يوم الثلاثاء الماضي دفعتني ظروف عائلية للسفر بمفردي لمحافظة دمياط لقضاء اجازة عيد الفطر المبارك مع أسرتي ولم أجد أمامي لتحقيق ذلك إلا استقلال أتوبيس شركة النقل الوحيدة التي تغطي محافظات شرق الدلتا والقناة رغم ما يمثله الأمر من إرهاق نفسي وجسدي حيث يقطع المسافة علي أقل تقدير في خمس ساعات مليئة بالمخاطر. عقب اجتيازنا بوابة الإسماعيلية وجدت سائق الأتوبيس ينحرف يميناً ليسلك طريق محور 30 يونيو الذي بدأ منذ أيام التشغيل التجريبي له لأجد نفسي علي الطريق الذي يصل بين محافظتي بورسعيد ودمياط في غضون ساعة بدلاً من ساعتين ونصف علي الأقل حيث وقت الرحلة علي الطريق الأصلي لأجد نفسي في محافظة دمياط خلال أقل من ثلاث ساعات مضت علي إقلاعي من منطقة وسط القاهرة. لم أصدق ما حدث ولم أصدق ما رأيته من جودة في تنفيذ هذا المحور الذي يمتد بعرض 5 حارات في كل اتجاه بشكل يساهم في تحقيق سيولة مرورية ويلغي الكثافات والاختناقات المرورية التي يشهدها طريق الإسماعيلية بورسعيد والذي يمتد داخل الكتلة السكنية وهو ما يتسبب في وقوع العديد من الحوادث عليه بسبب المواطنين والدراجات النارية والسيارات التي تقطع الطريق بالعرض بشكل مفاجئ أمام الشاحنات التي تأتي بسرعة يصعب معها التوقف المفاجئ. ولمن لا يعرف محور 30 يونيو فهو الطريق التبادلي للطريق الموازي لقناة السويس وهو طريق حر مزدوج بطول 95كم وعرض 80 متراً ويعد محور الحركة الرئيسي لتنمية إقليم قناة السويس حيث يبدأ من جنوب بورسعيد ماراً بالطريق الدولي الساحلي بورسعيد دمياط ويمتد جنوباً حتي علامة الكيلو 94 طريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوي ويتم حالياً استكمال امتداده من طريق الإسماعيلية الصحراوي حتي تقاطع طريق جبل الجلالة مع طريق القطامية العين السخنة بطول 106كم ليشكل مع طريق جبل الجلالة والطريق الساحلي للبحر الأحمر محوراً طولياً علي مستوي الجمهورية وهو ما يساعد علي الإسراع من معدلات التنمية في سيناء وإقليم قناة السويس بجانب ربطهما بمنطقة الدلتا بما يساعد علي الخروج من الوادي الضيق. وكما كانت فرحة المصريين في 30 يونيو بالتخلص من قوي الشر التي أرادت لمصر الخراب كانت فرحتي بمحور 30 يونيو هذا الشريان الذي سيحقق انتصاراً جديداً في التنمية وكان بمثابة هدية لي من الدولة لقضاء اجازة العيد وسط أهلي دون تكبد عناء ومشقة السفر.