بالرغم من الحزن العميق الذي أصابنا جميعاً نتيجة العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت كمين البطل 14 واستشهد فيها الملازم أول عمرو القاضي ومعه جميع الأبطال افراد الكمين بعد تعاملهم مع تلك المجموعة الإرهابية وقتل 6 من عناصرهم وهروب البعض الآخر إلي ان تمكنت القوات الخاصة من تتبعهم والقضاء عليهم جميعاً بعد ساعات قليلة من العملية الخسيسة التي قاموا بها قبيل صلاة عيد الفطر المبارك. أقول انه بالرغم من هذا الحزن الا ان ردود الفعل التي جاءت قبل وفي أعقاب الحادث كانت لافتة للنظر علي صفحات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا كما لو كانت معدة ومتفق عليها من قبل. وكان لافتاً أيضاً تحذير منظمة هيومان رايس من التوجه إلي سيناء قبل أيام قليلة من تلك العملية ومنذ يوم واحد أصدرت السفارة الأمريكية بالقاهرة تحذيراً مماثلاً من التوجه إلي هناك.. وهناك العديد من المعطيات الأخري حدثت مؤخراً تجعل توقعنا لمثل تلك العمليات أمراً حتمياً لعل أهمها استلام الإرهابي الخائن هشام عشماوي مؤخراً من ليبيا لتقديمه للمحاكمة عن الجرائم التي اقترفها في حق أبناء الوطن. وحالة التوتر والضعف التي تمر بها جماعة الإخوان الإرهابية ومحاولتها القيام بأي عمل عدائي تثبت من خلاله استمرار تواجدها علي أرض الواقع.. فلا عجب إذا ان تستخدم كل ما لديها من امكانيات وخبرات تقنية لفبركة أحداث وأحاديث وحوارات نسبت إلي الشهيد عمرو القاضي تحاول من خلالها الاسقاط علي أجهزة الشرطة وعجزها عن دعم الكمين وعلي نفاد الذخيرة وغيرها من الحوارات التي انتشرت علي مواقع مشبوهة من خلال فئة مدربة احترفت التزوير والغش والكذب والخداع تبث سمومها وأخبارها الكاذبة من شبكات عنكبوتية بعضها من داخل البلاد والبعض الآخر من دول مختلفة ويتم تغيير مسميات تلك المواقع علي فترات متقاربة خشية رصدها من أجهزة الأمن المصرية المتخصصة في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية.. ثم ها هي كل من قطر وتركيا تحاول اثبات وجودها بالمنطقة من خلال دعمها لتلك العناصر الإرهابية بكافة أشكال الدعم خاصة بعد النجاحات التي حققها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقيامه بتسليم الإرهابي هشام عشماوي للسلطات المصرية وذلك من خلال تمويل هذه العناصر لاحداث القلاقل والتوترات والإرهاب في المنطقة لتحقيق حلم السيطرة عليها. ولا ننسي هنا التغلغل الإيراني مؤخراً في المنطقة وتلك التدريبات التي تتلقاها حركة حماس بمعرفة الحرس الثوري الإيراني والمساعدات والمعدات التي تحاول من خلالها إعادة تأهيل بعض الانفاق التي دمرتها القوات المصرية وللمساعدة في تهريب الأسلحة والعناصر الارهابية من وإلي سيناء للقيام بعمليات إرهابية بها. انها الحرب النفسية التي تحاول قوي الشر تصديرها إلي نفوسنا ولكن هيهات ان يحدث ذلك فقد كانت النتيجة مخالفة تماماً لتوقعاتهم.. حيث دفعنا ذلك إلي الالتفاف حول وطننا الغالي وقيادته المخلصة الذي أبي ان يحرم أبناء الشهداء من مشاركتهم فرحتهم بقدوم عيد الفطر وهو يعلم ان هناك جريمة شنعاء استهدفت ابطالاً آخرين من رجالنا.. فكان يحمل طفلة أحد الشهداء وعينيه مليئة بالحزن علي من استشهدوا منذ عدة ساعات قبيل صلاة العيد.. ويا لها من قوة تحمل وصبر لا يقوي عليها إلا أولوا العزم والقيادات التاريخية.. كذلك أيضاً يدفعنا إلي عدم التأثر بتلك الحملات الإعلامية التي تسعي للنيل من ثقتنا في جيشنا وشرطتنا وثقتنا ان الله معنا مهما تعرضت بلادنا لمثل تلك الحملات المسعورة وهذه العمليات الإرهابية. سلام لك يا شهيد الوطن وإلي جنة الخلد وتحيا مصر