أكدت د. عواطف عبدالرحمن استاذ الصحافة بكلية اعلام القاهرة ان التحديات التي تواجه التعليم الجامعي في مصر تتمثل في ازمة البحث العلمي في الجامعات المصرية. ومجانية التعليم الجامعي واشكالياته والحقوق المهنية والحريات الاكاديمية لاساتذة الجامعات ودور الامن في الجامعات المصرية. والانشطة الطلابية ومشكلات الحركة الطلابية. وتضخم الجهاز الاداري في الجامعات المصرية. جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها الكلية حول بحث اتجاهات الصحفيين والجمهور ازاء قضايا التعليم الجامعي. كشفت الدراسة والحلقة النقاشية التي عقدت للصحفيين عن ضرورة استكمالها بدراسة ميدانية تتناول اتجاهات ورؤي كل من الصحفيين واساتذة الجامعات والطلاب والاداريين ازاء قضايا ومشكلات التعليم الجامعي في مصر خلال الحقبة الاولي من الالفية الثالثة وذلك بهدف استخلاص رؤية علمية متكاملة تحدد ابعاد العلاقة التفاعلية بين كل من الصحافة المصرية والجامعات من خلال الاقتراحات والبدائل التي يطرحها كل من الصحفيين والجمهور الجامعي لمواجهة التحديات والاشكاليات العلمية والادارية التي تؤثر في مسيرة وتقدم التعليم الجامعي.. وقد تم اجراء الدراسة علي مرحلتين اولهما استطلاعية ميدانية تليها المرحلة الثانية التي تتسم بالطابع الوصفي الاستقرائي العميق ثم التفسير الشامل لمجمل النتائج التي اسفرت عنها الدراسة الاستطلاعية شملت جامعات القاهرة واسيوط والمنصورة ومصر للعلوم والتكنولوجيا حيث روعي تنوع هذه الجامعات بين حكومية وخاصة كما روعي اختلاف المستوي المهني والتعليمي والدور التاريخي لهذه الجامعات. راعت الدراسة اختيار عينة من الصحفيين المهتمين بقضايا التعليم الجامعي والممثلين للصحف القومية والحزبية والخاصة واستغرق اجراء الدراسة الاستطلاعية الميدانية خمسة اشهر وشارك فيها فريق بحثي تكون من 8 اساتذة و30 باحثا اعلاميا وشملت 500 مفردة بحثية من الاساتذة والطلاب والاداريين و20 صحفيا.. وقد اسفرت الدراسة الاستطلاعية عن عدة مؤشرات هامة سيتم التحقق من صحتها وتعميقها في المرحلة الوصفية القادمة. اشارت الي ان هناك اجماعا من جانب الباحثين والاساتذة والطلاب والصحفيين علي وجود خلل بنيوي في منظومة التعليم الجامعي في مصر ويتجسد هذا الخلل في العديد من الازمات التي تتمثل في ازمة البحث العلمي في الجامعات وغياب السياسات البحثية وضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمي وتراجع المستوي التعليمي والاعتماد علي التلقين وغياب التدريب العملي وتخلف نظم الامتحانات واساليب التقييم الموضوعية في المنظومة التعليمية الجامعية. وضعف لكادر المالي لاعضاء هيئات التدريس وانشغال الاساتذة في الاعارات والانتدابات وغياب المعايير العلمية في التقييم. وتواضع اداء اعضاء هيئات التدريس وجمود المقررات الدراسية وازمة مجانية التعليم وظهور انماط استثمارية في التعليم الجامعي. وتكدس اعداد الطلاب وسوء توزيعهم في الجامعات الحكومية.. وعزوف الطلاب عن المشاركة في الانشطة الاجتماعية والترفيهية. والتدخلات الادارية الروتينية في الشئون الاكاديمية والانشطة الطلابية وعلاوة علي ماسبق لوحظ تركيز كل فئة من المبحوثين علي المشكلات العضوية لكل منهم. ركز الطلاب علي جمود المقررات الدراسية ومساوئ نظام الفصل الدراسي وانشغال الاساتذة وعدم تفرغهم للعملية التعليمية ومساوئ الكتاب الجامعي وتدهور الخدمات بالمدن الجامعية والتمييز الطبقي بسبب البرامج التعليمية المدفوعة بالاضافة الي عدم تأهيلهم لسوق العمل. ركز الصحفيون علي انعدام ثقة المسئولين الجامعيين في الصحف الخاصة والحزبية وعدم استجابتهم للنقد الذي تنشره هذه الصحف عن اوجه القصور في الحياة الجامعية وصعوبة الوصول لمصادر المعلومات الجامعية. طالبوا بضرورة تخفيض ميزانية الانفاق علي المناسبات والاحتفالات الجامعية وتخصيص هذه الميزانيات للانفاق علي تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة "التليفزيون والانترنت" في التعليم الجامعي والاهتمام بدراسة احتياجات سوق العمل. كما اعرب الاداريون عن عدم الرضا الوظيفي بسبب ضعف المرتبات وسيطرة القيادات وغياب التنسيق بين الادارات الجامعية والروتين وتعقد الاجراءات وعدم حصولهم علي نصيبهم في المكافآت الخاصة بالاعارات وخدمة الوافدين بالاضافة الي تأخر وصول قرارات مجالس الاقسام والكليات مما يتسبب في نشوء مشكلات مع الطلاب والباحثين فضلا عن نقص الكوادر المؤهلة وهناك ملاحظة اجمع عليها الباحثون تتمثل في الخوف والحذر الذي يسيطر علي بعض فئات الجمهور الجامعي خصوصا الاساتذة والاداريين مما جعلهم يمتنعون عن الاجابة علي بعض اسئلة الاستبيان وذلك خلافا للطلاب والصحفيين. ركزت الحلقة علي الدور الذي يلعبه مدراء تحرير الصحف ورؤساء التحرير التنفيذيون في صناعة السياسة التحريرية في الصحف القومية والحزبية والمستقلة والمعارضة.. بالاضافة الي دور الصحفيين في رصد ايجابيات وسلبيات العمل الجامعي والمساهمة في حل مشكلاته. اوضحت الحلقة العلاقة بين الصحفيين والمصادر داخل الجامعة وكيفية التعامل معهم ودورهم في كشف قضايا الفساد ونشرها بالمستندات في الصحف القومية وفقا للسياسة التحريرية. اشار الي متابعة الاحداث في الجامعة من تأجيل أو طرح بعض القضايا المهمة واعتماد القيادات الجامعية علي الصحفيين كبوق دعائي. ومن ناحية اخري ركزت الحلقة النقاشية علي تحديد العلاقة بين الصحفيين والمصادر سواء القيادات الجامعية او العاملون.. ونظرة المصادر للصحفيين علي أنها مهنة لها دور ايجابي في المجتمع وليست رقيبا او خصما علي العمل الجامعي.. وطالبوا بضرورة وضع تحديد فلسفة للتعاون بين المؤسسات الصحفية واعضاء هيئة التدريس والقيادات الجامعية.