مصطلح متعارف عليه في عالم المخابرات وقضايا الجاسوسية وهو اطلاق لقب »عين« علي العميل الذي يتولي عملية التخابر مع أي دولة ضد أي دولة أخري.. وينقسم العملاء إلي قسمين.. الاول ضباط المخابرات الذين يتولون عملية تجنيد الجواسيس في الدول المراد زرع عيون بها.. والثاني الجواسيس انفسهم الذين يخونون أوطانهم من أجل حفنة دولارات أو لحظات متعة في أحضان أمرأة جميلة!وفي الأيام القليلة الماضية نجحت أجهزة الامن المصرية في كشف شبكة جاسوسية تضم ثلاثة عيون.. اثنتين منهما ضابطان بالمخابرات الاسرائيلية »الموساد« ومازالا هاربين.. والعين الثالثة مصري يدعي طارق عبدالرازق كان يتخابر مع الموساد منذ ثلاث سنوات! »العين الثالثة« أدلي باعترافات تفصيلية أمام نيابة أمن الدولة العليا وكشف ما يدبره لنا »ولاد العم« في الظلام وما يضمرونه لبلادنا من عداء رغم العلاقات الودية في العلن ومعاهدة السلام الموقعة بيننا وبينهم منذ 13 عاما. وإليكم نص اعترافات المتهم طارق أو.. »العين الثالثة« (241 يوما استغرقتها التحقيقات مع طارق عبدالرازق حسين حسن المتهم بالتخابر والتجسس لصالح اسرائيل قبل اصدار المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام قرار إحالته إلي محكمة أمن الدولة العليا طواريء. أشرف علي التحقيقات المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف وباشر التحقيقات وأعد قرار الاتهام وأدلة الثبوت المستشار طاهر الخولي المحامي العام. اعترافات تفصيلية جاء في نص اعترافات المتهم أمام نيابة أمن الدولة أن اسمه بالكامل هو طارق عبدالرازق حسين حسن من مواليد القاهرة عام 3791 وعنوانه شارع رزق ميخائيل المتفرع من شارع محمد عمر بعزبة مكاوي التابعة لدائرة قسم شرطة حدائق القبة. حصل علي دبلوم الصنايع عام 1991 وقرر العمل في مجال تدريب رياضة الكونغ فو.. وحتي يصقل مهاراته سافر إلي الصين بتأشيرة سياحية حيث التحق هناك باحدي المدارس المتخصصة في تأهيل المدربين.. ومكث هناك لمدة سنتين استطاع خلالهما الحصول علي خبرة جيدة.. وعاد إلي مصر عام 4991 والتحق بالعمل كمدرب في أحد النوادي الرياضية ولكن هذا العمل لم يستهوة لانخفاض الراتب الذي كان يتقاضاه وعدم وجود شعبية للعبة مقارنة بلعبات أخري مثل كرة القدم.. وقرر السفر مرة أخري إلي الصين وظل يبحث عن عمل عدة أشهر دون جدوي.. وتزوج من فتاة صينية الا أن هذا الزواج لم يأت له بجديد وظل يعاني من البطالة والفقر فأرسل عن طريق الانترنت رسالة إلي موقع جهاز المخابرات الاسرائيلية »الموساد« وتضمنت الرسالة أنه الكذب.. وخلال مدة إقامتي ترددت عدة مرات علي السفارة الإسرائيلية وألتقيت بجوزيف عدة مرات وسلمني 0041 دولار مقابل نفقات سفري وإقامتي ثم اصطحبني شخص آخر وهو الخبير المختص بجهاز كشف الكذب بالموساد حيث خضعت للفحص بواسطة الجهاز ووجهوا إلي عدة أسئلة أجبت عليها بهدوء ودقة واجتزت الاختبار وسلمني چوزيف 0041 دولار أخري مكافأة واصطحبني إلي أحد المطاعم وقدمني لضابط آخر يدعي ايدي موشيه وافهمني أن الأخير سيتولي تدريبي.. وتعددت اللقاءات مع موشيه حيث تولي تدريبي علي اجراء حوار مع اشخاص بينهم والتواصل معهم وأمدني بموقع بريد الكتروني للتراسل معه علي أن يقتصر استخدامه فيما يجري بيننا من مراسلات فقط.. وتنفيذا لتعليقاته عدت إلي في شهر سبتمبر 7002.. وتوجه إلي الهند وبعد وصوله تلقي رسالة علي بريده الالكتروني من جوزيف وطلب منه الحضور إلي مقر السفارة الإسرائيلية.. واستقبله جوزيف وناقشه في سيرته الذاتية ومؤهلاته العلمية والوظائف التي شغلها في مصر ثم منحه 00081 دولار قيمة تكاليف سفره وإقامته واقنعه أن إلحاقه بالعمل في الموساد يتطلب أولا خضوعه لبعض الاختبارات. متطوع خيانة وواصل طارق اعترافاته قائلا: في يناير 8002 توجهت إلي تايلاند وتلقيت من چوزيف رسالة تحوي رقم هاتفه فاتصلت به وطلب مني مقابلته في السفارة الإسرائيلية ببانكوك وطلب مني الخضوع للفحص بواسطة جهاز كشف شاب مصري بلا عمل ومقيم في دولة الصين وطلب مساعدته في الحصول علي وظيفة.. ودون عنوانه ورقم هاتفه وبريده الالكتروني.. ومرت ثلاثة أشهر كاملة قبل ان يتلقي اتصالات من شخص يدعي جوزيف ديمور وقدم له نفسه بصفته الحقيقية كضابط بالموساد الإسرائيلي وطلب منه مقابلته في تايلاند ولكنه لم يتمكن من الحصول علي تأشيرة دخول تايلاند.. فقام جوزيف بتغيير مكان اللقاء إلي نيبال.. وتوجه طارق إلي هناك ومكث 51 يوما إلي أن تلقي اعتذارا من جوزيف يبلغه بعدم قدرته علي الحضور لظروف خاصة وطلب تحديد موعد آخر للقاء في الهند.. وكان هذا الموعد الصين وأنشأت شركة استيراد وتصدير حتي تكون ساترا لنشاطي مع جهاز الموساد الإسرائيلي فكلفت خمسة آلاف دولار أرسلها لي موشيه بحوالة بنكية وحدد لي راتبا شهريا 008 دولار بخلاف المكافآت وبدلات السفر والاقامة والانتقالات. رحلة السقوط توجهت إلي تايلاند بدعوة من موشيه في مايو 8002 حيث أمدني بموقع الكتروني والرقم السري الخاص به وأكد لي أن جهاز الموساد أنشأ هذا الموقع كغطاء تحت مسمي شركة »إتش. آر« ويحتوي علي وظائف شاغرة في جميع التخصصات والتسويق للشركات التي تعمل في مجال تجارة زيت الزيتون والحلويات بدولة سوريا وكلفني بفحص المتقدمين لشغل تلك الوظائف علي أن يتولي چوزيف اعداد التقارير عن الظروف الاجتماعية للمتقدمين ومؤهلاتهم العلمية لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ونفاذا لما كلفت به كنت أطالع هذا الموقع وأتولي اعداد تقارير عن المتقدمين من دولة سوريا لشغل تلك الوظائف وأقدمها لموشيه الذي انتقي منها عددا من الاشخاص المتقدمين وأصحاب الشركات وكلفني بالسفر إلي سوريا منتحلا اسما حركيا »طاهر حسن« واعداد تقارير عنهم وعن التواجد الامني في الشارع السوري وعن معلومات أخري.. وسافرت إلي سوريا والتقيت بعدد من الاشخاص وأصحاب الشركات واعددت تقريرا بنتائج الزيارة متضمنا الاشخاص الذين التقيت بهم وقدمت التقرير لموشيه وتقاضيت 0052 دولار مكافأة. وأضاف طارق قائلا: في أغسطس 8002 توجهت إلي تايلاند بدعوة من موشيه وقدمني لأحد ضباط الموساد ويدعي أبوفادي وكلفاني بالسفر إلي سوريا ومقابلة أحد عملاء الموساد هناك.. امدني موشيه برقم هاتفه وسلمني 0052 دولار لتسليمها للعميل السوري وألف دولار مصاريف اقامة وسافرت إلي سوريا والتقيت بالعميل السوري وسلمته المبلغ وعدت إلي تايلاند وأعددت تقريرا بنتائج الزيارة متضمنا الاشخاص الذين التقيت بهم وسلمت التقرير إلي موشيه الذي سلفني ثلاثة آلاف ومائة دولار راتب شهرين ومكافأة لي. وفي فبراير 9002 توجهت إلي دولة لاوس بدعوة من موشيه حيث سلمني لاب توب يعتمد علي برنامج مشفر حديث يتولي حفظ المعلومات دون امكانية الكشف عنها من قبل الاجهزة الامنية كما سلمني ناقل بيانات »فلاش ميموري«. اللقاء الاخير وأضاف المتهم قائلا: في مارس 0102 توجهت إلي دولة مكاو بتكليف من موشيه الذي طلب مني البحث عن أشخاص يعملون في مجالات الاتصالات بمصر سعيا لتجنيدهم لصالح جهاز المخابرات الاسرائيلية فأبديت موافقتي وقاموا بانشاء موقع علي الانترنت باسم شركة »هوشتك« مقرها هونج كونج كغطاء لجهاز الموساد الإسرائيلي وتم الاعلان عن وظائف شاغرة في مجال الاتصالات في مصر وسوف يتولي چوزيف الاشراف علي واستقبال نماذج البيانات والمعلومات واعداد تقارير لراغبي العمل في هذا المجال عن ظروفهم الاجتماعية ومؤهلاتهم العلمية سعيا لتجنيدهم لصالح المخابرات الإسرائيلية. وتوليت اعداد تقارير عن اشخاص تقدموا لشغل تلك الوظائف في مجال الاتصالات في مصر وقدمتها إلي موشيه.. وبلغت اجمالي المبالغ التي حصلت عليها 73 ألف دولار أمريكي حتي تم القبض علي في مطار القاهرة في الأول من أغسطس 0102. ووجهت النيابة للمتهم ثلاثة اتهامات وهي التخابر والرشوة الدولية وتحريض العلاقات مع سوريا ولبنان للخطر.. وتصل العقوبة في حالة الادانة إلي السجن المؤبد. وتم ابلاغ الانتربول للقبض علي المتهمين چوزيف ديمور وايدي موشيه الضابطين بالموساد الإسرائيلي. المثير أن المتهم طارق رغم تحسن أحواله المادية الا انه لم يقم بمساعدة أسرته رغم سوء حالتها المادية كما إمتنع عن زيارتهم منذ سنوات وكان يقيم في شقق مفروشة وفنادق كما أنهم لم يعلموا بأمر زواجه من صينية.