نجاح اليوم المصري الألماني كان له مظاهر ودلائل عديدة في مقدمتها ذلك الحضور الواسع والمشاركة العريضة للمؤسسات البحثية والجامعات الألمانية المتميزة والتي اعتبرها وزير الاتصالات المصري مؤشراً هاماً يعكس حرص هذه الجهات والمؤسسات علي توسيع أنشطتها العلمية في مصر سواء من خلال التعاون البناء والمثمر مع معهد تكنولوجيا المعلومات ITI الذي استضاف الاحتفالية في مقره الجديد بالقرية الذكية أو مع الشركات والجامعات المصرية التي تحرص علي تفعيل قنوات الاتصال والتعان مع الجانب الألماني.. كذلك برز نجاح اليوم الأول للشراكة المصرية الألمانية في تفاعل شباب وخريجي معهد تكنولوجيا المعلومات مع الحدث المهم وفاجأ بعضهم الجميع باستعراض قصص نجاح رائدة تستحق أن تدرس في مدارسنا وجامعاتنا بما إحتوته من مصاعب وتحديات واجهها المصريون في رحلتهم للدراسة والعمل في ألمانيا خاصة ما يتعلق بتعلم اللغة الألمانية والاندماج في الثقافة الألمانية وغيرها من التحديات التي يصعب التغلب عليها إلا من جانب أصحاب الإرادة الحديدية. أما أسباب نجاح اليوم المصري الألماني فهي كثيرة أبرزها الدعم اللامحدود الذي قدمه الدكتور طارق كامل نفسه والذي تجلي في إصراره علي الحضور والمشاركة طوال اليوم وحتي نهايته.. وحماس وزير الاتصالات للجانب الألماني ليس نابعاً فقط من كونه أحد خريجي المدارس الألمانية الخاصة بالقاهرة ثم دراسته في الأكاديمية الألمانية بميونيخ.. ولكن أيضاً لإدراكه لحجم ألمانيا التكنولوجي باعتبارها أحد أكبر القوي التكنولوجية العظمي في العالم وعلي مستوي كافة مجالات الحياة. أما السبب الثالث فهو التفوق الألماني الواضح في تأهيل وتدريب الكوادر البشرية علي أحدث التكنولوجيا الموجودة في العالم. والذي يتأمل كلمة الدكتور طارق كامل إلي المشاركين في الملتقي يدرك مدي اهتمامه بتفعيل مجالات التعاون المشترك بين البلدين.. ورغم الثمار العديدة التي حصدناها من التعاون مع ألمانيا في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الأخيرة.. فإن وزير الاتصالات أكد تطلعه لتحقيق مزيد من التعاون والتحليق في هذا المجال إلي آفاق بعيدة. ولذلك لم يكن مستغرباً أن يلقي طارق كامل كلمته باللغة الألمانية وهي من المرات القليلة التي يتحدث فيها بلغة غير العربية أو الإنجليزية.. فقط أراد أن يشعر الضيوف الألمان بأنهم في بلدهم.. وأراد أيضاً أن يتفهموا حقيقة مشاعر المصريين المتواجدين في قاعة المؤتمرات الرئيسية بمعهد تكنولوجيا المعلومات من مسئولين وخبراء وقيادات شركات فضلاً عن طلاب وخريجي ال ITI وهي مشاعر تحمل معاني الحب والود والتقدير والرغبة القوية في مد ودعم أواصر التعاون بين البلدين إلي أقصي الحدود. تحدث د.طارق كامل الألمانية بطلاقة وبدا للجميع وكأنه يتحدث بالعربية فأكد سعادته بوجوده في اليوم الأول للشراكة الألمانية المصرية واعتبره خطوة كبيرة علي طريق التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. أشار الوزير إلي العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وألمانيا والتي يعود عمرها إلي أكثر من 35 عاماً سواء في الصناعة عموماً أو تكنولوجيا المعلومات علي وجه الخصوص مؤكداً علي قوة ومتانة هذه العلاقات منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات والمستشار الألماني الأسبق شميت في حقبة السبعينيات.. ثم استمر التعاون ودخل في مراحل أكبر وأكثر عمقاً في عهد الرئيس حسني مبارك مع المستشار السابق شرودر ومستشارة ألمانيا الحالية إنجيلا ميركل. أضاف د.طارق كامل أن الرئيس مبارك قام بالعديد من الزيارات الناجحة لألمانيا مشيراً إلي أنه شرف بمرافقة الرئيس في هذه الزيارات وأبرزها رحلة 2006 التي حققت نجاحاً منقطع النظير. انتقل وزير الاتصالات في خطابه من المجال السياسي إلي الثقافي في حديثه عن التعاون المصري الألماني.. فأشار إلي وجود العديد من المدارس الألمانية الخاصة في مصر منذ عشرات السنين مؤكداً فخره بأنه أحد خريجي المدارس الألمانية ثم انتقل إلي ميونيخ لاستكمال دراسته في الأكاديمية الألمانية. حيا د.طارق كامل علاقات الشراكة بين القاهرة وبرلين مشدداً علي ضرورة استمرار هذا التعاون ودعمه بين الجانبين من ناحية ومع الاتحاد الأوروبي عموماً من ناحية أخري.. واستعرض الوزير الشراكات الناجحة بين الشركات المصرية ونظيراتها الألمانية وأبرزها شركة سيمنس العملاقة وغيرها من الشركات التي ساهمت في إقامة البنية التحتية في مصر. أضاف الوزير أنه بإمكاننا تنمية ودعم هذا التعاون بصورة أكبر في المستقبل موضحاً أن لدينا قاعدة أساسية جيدة تمكننا من تقديم المزيد من العمل والإنجاز والنجاح في المرحلة القادمة.. ولدينا أيضاً طاقات عمل مؤهلة قادرة علي تقديم نماذج عملية أكثر نجاحاً. أشار د.كامل إلي المبادرة التي أطلقتها الجامعات الألمانية وعلي رأسها جامعة "بادر بورن" منذ 8 سنوات لاستضافة عشرات الطلاب المصريين الذين اكتسبوا خبرات كبيرة وعميقة ساعدتهم للعمل في ألمانيا أو إثراء التجربة المصرية بعد عودتهم إلي أرض الوطن. وشدد د.طارق كامل علي اهتمام الحكومة برئاسة د.أحمد نظيف بدعم وتوسيع مجالات التعاون مع ألمانيا بهدف تطوير تكنولوجيا المعلومات في مصر مؤكداً علي ضرورة أن نتعاون مع شركائنا الألمان في تطوير التكنولوجيا النظيفة والحوسبة السحابية وبعض المجالات الأخري مثل تأمين شبكات المعلومات والتعلم عن بعد. قال إن الطلبة المصريين الذين ذهبوا إلي ألمانيا للدراسة والعمل هناك يمثلون قيمة مضافة معرباً عن أمله في استمرار ومضاعفة الدعم السياسي لهذا التعاون المشترك.. أضاف أن أكثر من 30 خبيراً ألمانياً جاءوا للمشاركة في اليوم المصري الألماني الأول وهي فرصة نادرة لكي نخطط لتحقيق المزيد من المشروعات والنجاحات المشتركة في المستقبل. إختتم الوزير كلمته قائلاً: أتمني أن نلتقي سوياً العام القادم وقد حققنا المزيد من النجاحات وسندرس بعد عام من الآن ماذا حققنا وهل نفذنا الأهداف المأمولة.. ثم قام الوزير بإهداء درع معهد تكنولوجيا المعلومات ITI للسفير الألماني بالقاهرة مايكل بوك في حضور الدكتور محمد سالم رئيس المعهد ورؤساء وقيادات الجامعات ومراكز البحث الألمانية. وخلال كلمته حرص د.طارق كامل علي تقديم بعض المسئولين والخبراء المصريين الذين شاركوا في دعم التعاون والشراكة بين مصر وألمانيا ومنهم بترتيب الظهور الدكتور طارق السعدني الرئيس التنفيذي لمركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال. والدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات والدكتور شريف هاشم نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والدكتور محمد ماجد أحد الخبراء المصريين المرموقين في تكنولوجيا الحوسبة السحابية وصاحب التجربة الفريدة في نقل التكنولوجيا إلي أقاليم مصر ومنها أسيوط. كما وجه الوزير التحية للدكتور محمد سالم رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات لجهوده في دعم التعاون العلمي والتكنولوجي والبحثي بين ال ITI والعديد من الجامعات والمعاهد البحثية الألمانية. قال د.محمد سالم رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات إن اليوم المصري الألماني يأتي تتويجاً لجهود الشراكة الألمانية مع معهد تكنولوجيا المعلومات من أجل المزيد من التطوير والإبداع في تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.