الامر أكثر من تسجيل ديجيتال يوضع علي الخط المراد مشغل او مراقب لهذه العملية حيث تقوم الأجهزة الالكترونية بالعمل دون تدخل بشري. المهمة لم تنجح ! ❊ هل نجح الجاسوس في مهمته لاختراق شبكات الاتصال؟ .. قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الامني والاستراتيجي »أن الجاسوس المصري طارق كانت وظيفته تجنيد افراد يعملون في جهاز الاتصالات وتدريبه للعمل لحساب الموساد ولكنهم فشلوا. ❊ هل الموساد يرغب في جمع معلومة بعينها من هذا الاختراق؟! - يجيب اللواء سامح سيف : المبدأ العام في مجال جمع المعلومات انه لا توجد معلومة غير هامة مهما كانت بساطتها أو تفاهتها.. لانه يتم حفظها وتبويبها والاستفادة منها في الوقت المناسب وبالتالي قطاع الاتصالات احد القطاعات الغزيرة حيث يتحدث طرفا الاتصال في معلومات تكون غائبة علي أجهزة المخابرات الاخري مثل الموساد الذي يرغب في الحصول علي اي معلومة وهو لا يتأتي من خلال مراقبة التليفونيات بصفة عامة لفترة ويمكن التركيز علي بعض التليفزيونات التي يتضح من خلال مراقبتها اهمية ما يدور في أحاديثها بصرف النظر عن اسم ووظيفة المستخدم لان الفيصل هو نوعية المعلومة من حيث القطاع الذي تغطية بالاضافة إلي استمرارية الحصول علي هذه المعلومة. أساليب مكشوفة! ❊ هل جمع المعلومات يرتبط بشخصية عامة ؟ - ليس شرطا ان يكون وزيرا أو يشغل وظيفة هامة ولكن وقد يكون شخص يشغل وظيفة عادية الا انه من خلال هذه الوظيفة تتجمع لديه معلومات الادلاء بها في التليفون قد يفيد من يراقبه. - ومضي اللواء سامح سيف اليزل يقول: ان مصر تعلم تماما النوايا الاسرائيلية والأجهزة الأمنية علي دراية كاملة بما ترغب اسرائيل فيه فهي متخصصة خاصة بقطاع النقل والمواصلات بهدف تأمين هذه القطاعات ضد اي مخاطر امنية قد تتعرض لها بالاضافة إلي جميع الاجهزة الأمنية الاخري تعلم بهذه المخاطر وتعمل علي حماية الامن القومي المصري ليس ضد اخطار التجسس فقط ولكن ضد اي مخاطر أمنية اخري مثل التخريب والأعمال الارهابية. ❊ لماذا محاولات الموساد تجنيد عملاء له في مصر؟ - سيب محاولة اسرائيل تجنيد مصريين للتجسس انها تعلم أهمية مصر كدولة حدودية ألحقت بها الهزيمة عسكريا في حرب 37 وهي الهزيمة التي تعترف بها اسرائيل وذلك تعمل لمصر الف حساب وتعدادها الذي يصل إلي 28 مليون نسمة في الوقت الذي لا تتجاوز فيه اسرائيل 8 ملايين اضافة إلي ريادة مصر اقليميا وعربيا وعلاقاتها الطيبة بدول العالم لذلك ترغب اسرائيل في وضع مصر تحت المجهر بصفة دائمة وتستمر في تجنيد عملاء لها في محاولة للحصول علي المعلومات في جميع القطاعات المختلفة في مصر اقتصاديا واجتماعيا وصناعيا. ❊ هل جميع الدول معرضة لاختراق شبكات اتصالاتها ؟ - الأجهزة موجودة ومتاحة وجميع الاطراف يمكنها ان تستخدمها علي دول أخري وبالتالي شبكات الاتصال الاسرائيلية قد تكون ايضا مراقبة من دول اخري ترغب في هذا.. فاسرائيل ليست محصنة ضد اختراق شبكات اتصالاتها! ❊ في الماضي عزام انشأ مصنعا للنسيج بهدف معرفة قدرة مصر صناعيا.. والآن نجد محاولة اختراق شبكة الاتصالات.. هل هذا يعتبر تغيير في استراتيجية جهاز الموساد ؟! - كما ذكرنا سابقا ان اسرائيل ترغب في محاولة الحصول علي المعلومات في جميع القطاعات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية وليس قطاعا بعينه. وطالب اللواء سامح سيف المجتمع المصري ككل وليس جزء منه بدءا من المنزل والمدرسة والجامعة والنوادي الرياضية والاجتماعية علي ضرورة اعادة الولاء وحب الوطن في قلوب الشباب ونناشد الأسر المصرية الاهتمام بتعليم ابنائهم وتربيتهم التربية الصحيحة التي تحميهم عند الكبر من الوقوع في الخطر!