* مي خالد مذيعة بالبرنامج الأوروبي متزوجة وأم لطفلين صدرت لها مجموعتان قصصيتان هما "أطياف ديسمبر ونقوش وترانيم" قبل أن تتجه لفن الرواية وتصدر لها روايتان أيضا الأولي بعنوان "مقعد أخير في قاعة إيوارت" والثانية بعنوان "سحر التركواز".. فاجأتني مي بوجهة نظرها في انتشار ظاهرة العنوسة ودار بيننا الحوار الآتي: * أليس غريبا أن تعتبري ظاهرة العنوسة ظاهرة ايجابية؟! بالتأكيد ظاهرة العنوسة ايجابية لأنها دليل علي زيادة الوعي في المجتمع والتمرد علي القيود البالية فلم يعد للمثل القائل "ضل راجل ولا ضل حيطة" معني وأصبح الشباب من الجنسين يتمهل في الاختيار ولا يقدم علي الزواج بسهولة. مفضلا عيشة الحرية وعدم التقيد بمتطلبات الزواج وهذا من وجهة نظري يعد تطورا ايجابيا في فكر الشباب من الجنسين وليس العكس وبالتالي فالعنوسة ظاهرة ايجابية..! * إذا كان الأمر كذلك فلماذا انتشرت ظاهرة الزواج العرفي؟! انتشار الزواج العرفي بين الشباب مرجعه الي سببين: أ- ميل الشباب الي تقليد المجتمعات الغربية. ب- انتشار التيار الديني الجامد جدا. فالتقليد أعمي والمتدين غير المستنير يندفع الي مثل هذا النوع من الزواج حتي يعطي للعلاقة شرعية وكلاهما هذا النوع . وذاك من الشباب يفتقد الي غياب رقابة الأهل. * إلي أي مدي تؤثر الرقابة الأسرية في انتشار هذا الزواج؟ الي أبعد مدي وأؤكد لك ان الحل الأمثل للحد من هذه الظاهرة يكمن في عودة الرقابة الأسرية وحتي يتحقق ذلك لابد من الدعوة الي إعادة بناء جسور الثقة بين الأبناء والآباء حتي تسود حالة تصالح بين الطرفين تؤدي الي ثقافة الاعتراف بشكل تستطيع معه الفتاة أن تحكي لوالدتها عن صديقها أو حبيبها في الجامعة وبالتالي تتقبل النصيحة بفهم واقتناع وعلي الجانب الآخر يتقبل الشاب نصيحة والدته أيضا عندما تنبهه الي ضرورة الحفاظ علي الفتاة التي تبادله المشاعر باعتبارها مثل اخته يجب الحفاظ عليها وحمايتها من كل مكروه قد يضر بسمعتها ومستقبلها. * هل هناك علاقة بين البطالة والزواج العرفي؟ بالعكس. أنا أري ان هناك علاقة بين البطالة والعنوسة فقد حسم التقدم العلمي مع الحياة العصرية هذا الموضوع بمعني ان قدرة الشاب علي الحياة بمفرده تجعله يستغني عن فكرة الزواج. وأما عن أسباب البطالة فمرجعها الخوف السلبي من الفشل. فالشاب الذي يسعي بجدية ربنا يوفقه في العثور علي عمل وبمجرد خروج الشاب للعمل تتاح له الفرصة التي تؤهله للعمل وتحقيق طموحاته وتوسيع مداركه ومساحة علاقاته الشخصية بوجه عام وعلي الجانب الآخر للأسف الشديد نجد الوساطة تتحكم بشكل كبير في العثور علي الوظيفة المناسبة. * وماذا عن تفاقم ظاهرة الطلاق..؟ الطلاق منتشر منذ وقت طويل وليس في الجيل الحالي فقط. ولكن رتم الحياة السريع أدي الي تفاقمه وانتشاره واستطيع أن أحدد أسبابه باختصار في التسرع والاختيار علي أسس غير منطقية وعدم الخبرة الكافية لدي الزوجين وكذلك عدم قدرة الشباب علي الصبر والتحمل. * هل لديك أقوال أخري..؟ نعم لابد من تبني مشروع قومي بالمدارس والجامعات لتدريس الحب. فالحل يكمن في تدريس التربية العاطفية وأكرر العاطفية وليس الجنسية. فالموضوع أكبر من أن تلقن الأم ابنتها أو يأخذ الشاب عن والده ولابد أن يتكاتف الجميع من أجل خروج هذا المشروع القومي للنور لأنه سوف يساهم في حل العديد من مشكلات الشباب ويرتقي بالمجتمع ككل.