تعرض عدد كبير من المواطنين البسطاء ركاب أتوبيسات هيئة النقل العام أثناء ذهابهم للحدائق العامة والمتاحف للترفيه عن أنفسهم وأسرهم خلال عطلة عيد الأضحي المبارك لخدعة حيث قامت الهيئة بتخصيص عدد من الأتوبيسات المتهالكة وكتبت عليها "خدمة خاصة" بدأت من موقف أحمد حلمي وعدد من المواقف العامة في مناطق مختلفة.. فوجيء الناس بأن تلك الأتوبيسات غير جيدة والمقاعد متهالكة بخلاف زيادة أسعار التذاكر عن الضعف حتي ان بعضهم فضل استخدام سيارات الميكروباص لأنه أرخص وأسرع.. "إحنا" قابلت الركاب. فماذا قالوا؟! عادل سليمان "موظف" يقول: حضرت من المنوفية أنا وأسرتي لقضاء يوم العيد وسط الحدائق العامة والمتنزهات وشاهدت الأتوبيس في موقف أحمد حلمي وعليه "الهرم- جيزة- أحمد حلمي".. وسألت السائق: هل يمر علي حديقة الحيوان؟ فقال: نعم. وسعدت وعلي الفور صعدت الأتوبيس أنا والأسرة والمكونة من 8 أفراد. وبعدما تحرك حضر المحصل وطلب 8 جنيهات ثمن التذاكر. فاندهشت لأن ثمن التذكرة 50 قرشا وسألت المحصل عن السبب. فقال: إن الهيئة وفرت هذه الخدمة للمواطنين في العيد. وتساءلت: أي خدمة. والكراسي متهالكة. والأتوبيس قديم وثمن التذكرة زاد الضعف.. وبدلاً من أن توفر الهيئة الأتوبيسات في المناسبات وبأسعار مخفضة. نراها تنافس الميكروباصات في استغلال المواطنين بفرض زيادة علي أسعار التذاكر ولو كانت الهيئة جادة في تقديم خدمة خاصة بجد للمواطنين لوفرت لهم أعدادًا كبيرة من الأتوبيسات علي خطوط الحدائق والمتنزهات. يضيف صابر حسان "فني كمبيوتر" ركبت أتوبيساً لتوصيلنا إلي حديقة الحيوان بالجيزة وفوجئت بالمحصل يطلب 6 جنيهات لعدد 6 أفراد كانوا معي.. وقلت له: دائماً ما أركب علي نفس الخط وبتذكرة ثمنها 50 قرشاً.. ماذا حدث؟ فقال: إنها "خدمة خاصة" وفرتها الهيئة لخدمة الركاب. خاصة في العيد.. اندهشت كثيراً مما يحدث وكيف أنزل ونحن قطعنا نصف المسافة.. وماذا تعني "خدمة خاصة" ونحن في مناسبة سعيدة. وكان يجب علي المسئولين توفير وسائل المواصلات كخدمة عامة بأسعار مخفضة تخفيفاً عن المواطنين الذين يعانون من زيادة الأسعار في كل شيء. وانتهزوا فرصة للترويح عن أنفسهم.. لكن يبدو أن الحكومة كثيراً ما تكون سعيدة وهي تشاهد معاناة المواطنين خاصة في المناسبات السعيدة. أما سامية محمود "مدرسة" فتقول: أتيت من بنها أنا وأولادي الخمسة للترفيه عنهم في ثاني أيام عيد الأضحي في الحدائق العامة وركبنا الأتوبيس من موقف أحمد حلمي. وبعد التحرك حضر المحصل وطلب ثمن التذاكر. وفوجئت بالزيادة.. وقلت له: إنه أتوبيس نقل عام وهذه الزيادة لم تكن من قبل. قال: إنها "خدمة خاصة" في العيد.. وسألته: هل خدمة الهيئة تقوم بزيادة الأسعار في العيد أم توفر خدمة؟ بينما يري جابر حسانين "تاجر" أن المسئولين بهيئة النقل العام لايهمهم معاناة المواطنين. وبدلاً من توفير وسائل المواصلات التي تتناسب مع دخل البسطاء الذين ينتهزون فرصة الأعياد للترفيه عن أنفسهم فإنهم يفاجأون بوسائل مواصلات تابعة لهيئة النقل العام أجرتها مضاعفة بحجة انها "خدمة خاصة" وهذا لا يحدث في أي بلد يحترم مواطنيه. هلال شكري "عامل" يقول: ركبت سيارة أتوبيس عادية جداً لتوصيلنا إلي الهرم أنا وأولادي وفوجئت بالمحصل يقول: إن السيارة "خدمة خاصة" والأجرة جنيه. واعترضت أنا ومن معي. إلا انه قال: ليس لدينا ذنب. اسألوا الهيئة عن الخدمة. والزيادة. قلت له: كثيراً ما تقوم الهيئة بتوفير خدمات خاصة لكن بنفس أسعار التذاكر في الأيام العادية.. وهذه الزيادة في أسعار التذاكر لم تحدث من قبل إلا إنه رفض الحديث وقال: "اللي مش عاجبه ينزل".. وأتساءل: هل توفير الخدمة بزيادة الأسعار. وما هي الخدمة التي شاهدناها والسيارة متهالكة وغير مكيفة. وكيف لمواطن بسيط يريد أن يسعد أولاده بقضاء يوم في الحدائق العامة التي في متناول الجميع ويفاجأ بالزيادة في كل شيء حتي أسعار الركوب.. فأين المسئولون الذين يقولون دائماً إنهم مع البسطاء. فماذا يفعل البسطاء والنزهة التي كانت لا تتعدي الجنيهات الآن تتكلف المئات وما ذنب أولادنا؟ يضيف زكريا حسن "محاسب": تجد في الشارع العديد من الأتوبيسات وبألوان متنوعة وبأسعار مختلفة كأنه "كرنفال" واختفي أتوبيس الغلابة حيث كان ثمن التذكرة 25 قرشاً وبدأ يتقلص واحدة واحدة.. والحكومة تركت الحبل علي الغارب لكل من هب ودب وغابت الرقابة وأصبحنا نجد أتوبيسات علي كل شكل ولون وبأسعار تنافس الميكروباصات العادية.. وأخيراً شاهدنا في أيام العيد أتوبيسات مكتوباً عليها "خدمة خاصة" تنقل الركاب للحدائق العامة. وسعدنا بها.. لكننا فوجئنا بزيادة أسعار التذاكر فيها للضعف.. ويتساءل: هل المواطن البسيط ليس لديه مكان في هذا البلد.. حتي الحدائق والمتاحف التي كانت تستقبل الغلابة أصبح الوصول إليها صعب المنال. وبدلاً من أن تحارب هيئة النقل العام.. وسائل المواصلات الخاصة وتخفض أسعارها. نجدها تنافسهم.. فأين الرقابة وحماية محدودي الدخل الذين يتحدثون عنها ليل نهار؟ دعاء جابر "موظفة" تقول: منذ عدة شهور رأينا في الشارع أتوبيسات خاصة بهيئة النقل العام. وبلون "أحمر مميز" وسائق ومحصل بزي مختلف. وثمن التذكرة 100 قرش بدلاً من 50 قرشا. بحجة انها سيارات مميزة والوقوف فيها ممنوع. ويوم بعد يوم بدأت الأتوبيسات العادية تتقلص. مما يضطرنا للركوب في السيارات المميزة لكنها فوق طاقتنا وترهقنا مادياً.. وفي أيام العيد شاهدنا بعض أتوبيسات الخدمة الخاصة التي ضاعفت الأجرة.. ونتساءل: لماذا لا تعلق الهيئة صراحة أنها بصدد زيادة الأجرة بدلاً من الاستخفاف بكتابة عبارات ليس لها محل من الإعراب سوي الضحك علي العقول.. كفانا استهزاء بالمواطنين. خاصة البسطاء. حسام طه "محام" يقول: الشارع أصبح فوضي في كل شيء خاصة سير العربات الميكروباص والميني باص. ومما زاد الطين بله الكم الكبير الذي نشاهده من أتوبيسات هيئة النقل العام بألوانها المختلفة وأسعارها المرتفعة وكأننا في ماراثون. والمواطن البسيط هو الضحية حيث يعاني أشد المعاناة من زيادة الأسعار في كل شيء.. ونري كل يوم هيئة النقل العام تبتكر أشكالاً وألواناً للأتوبيسات مكتوب عليها عبارات "خاص- مميز- مكيف" وجميعها لا تعبر عن المكتوب.. ونفاجأ بأن أسعار التذاكر زادت أضعافاً. والخدمة تسوء.. وبعد عدة أيام تعود الأتوبيسات كما كانت ويختفي المميز والخاص والمكيف.. وتعود السيارات القديمة التابعة للهيئة بألوانها الجديدة وبأسعارها العالية وكأن الهيئة ضحكت علي المواطنين.