"الجمهورية الأسبوعي" التقت الدكتور طارق العوضي أصغر مدير يتولي إدارة أكبر متحف للآثار في العالم في أول حوار له بعد توليه المسئولية. أكد العوضي انه رغم سعادته بتولي المنصب الكبير إلا انه يشعر بالخوف من المسئولية لأن العمل في إدارة المتحف المصري يختلف عن أي متحف آخر في العالم نظراً لما يحويه من كنوز أثرية فريدة تحتاج كل قطعة منها عناية خاصة ومتابعة يومية.. مشيراً إلي ان اختيار الدكتور حواس له جاء نظرا لثقته فيه وليست من باب المجاملة لأن حواس يحرص دائما علي اختيار القيادة وفقا لما تملكه من انتاج علمي ومؤهلات دراسية تمكنه من النجاح في قيادة الموقع الذي يتولاه. أشار العوضي إلي أن صغر سنه سيعود بالنفع عليه شخصيا وكذلك بالنسبة للمتحف حيث يمكننا اكتساب العديد من الخبرات واعادتها مرة أخري لمجال العمل وهو ما لا يتوفر للقيادات كبيرة السن مؤكدا ان معظم قيادات ومديري المتاحف العالمية من صغار السن فمدير متحف المتروبوليتان بأمريكا لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره وكذلك عمداء أشهر الكليات في العالم وفيما يتعلق بالمتحف "أي متحف" يحتاج خططا طويلة الأجل لتنفيذ مشروعات التطوير وهذا لن يتم في ظل تغيير القيادات كل فترة. القطع الفريدة أوضح العوضي أنه جاء إلي المتحف المصري بالتحرير لاستكمال مسيرة العمل في تطوير المتحف في ظل منظومة وضعها فاروق حسني وزير الثقافة ولا تقاس أو تعتمد علي شخص بعينه. خاصة في ظل وجود المتحف المصري الكبير الذي تقيمه الوزارة حاليا علي مساحة 117 فدانا بطريق الإسكندرية الصحراوي وكذلك متحف الحضارة الذي يقام علي 25 فدانا بمنطقة الفسطاط وهما سيأخذان اعدادا كبيرة من محتويات متحف التحرير ومع ذلك من وجهة نظري فهما يمثلان عملية انقاذ لهذا المتحف العريق والذي يعد أول مبني انشيء ليكون متحفا منذ 108 أعوام ولكنه للأسف تحول منذ زمن بعيد إلي أكبر مخزن للآثار في العالم والمنظومة الموجودة حاليا وسياسية المجلس الأعلي للآثار تحاول إعادة المتحف المصري ليكون بالفعل متحفاً للآثار وليس مخزنا. أشار العوضي إلي ان متحف التحرير سيتحول إلي متحف للفن المصري القديم حيث يضم القطع الفريدة من نوعها بعد انتقال باقي القطع إلي متحفي الحضارة والكبير وسيظل محتفظا باسمه لانه أصبح علامة مسجلة وسط المتاحف العالمية. وسيكون أسلوب العرض جديدا يتماشي مع أحدث الأساليب العالمية من حيث الإدارة وطرق العرض داخل أو خارج الفتارين وهو ما يزيد من ثراء المتحف المصري بحيث يستفيد السائح أو الزائر برؤية عدد أقل من الآثار لكنها تحقق له في نفس الوقت الرؤية الحقيقية للأثر. مدرسة حواس وحول علاقته بالدكتور حواس قال العوضي: ان الدكتور زاهي يمثل لنا جميعا كأثريين مدرسة خاصة تعلمنا فيها فنون الحفائر والنشر العلمي وأنا سعدت بكوني أحد أفراد بعثته الآثارية وتعلمت أشياء كثيرة لا يمكن تدريسها داخل جدران الجامعة ولكنها تكتسب بعثته الآثارية وتعلمت أشياء كثيرة لا يمكن تدريسها داخل جدران الجامعة ولكنها تكتسب من خلال العمل بالمواقع مشيرا إلي ان الدكتور حواس كان ولا يزال يطالب دائما ببناء صف ثان من الآثاريين المصريين لتغيير نظرية "احنا مجرد حراس أو خفر علي آثارنا وان الأجانب هم وحدهم أصحاب الاكتشافات" وتعلمنا منه ان الأثري لا يكتفي فقط باكتشاف الآثار ولكنه من الضروري أن يقوم بالنشر العلمي بعدة لغات عما يحققه من اكتشافات. وعن العمل في المتحف خلال الفترة المقبلة قال العوضي: قاربنا علي الانتهاء من مشروع تطوير الحديقة المتحفية للمتحف والتي تشمل انشاء العديد من الكافتيريات والبازارات لخدمة السائحين مع عمل مخرج خاص للزائرين بعيداً عن المدخل الرئيسي للمتحف وذلك للتيسير علي الزائرين مشيرا إلي ان هناك دراسة مستقبلية لحجز تذاكر دخول المتحف من خلال الإنترنت وذلك سيتم بالتعاون مع العديد من الجهات والوزارات الأخري خاصة السياحة والتنمية الإدارية. قال العوضي انه يساند بشدة سياسية اقامة المعارض الآثارية بالخارج وفقا للأساليب العلمية لما تحققه من فوائد تعود بالنفع علي الدولة بصفة عامة والآثار خاصة مشيرا إلي أن مصر معروفة من خلال الهوية الفرعونية ولكننا سوف نحاول مستقبلا التوسع في المعارض الخارجية بحيث لا تكون قاصرة علي الآثار الفرعونية فقط ولكنها ستشمل الآثار القبطية والإسلامية وذلك للتعريف بهوية مصر الشاملة علي مر العصور اضافة إلي العائد المادي الذي تحققه هذه المعارض والاستفادة منه في تمويل مشروعات ترميم وإدارة المواقع الآثارية ومواجهة مخاطر المياه الجوفية التي تهدد الآثار والعمل علي المحافظة عليها للأجيال القادمة. متاحف إقليمية أعرب العوضي عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة التوسع في انشاء المتاحف الآثرية خارج العاصمة أو حولها بحيث يكون لكل محافظة متحف خاص بها للتعريف بتاريخ وحضارة مصر وكذلك المتاحف المتخصصة أسوة بما تم في متاحف التحنيط والنوبة وأخيراً الحضارة حتي نستطيع ان نقول للعالم أجمع ان مصر قادرة علي حماية آثارها وبالتالي يصبح لدينا الحافز القوي والخلفية اللازمة للمطالبة بعودة كل أثر أو قطعة فن مصرية خرجت بطرق غير مشروعة. اختتم العوضي حواره بأن هناك حلماً يراوده مثل كل مصري يحب بلده بأن تعود مجموع القطع الآثرية الفريدة التي تمثل علامات الحضارة المصرية مثل بصمات اليد التي تؤكد وجود الانسان وفي مقدمة هذه القطع رأس الملكة نفرتيتي بمتحف برلين وتمثال حين اونو بمتحف هيلد هايم وهو مهندس الهرم الأكبر أجمل وأكمل بناء عبقري شهده التاريخ وكذلك تمثال المهندس عنخ حاف مهندس هرم خفرع بمتحف بوسطن وكذلك القبة السماوية التي انتزعت من سقف معبد دندرة وتم بيعها بباريس وموجودة حاليا بمتحف اللوفر بفرنسا وأخيراً حجر رشيد أو مفتاح الحضارة المصرية الموجود بالمتحف البريطااني وكذلك التمثال النادر للملك رمسيس بمتحف تورينو بإيطاليا وهذه القطع ليست مثل أي آثار وان كان بعضها خرج بطرق شرعية نتمني عودتها جميعا لما تمثله من طبيع خاصة واهمية فنية وآثارية واعتقد اننا جميعا يجب أن يكون داخلنا الأمل حتي تعود مرة أخري وهذا لن يتحقق إلا اذا طورنا متاحفنا وحافظنا علي آثارنا وعندها سيحترمنا العالم ويسمع لندائنا. العوضي تخرج في كلية الآثار عام 1994 وحصل علي دبلوم الدراسات العليا في تاريخ الفن عام 1997 ثم حصل علي منحة الدكتوراة من جامعة "تشارلز" عن طريق الدكتور زاهي حواس في تخصص الآثار المصرية القديمة لعصر الدولة القديمة وحصل علي الدكتوراة عام 2006 ثم عاد للعمل ضمن المكتب الفني والبعثة الآثرية التي يقودها الدكتور حواس.