وفي إطار جهود القوات المسلحة للمساهمة في خطة التنمية الشاملة للدولة ودعم الصناعات الوطنية وتطوير قطاع النقل البحري في ضوء توجيهات الرئيس مبارك.. شهد المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي أمس الاحتفال بتدشين باكورة إنتاج الترسانة البحرية بعد تطويرها "السفينة - الحرية 3" التي تم بناؤها بشركة ترسانة الاسكندرية التابعة لجهاز الصناعات والخدمات بوزارة الدفاع. بدأ الاحتفال بكلمة اللواء بحري إبراهيم جابر الدسوقي المدير العام والعضو المنتدب للشركة أشاد فيها بالدعم الكامل الذي تتلقاه الشركة من القيادة العامة للقوات المسلحة التي أسندت إليها بناء هذه السفينة ذات المواصفات الخاصة لتتبوأ الشركة مكانتها اللائقة كرائدة لشركات بناء السفن في مصر بالاضافة لمساهمة القوات المسلحة في الحفاظ علي الكوادر الفنية عالية التأهيل اللازمة لصناعة بناء السفن. استمع المشير طنطاوي إلي شرح عن مراحل بناء السفينة الذي استغرق عامين بسواعد وخبرات المهندسين العاملين بشركة ترسانة الاسكندرية بمعدل بلغ 1.2 مليون عامل/ ساعة. وتم البناء طبقاً لأحدث النظم التكنولوجية لتداول الحاويات وكافة أنواع البضائع لتحقق أعلي معايير الجودة والكفاءة وتتوافق مع أحدث المواصفات القياسية وتعليمات المنظمة البحرية الدولية للحفاظ علي البيئة وسلامة المياه البحرية وتم هذا الانجاز في منظومة واحدة وتناغم تام لتكون أكبر سفينة يتم تدشينها كاملة بترسانة الاسكندرية حيث يصل وزنها إلي "7700" طن وطولها "173" متراً ومزودة بمحركين ذي قدرة اجمالية 16 ألف حصان وبحمولة 10 آلاف طن ويبلغ مدي ابحارها إلي 9 آلاف ميل بحري بسرعة 17 عقدة حيث يمكنها الابحار لمدة 22 يوماً متواصلاً دون التزود بالوقود والسفينة مجهزة بأحدث التقنيات الملاحية وأجهزة القيادة والسيطرة والأجهزة اللاسلكية. امكانيات متعددة انشئت ترسانة الاسكندرية عام 1960 داخل ميناء الاسكندرية البحري علي مساحة حوالي "400" ألف متر مربع وتقع في قلب الخطوط الملاحية المتجهة من وإلي الشرق الأقصي فهي تقع في جنوب البحر الأبيض المتوسط داخل الميناء الغربي بمرفأ الاسكندرية. وقد انتقلت ملكيتها إلي جهاز الصناعات والخدمات البحرية بوزارة الدفاع في اغسطس عام 2007. وتتميز الشركة بامكانيات متعددة لبناء واصلاح السفن بمختلف أنواعها وكذا تصنيع وإنتاج المنشآت المعدنية وقطع غيار خطوط الإنتاج بالمصانع والجهات المختلفة وبالشركة ورش انتاجية في مختلف التخصصات لتنفيذ أعمال بناء واصلاح السفن والأعمال الهندسية المكلفة بها. منها ورش تصنيع الصلب والمواسير وورش التشغيل المختلفة والسباكة والحدادة والتركيبات الكهربائية والميكانيكية وورش البويات والغزل والنجارة وورش اللدائن ويوجد بالشركة أسطول للنقل والأوناش المتحركة ومعامل اختبارات ومحطات انتاج وتوزيع وتعبئة غاز الاستيلين والاكسجين والهواء المضغوط وثاني أكسيد الكربون ومحطة محولات كهربائية لتأمين الطاقة اللازمة لكافة أنشطة الشركة. سفن النقل قامت الشركة علي مدي تاريخها ببناء العديد من سفن النقل المختلفة وبحمولات حتي "38" ألف طن. كما قامت ببناء حفار بترول ومنصات خدمات بترولية وتصنيع العديد من الأوناش البرجية وأوناش المصانع والوحدات الصغيرة التي تعمل بالموانيء والانهار. وتبلغ أطوال ارصفتها حوالي "1200" متر بأعماق تصل إلي "10" أمتار وبالشركة حوضان لاصلاح السفن يسع الحوض الكبير سفناً حتي حمولة "85" ألف طن كما يسع الحوض الصغير سفناً حتي حمولة "10" آلاف طن والحوضان مجهزان بأوناش حمولة تصل إلي "30" طناً. ويمكن للشركة بناء السفن حتي حمولة "209" آلاف طن لسفن الصب. من خلال "2" ورشة لبناء السفن طول كل منها "180" متراً وعرضه "28" متراً ومجهزتين بأوناش حمولات تصل إلي "90"طناً. كما يوجد بالشركة قزق ميكانيكي لبناء وإصلاح السفن الصغيرة حتي "600" طن وطول "60" متراً. ومجهز بأوناش حمولة "25" طناً ويمكن العمل في أربع وحدات في نفس الوقت. التطوير .. استعادة الكفاءة الفنية وبانتقال الشركة إلي جهاز الصناعات والخدمات البحرية بوزارة الدفاع عام 2007 بدأ تنفيذ برنامج شامل للتطوير تهدف المرحلة الأولي منه إلي استعادة الكفاءة الفنية. وانضباط العملية الانتاجية. شملت المجالات منها تصحيح الهياكل الادارية والمالية والالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية. ورفع كفاءة البنية الأساسية والمنظومات. ووسائل النقل والتداول. والتوسع في ميكنة العملية الانتاجية. تطبيق نظم تكنولوجية حديثة وتنشيط أعمال التسويق وجذب العملاء. ورزيادة عدد المهندسين والفنيين طبقاً لحاجة العمل وخطة التطوير. هذا بالاضافة إلي الاهتمام بالتدريب وتطوير البرامج والأساليب. ووضع نظام حوافز يرتبط بالإنتاج والكفاءة. انتهت المرحلة الأولي بنجاح بحصول الشركة في ديسمبر 2009 علي شهادة المطابقة لمواصفات الجودة العالمية "9001". "14000". "18000" في جودة الإنتاج والسلامة وتحسين بيئة العمل. وكان من نتائج الالتزام بكافة عناصر خطة التطوير. تنفيد أعمال تحويل وعمرات واصلاحات لشركات عالمية خاصة في مجال إنتاج البترول والخدمات البترولية. وهو ما يساهم في زيادة حجم الإنتاج. حيث وصل متوسط تحميل الورش والمراكز الانتاجية بالشركة إلي أكثر من "90%" بعد ان كان "35%" وقت انتقال الشركة إلي جهاز الصناعات البحرية بوزارة الدفاع. الحرية 3 وفي ديسمبر عام 2010 اتمت الشركة بناء السفينة "الحرية 3" وتجهيزها للتدشين وبالرغم من أن حمولة السفينة الصافية "10" آلاف طن. الا انها أكبر سفينة من ناحية الوزن والابعاد يتم تدشينها في ترسانة الاسكندرية حتي الآن. وتعد السفينة "الحرية 3" أحد أهم مصادر دعم أسطول النقل التجاري ونقل البضائع المصرية والمستوردة بواسطة السفن المصرية وتوفير المزيد من فرص العمل. ومن المتوقع قيام شركة ترسانة الاسكندرية بالعديد من مشروعات التطوير والتحديث المستقبلية في مجال النقل البحري التي تواكب التطور الهائل في منظومة بناء السفن. خبرات مصرية وقد تم تصنيع السفينة بالكامل بخبرات مصرية وبتصميم شركة "أكروسبتس" الأوكرانية وإشراف هيئة الاشراف الدولية الفرنسية وتأتي المرحلة الرئيسية من التطوير الذي يهدف إلي وضع شركة ترسانة الاسكندرية في مصاف الترسانات الكبري ورفع قدرات وامكانيات العاملين بها لتضاهوا اقرانهم في الدول الرائدة ولتكون الشركة قادرة علي تصميم وبناء وتجهيز كافة السفن التجارية حتي سفن صب حمولة "57000" طن. وباجمالي حمولات سنوية أكثر من "200" ألف طن. وبطاقة تشغيلية قدرها "40" ألف طن صلب كل عام. قام المشير حسين طنطاوي بتدشين سفينة "الحرية 3" ايذاناً ببدء عملها لتكون باكورة إنتاج شركة ترسانة الاسكندرية بعد انتقالها لجهاز الصناعات والخدمات البحرية. وقد أشاد المشير طنطاوي بهذا الانجاز الكبير الذي تم بخبرات وأيدي العمال والمهندسين المصريين وأكد ان هذه المنظومة المتكاملة من العمل والجهد الجاد لرجال وهبوا حياتهم لرفعة بلادهم بكل الحب والاخلاص. وأثني علي الشركة التي تعد أحد صروح الصناعات المصرية الثقيلة التي تدعم بقوة نمو وتطور الاقتصاد الوطني المصري. حضر الافتتاح الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية ومحافظا الاسكندرية والبحيرة وكبار قادة القوات المسلحة والعاملين بشركة ترسانة الاسكندرية.