أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس عن قلقها إزاء قيام كوريا الشمالية ببناء منشأة جديدة ومتطورة لتخصيب اليورانيوم فى حين انتقدت كلا من سوريا وإيران اللتين تتهمهما الوكالة بممارسة انشطة نووية غير مشروعة وتجرى تحقيقا بشأنهما للتأكد من هذه الاتهامات. أعلن رئيس الوكالة يوكيا امانو أمام اجتماع مجلس المحافظين انه يشعر بالقلق البالغ إزاء التقارير التى تتحدث عن قيام كوريا الشمالية ببناء منشأة نووية متطورة ومفاعل نووى جديد يعمل بالماء الخفيف. وفيما بدا انه محاولة لتكثيف الضغوط على سوريا قال أمانو إنه وجه رسالة مكتوبة للحكومة السورية للمرة الأولى يطالبها فيها بالتعاون بصورة مناسبة فى التحقيقات التى تجريها الوكالة منذ عامين فيما تعتبره الوكالة انشطة غير مشروعة.. واوضح امانو انه كتب الرسالة إلى وزير الخارجية السورى يوم 18 نوفمبر طلب فيها الحكومة السورية بتزويد الوكالة بكل المعلومات ذات الصلة وبالأماكن المرتبطة بموقع نووى تزعم الوكالة ان سوريا تقوم ببنائه. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها أمانو اتصالا مباشرا بسوريا بشأن تحقيق الوكالة فى انشطتها النووية المزعومة فيما يعتبره الدبلوماسيون بالوكالة مؤشرا على نفاد صبره إزاء دمشق. وأعرب امانو عن تذمره إزاء ما وصفه باستمرار إيران فى اعاقة تحقيق مفضل تجربة الوكالة هناك وذلك على الرغم من انه رحب باستئناف المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إيران والقوى الكبرى المعروفة باسم (5 + 1) وتضم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالاضافة إلى ألمانيا. وقال امانو إن طهران لا تتعاون بشكل كاف للسماح للوكالة بالتأكد من أن كل المواد النووية فى إيران مصممة للاغراض السلمية كما انها لا تجيب على التساؤلات المتعلقة بالابعاد العسكرية لانشطتها النووية.. مشيرا إلى أن إيران تتحدى قرارات مجلس الأمن وتمضى قدما فى انشطتها النووية الحساسة. مواقع سرية سورية فى هذه الأثناء كشفت صحيفة ((زود دويتشه تسايتونج)) الألمانية بالتعاون مع معهد العلوم والأمن الدولى بواشنطن عن مواقع ثلاث منشآت فى سوريا تطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء عمليات تفتيش لها على خلفية الاشتباه فى وجود برنامج نووى سرى. ووفقا لما ذكرته الصحيفة نقلا عن تقرير للمعهد أن الموقع الأول يوجد فى الضاحية الشرقية للعاصمة دمشق بينما يوجد الثانى بالقرب من مدينة مصياف غربى البلاد والثالث شمال مدينة حماة غربى سوريا ايضا. واضافت الصحيفة ان معهد العلوم والأمن الدولى اكتشف فى صورة التقطتها اقمار صناعية مجمع مبانى بالقرب من مصياف من المحتمل ان يكون إحدى المنشآت المشتبه فيها. ووفقا لبيانات الوكالة فإنه يشتبه فى أن يكون للمنشآت الثلاث علاقة وظيفية بمفاعل ((الكبر)) السورى المشتبه فيه والذى قصفته إسرائيل فى سبتمبر 2007.