* في واقعة غريبة علي مجتمع الأرياف المعروف بالقيم والمبادئ تجرد زوج من كل هذه المعاني ولفق لزوجته التي تعمل محفظة قرآن بالقرية مع اثنين آخرين أحدهما مدرس وسائط واسمه ياسر عثمان إسماعيل والثاني اسمه إبراهيم عبدالحميد أبو اليسر من قرية "سمادون" مقطع فيديو فاضحاً علي سي دي في مقابل مبلغ مالي دفعه الزوج لكليهما حيث قاما بتحميل مشهد فاضح من شبكة النت وروجوه ضد زوجة المتهم الأول واسمه ماهر صابر النقيب بناحية "براشيم" التابعة لمركز اشمون لكي يضغط علي زوجته للتنازل عن حقوقها الشرعية بسبب خلافات دائمة نشبت عنها شكاوي في المحاكم ولما أحس الزوج بأنه سيخسر جميع القضايا هداه شيطانه لمثل هذه الحيلة ليجبر زوجته علي التنازل.. اثبت البحث ان السي دي الفاضح ليس له علاقة بالزوجة المقيمة في قرية سمادون وتولت النيابة التحقيق. * صباح م.ح اقامت هي الأخري دعوي أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة تطالب بتطليقها للضرر بعد ان اعتدي عليها الزوج بالسب والضرب واتهمها بأنها علي علاقة بآخر.. واقام ضدها جنحة بلاغ كاذب وبرأتها المحكمة وقالت هذا يوجب التطليق.. رفضت محكمة أول درجة تطليق الزوجة تأسيساً علي اخفاقها في اثبات الضرر.. ولأن شهادة شاهديها جاءت سماعية بالنسبة للضرب.. لكنهما شهدا بتشهير الزوج بها علي علاقة بآخر دون أي اثبات أو دليل وهذا تشهير وحده أكبر ضرر تستحيل معه العشرة قبلت المحكمة برئاسة المستشار علي يسري خضر وعضوية المستشارين أمين كمال ومحمد عبدالرحمن ورئيس النيابة أحمد عبدالفتاح وأمانة سر سامي عباس استئناف الزوجة وقالت ان شهادة شاهدي الزوجة واضحة وصريحة ومؤكدة في أن الزوج شهر بزوجته بأنها علي علاقة بآخر وان هذا ضرر كبير يستحيل معه دوام العشرة.. كما ان ملف الدعوي به الكثير من الدعاوي والخصومات بين الزوجين.. وهذا ايضاً ضرر يوجب التطليق واتهام الزوج لزوجته بهذا الاتهام يتنافي مع الامساك بالمعروف.. ولا يبقي إلا التسريح بإحسان وحيث ان الضرر تحقق فإن المحكمة تري إلغاء حكم أول درجة والقضاء مجدداً بتطليق الزوجة. * وتروي "نوال أ.ع" ربة منزل قصتها قائلة: بعد ان تزوجت بعشرة أيام جلس زوجي يطلب مصارحته بحياتي قبل الزواج وهل كنت علي صداقة أو علاقة برجل آخر.. صارحته بكل صدق اني كنت مخطوبة لشاب وعلي وعد الزواج حيث قرأنا الفاتحة ولأسباب مادية رفضت زواجه.. من يوم هذه المصارحة حول حياتي إلي جحيم.. وتصور أموراً لم تحدث وظل يحدث أسرته وأصدقاءه عني.. ويسئ لسمعتي.. عرضت عليه ان يطلقني حتي يرتاح رفض لجأت إلي القضاء اطلب الطلاق للضرر. * يحكي "ممدوح ع.أ" حكايته قائلاً: تخرجت من احدي الجامعات في الخارج وتزوجت فتاة من مصر تعرفت عليها عندما شاهدتها بأحد النوادي الكبري بعد الزواج تبين أنها من أسرة شعبية لها عادات وطباع غير ما نشأت عليها في اسرتي الراقية علمت أنها اصلاً من حي شعبي قبل ان تهبط الثروة علي والدها لم أطق الفاظها السوقية وطريقة تناولها للطعام طلقتها.. لكنها واسرتها شنت حرباً ضدي من مكان عملي شهرت بي وبسمعتي ارسلت خطابات لزملائي تنسب لي تصرفات منحطة. * وتعلق راوية شريبة.. الخبير الاجتماعي ورئيس مكتب حلوان لتسوية المنازعات الأسرية قائلة: الغيرة الشديدة علي الزوجة والاحساس بالمهانة هما السبب الرئيسي لزرع بذور الشر والانتقام في رصيد الزوج وتزداد رغبة الانتقام عنده إذا علم أنها سوف تأخذ قراراً بالانفصال عنه.. وبالفعل هذه المناوشات تأخذ شكل الحرب الشرسة ويعتبرها الزوج شغله الشاغل مهما كلفه الأمر.. المهم انه يصل لتحقيق رغبته وهي المحافظة علي زوجته التي يعتبرها كل كيانه فيأتي بأفعال وتصرفات تقترب من حالات الجنون لأنه في الحقيقة غالباً ما يشعر بمجرد تفكير زوجته بأنها سوف تنفصل عنه بجرح عميق يمس كرامته بشكل مباشر مما يجعله يفقد اتزانه وتصبح قراراته تسير في اتجاه واحد وهو تدمير زوجته التي اهانت كبرياءه. * في حين تعترف هند أحمد.. الخبير الاجتماعي بمكتب مدينة نصر لتسوية المنازعات الأسرية.. بجنون بعض الرجال قائلة نعم ترد إلينا حالات كثيرة توضح المشاكل التي قد تقع فيها الزوجة التي تفكر في رفع دعوي تطليق من زوجها فتأتينا لتستفسر عن كيفية انقاذها منه لأنه يهددها بالقتل أو التشهير بسمعتها فأشكال الانتقام متعددة ومثيرة فهو يعتبر نفسه مظلوم وخصوصاً عندما تطالبه بحقوقها الشرعية ويعطي نفسه الحق في تدميرها ولا يهدأ إلا إذا نال من هذه الزوجة ولا يضع معايير للانتقام وكم من نساء ذاقن المرار من تصرفات ازواجهن بدافع من غيرتهن أو كراهيتهم. * بينما ليلي فتحي.. المحامية بالنقض تقول: النفقة حق شرعي من حقوق الزوجة علي زوجها بشرط عدم مساومتها للتنازل عن حقوقها الشرعية من خلال التشهير بسمعتها فالنفقة واجبة في إطار مشاعر الود والرحمة والمشرع منح الزوجة حق رفع دعوي نفقة علي زوجها لأن بيت الزوجية لا يمكن ان يقام علي أساس القهر أو الانانية بل هو مسكن للتراحم. * ولكن حسين أبو ستة.. المحامي بالنقض له نظرة أخري فيقول: ان قضايا الطاعة ليست بالضرورة ان يكون وراءها رجل عنيد أو رغبة في قهر الزوجة واجبارها علي حياة زوجية ترفضها ولا تريد الاستمرار فيها فهناك حالات كثيرة تكون الزوجة نفسها هي السبب في اضطرار الزوج لأن يلجأ إلي ذلك الأسلوب ليستعيدها حفاظاً علي كيان الأسرة خاصة إذا كانت زوجته ينقصها الخبرة أو مصابة بداء التمرد وعدم المبالاة وهذا بدلاً من التشهير. * وتري ماجدة حبيب.. الخبير النفسي بمكتب شبرا لتسوية المنازعات الأسرية: ان المفاهيم الأسرية في العلاقات الزوجية تحددها معايير ثابتة وواضحة لضمان استمرارها في مناخ صحي سليم يجعلها تنخرط داخل مجتمعاتها بشكل مفيد وايجابي وعلي قمة تلك المفاهيم هي الرابطة المقدسة التي توجهما نحو المستقبل في صورة نواة صالحة للاجيال الجديدة لذلك يجب ان يكون التواؤم والتجانس قائماً بين طرفي هذه العلاقة وهما الزوج والزوجة سواء من الناحية الثقافية أو الوجدانية والاحساس المشترك لقدر هذه الرابطة فإذا توافرت تلك الشروط غير المدونة فهي بالتأكيد ستساعد كثيراً في جذب فتيل المشاحنات أو الخلافات بين الزوجين.. اما إذا شذ أحدهما عن الأسلوب السوي في التعامل مع هذه العلاقة لأي سبب من الأسباب اما لعدم التفاهم أو نتيجة الجهل فكلها أمور ستؤدي إلي انهيار الكيان الأسري من آباء وأبناء والمسئولية في تصوري تقع علي الطرفين أما الاختيار الخاطئ من البداية لكلاهما أو لعدم التقدير السليم لدور هذه العلاقة المقدسة ورسالتها في الحياة.