الأطفال هم مستقبل أفريقيا ولكن هناك العديد من المشكلات التى يواجهوها هؤلاء الاطفال فى أغلب دول القارة بدءًا من الفقر المدقع والصراعات إلى الملاريا وسوء التغذية وفيروس نقص المناعة البشرية»الإيدز» كما يتعرض الاطفال فى افريقيا إلى الموت والتجارة والأزمات الطاحنة التى تقود أجيالا من أطفالها إلى الإبادة الجماعية. بالاضافة إلى الإهمال الواضح فى تنفيذ الاتفاقيات الدولية وعلى الرغم من توقيع 53 دولة أفريقية على وثيقة الموقف الموحد «أفريقيا قارة جديرة بالأطفال»، والتى تناولت هذه الإشكالية بوضوح ووضعت خطة لدور الجمعيات الأهلية لحماية النساء والأطفال من هذه الظاهرة، فإن الدول لم تقم بالتنفيذ وهناك 60 مليون أفريقى معاق بسبب سوء التغذية والأمراض البيئية الخطيرة الناتجة عن استغلالهم فى النزاعات المسلحة، وخلال الفترة الاخيرة تعرض الأطفال المهق للقتل من قبل رجال العصابات فى مملكة سوازيلاند وبعض الدول الافريقية المجاورة، بسبب الاعتقاد السائد بأن اعضاء هؤلاء الاطفال لها قوة سحرية وطبية عندما يستخدمها الاطباء السحرة، ويعتقد البعض أن خليطاً مكوناً من هذه الأعضاء يجلب الحظ الجيد، كما يعتقد الآخرون أنه يجلب أى شئ من القوة السياسية إلى علاج مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز). وتباع أعضاء الطفل الأمهق فى السوق السوداء المحلية نظير عشرات الآلاف من الدولارات. ولهذا السبب تستهدفهم العصابات عبر شرق إفريقيا خصوصاً فى بوروندى وتنزانيا، حيث حكمت محكمة قبل ثلاثة أشهر بالإعدام على رجل قتل فتاة مهقاء تبلغ خمس سنوات من العمر. ويخشى موظفو الرعاية الاجتماعية أنه بعد تضييق الخناق على عصابات قتل الاطفال المهق فى تلك البلاد أن تتجه هذه العصابات جنوباً لبلاد افريقية أخرى. وخلال 2007 و2009 تعرض 70 طفلاً افريقياً أمهق للقتل فى بروندى وكينيا وتنزانيا، وفقاً لأحدث التقارير. وقدر أحد ضباط الشرطة التنزانيين أن أعضاء الطفل الأمهق كاملة بما فى ذلك أطرافه الأربعة وأعضاؤه التناسلية وأذناه وانفه ولسانه يقدر سعرها بنحو 75 ألف دولار وفى اغسطس الماضى اعتقلت الشرطة التنزانية رجلا كينيا يبلغ من العمر 28 عاماً بالقرب من مدينة موانزا، لمحاولته بيع رجل امهق يبلغ 20 عاماً بمبلغ 250 ألف دولار. وعلى الرغم من ان الحكومات فى هذه الدول نظمت برامج توعية بمرض الايدز، فإن الكثير من المرضى لايزالون يؤمنون بالخرافات، ولهذا السبب فإن العلاج بأعضاء الاطفال أصبح أمراً معتاداً فى تلك البلاد، كما ازداد معدل اغتصاب الأطفال نظراً للاعتقاد بأن ممارسة الجنس مع الفتيات العذراوات يطهر جسم المصاب من الايدز. ووفقاً لبعض التقارير فإن واحدا من بين كل أربعة مواطنين سوازيين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً مصاب بالايدز، وهى النسبة الأعلى فى العالم وسط سكان يبلغ تعدادهم مليون نسمة، ثلثاهم يعيش فى فقر مدقع. وفى نيجيريا أدى التنقيب العشوائى عن الذهب إلى مقتل 400 طفل وإصابة أكثر من 500 آخرين بتأثيرات التسمم الرصاصى جراء التلوث البيئى الناجم عن عمليات التنقيب العشوائية فى عدد من القرى حيث أشارت اليزابيت بيرس، المتحدثة باسم دائرة التنسيق الإنسانى التابعة لمنظمة الأممالمتحدة إلى أن ما لا يقل عن 400 طفل قتلوا بسبب التسمم الرصاصى الناجم عن نشاطات التنقيب العشوائى التى يقوم بها السكان فى المناطق الشمالية من نيجيريا وأن 500 طفل يتلقون العلاج لنفس السبب فى مصحات تابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية وأن بعثة تحقيق أممية أرسلت إلى ولاية زمفارا فى سبتمبرالماضى جراء حدوث تلوث كبير بالرصاص وحالات إصابة بمرض التسمم الرصاصى لدى الأطفال فى خمس قرى تم التحقيق فيها. أضافت «إن المياه المستخرجة من الآبار فى المنطقة لا توفى بمتطلبات السلامة الصحية التى تصدرها منظمة الصحة العالمية وتحتوى على نسبة عالية من الرصاص. إضافة إلى ذلك هناك تلوث فى المستنقعات وللتربة فى بعض المناطق وهناك تركيز عال لمادة الزئبق فى الهواء بالقرب من المناجم، وهو ما دفع الناطقة باسم الأممالمتحدة إلى توجيه نداء بضرورة «الإسراع بالقيام بعملية منسقة وعاجلة لأن مئات الأطفال توفوا وهناك الآلاف مهددين». وإذا كان عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمسة أعوام الذين توفوا منذ شهر مارس الماضى من جراء ذلك لا يتعدى الأربعمائة (400) حسب الفرع الهولندى من منظمة أطباء بلا حدود، فإن هناك مخاوف من أن يكون عدد الضحايا أكبر بكثير لأن السكان المحليين لا يعلنون عن جميع حالات الوفيات ولأن العائلات لا ترغب عادة فى الإبلاغ عن تلك الحالات لأسباب اقتصادية وخوفا من أن يؤثر ذلك على نشاطات اقتصادية تسمح لسكان هذه المناطق الفقيرة والمعزولة بالحصول على وسيلة عيش إضافية. وتقول الأممالمتحدة إن هذه النشاطات العشوائية التى يقوم بها السكان من أجل تحسين ظروف معيشتهم أدت إلى جلب التلوث إلى القرى بل حتى إلى الأحياء السكنية نظرا لاصطحاب هذه المعادن والمواد المعدنية إلى داخل البيوت حيث يتعرض الأطفال إلى استنشاق بعض من ذراتها العالقة فى الغبار والهواء وهو ما يؤدى الى إلحاق أضرار بالغة بالجهاز العصبى لدى الأطفال صغار السن وإلى تشوهات جنينية لدى المواليد الجدد مؤكدة أنها قامت بالتحقيقات استجابة لطلب تقدمت به السلطات النيجيرية فى شهر سبتمبر الماضى . وفى جنوب افريقيا أكد تقرير أصدره مجلس البحوث الطبية الجنوب أفريقى وجامعة جنوب أفريقيا فى بريتوريا أن مئات من الأجنة وحديثى الولادة يلقى بهم فى مقالب النفايات فى جوهانسبرج وبريتوريا سنويا. أضاف التقرير أن 446 جثة على الأقل لأجنة ورضع دون العام عثر عليهم فى شبكة الصرف الصحى والبالوعات ومقالب النفايات فى إقليم جاوتينج . ويعتقد أن المشكلة تنبع فى جانب منها من انتشار عيادات الإجهاض غير القانونية ولا يوجد بالعديد منها الأجهزة المناسبة للتخلص من الأجنة واشتملت الإحصائيات أيضا على رضع حديثى الولادة.
