أقف دائما في صف استقرار الأجهزة الفنية وبخاصة في الأوقات الحرجة من الموسم لذلك اجدني أرجح كفة بقاء أي مدير فني في منصبه حتي نهاية الموسم بدلا من التغييرات المستمرة في الأجهزة والتي تصل إلي 5 أو 6 تغييرات في جهاز فريق واحد ودائما في تقييم تلك الفرق التي تغير الأجهز أكثر من مرة تكون صاحبة النتائج الأسوأ وغالبا يكون الهابطون إلي القسم الثاني من بين تلك الأندية التي غيرت أكثر من مرة في الأجهزة الفنية واري دائما أنه لو استمر اسوأ جهاز فني من بين من تولوا المهمة في أي فريق علي مدي الموسم فإن ذلك لن يكون اسوأ مما انتهت إليه نتائج هذا الفريق. وإذا كان هذا حال الفرق التي تقاتل من أجل البقاء أو التواجد في مركز متوسط. فما بالك بفريق ينافس علي القمة وأخص بالذكر قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك بعد ان اصابت حمي تغيير المدربين الفريقين الكبيرين في السنوات الأخيرة. فالأهلي مثلا اداره 3 مدربين فنيين هذا الموسم بداية من الفرنسي باتريس كارتيرون ثم تلاه محمد يوسف واخيرا جاء الأوروجواني مارتن لاسارتي ورغم ذلك لم يحقق الاهلي أي لقب من بين البطولات التي لعب عليها هذا الموسم ولو بقي كارتيرون في منصبه حتي الآن فلا أعتقد أن النتائج كانت ستسوء أكثر من ذلك. وعندما ساءت النتائج في الدوري وبعد الخروج من دوري أبطال افريقيا هذا الموسم وطالبت بعض الآراء برحيل لاسارتي كنت أول المطالبين ببقائه لأنه لو رحل لضاع الأمل في اللقب الوحيد الذي يلعب عليه الأهلي الآن وهي بطولة الدوري. نفس الوقف كنت أطالب به قبل رحيل المدير الفني السويسري كريستيان جروس عن الزمالك في وقت حساس من بطولة الدوري لأني أعتقد أن بقاءه في منصبه في المباريات الأخيرة الحرجة من الموسم. كان افضل كثيرا من رحيله. رغم أن خليفته المدير الفني المصري خالد جلال كنت اكثر المطالبين ببقائه في ختام الموسم الماضي عندما قاد الزمالك للفوز بكأس مصر بعد موسم حافل بالأزمات. الاستقرار يعتبر عنصرا مهما من عناصر نجاح أي فريق. وليس من شك في أن جروس أوجد هذا الاستقرار وتمكن من عزل الفريق عن الإدارة ونجح في التتويج بلقب الكونفيدرالية بعد غياب 17 عاما للزمالك عن التتويج الافريقي. لذلك كان رحيله خطأ في هذا التوقيت رغم انني أشيد دائما بخالد جلال المنتمي قلبا وقالبا للزمالك. نفس الموقف أخذته في ختام الموسم الماضي عندما طالبت ببقاء خالد جلال الذي حصل علي لقب الكأس للزمالك في أصعب المواقف في ختام الموسم الماضي ورغم ذلك رحل جلال بعد الإنجاز وأظن أنه كان قادرا علي قيادة الفريق ببراعة لو استمر هذا الموسم. أما وأن يأتي جلال في خلال موسم وبعد استراتيجية طويلة لجروس فهذا ما يسبب الاضطراب مثلما حدث عندما غير طريقة اللعب فجأة في مباراة حرس الحدود والتي انتهت بالتعادل الذي قلل من فرص الزمالك في اللقب. كنت أتمني أن يتولي خالد جلال المهمة في مطلع موسم يقود خلاله فترة اعداد كاملة يضع خلالها استراتيجيته وطريقة لعبه. ولكنه ظلم بتولي المهمة فجأة في أحرج أوقات بطولة الددوري. ومن حسن حظه أن تتأجل باقي مباريات الدوري حتي يبدأ ولديه الوقت في اعداد الفريق نفسيا وبدنيا من جديد.