كل عام وأنتم بخير ومصرنا الجميلة بألف خير وسلام وهي تحتفل بالعيد بالوفاء للشهداء والتصدي للإرهاب في سيناء.. بعد شهر حافل بالإنجازات وأيضا بالأحداث.. وخاصة في اليمن وسوريا والخليج وليبيا والسودان.. علي رأس الإنجازات العبور العظيم إلي سيناء بالأنفاق تحت قناة السويس التي أنهت عزلة سيناء تماما.. وفتحت إليها آفاق التعمير والتنمية بلا حدود.. ثم يتحقق انجاز رائع.. يربط شرق مصر بغربها ويساهم في الاسراع بالتنمية وتحسين جودة الحياة للمصريين.. محور روض الفرج وكوبري تحيا مصر.. أما الأحداث التي نواكبها ومازلنا نعيشها يوما بيوم.. فعلي رأسها أحداث الخليج العربي من غدر إيراني وحوثي.. ثم تركياوقطر وانغماسهما في تزويد ميلشيات طرابلس بالسلاح والمدربين والمقاتلين والتمويل.. ثم التطورات المتلاحقة والمتسارعة في السودان.. أما الحدث الفريد من نوعه.. فهو انعقاد ثلاث قمم.. خليجية وعربية وإسلامية وقد التأمت في مكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين والملك سلمان بن عبدالعزيز وحققت نجاحا كبيرا.. وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمتين العربية والإسلامية.. وكانت كلماته أمام القمتين تحدد خطة طريق للأمتين العربية والإسلامية في مواجهة التحديات المفروضة علي الأمتين وعلي رأسها الإرهاب الذي يقوض سلام وتنمية الأمم ويشوه صورة ديننا الإسلامي السمح وقد جاء ختام الشهر باحتفال مصر السنوي بليلة القدر. ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبنائه حفظة القرآن الكريم. تكريما واحتضانا لمن أنار الله بصيرتهم وقلوبهم بكلمات كتابه الكريم.. وهي مناسبة كانت مجالا لتأكيد الرئيس السيسي لتقديره لشعب مصر العظيم ودوره في انجاح خطة الإصلاح الاقتصادي وتحمله أعباء هذا الإصلاح بصبر وشجاعة وصمود. دعما لوطنه ولكل الجهود المخلصة التي تعمل لتصحيح مسيرته وحشد قواه للبناء والتنمية.. ثم كان افطار العائلة المصرية وتلاه احتفال الوفاء والتقدير للشهداء مع صباح أول أيام عيد الفطر واحتضان الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبناء الشهداء الأبرار من رجال الجيش والشرطة. كانت كلمات الرئيس السيسي عن قضية فلسطين أمام قمم مكة.. واضحة فاصلة.. مصر لا تقبل حلا للقضية بغير حل الدولتين وقيام دولة فلسطين علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. وأعاد الرئيس أمام افطار العائلة المصرية تأكيد هذا الخط المصري الثابت بلا أي تغيير في سياساتها تجاه القضية التي ضحت من أجلها بأكثر من مائة وخمسين ألف شهيد نافيا بذلك أي ترهات تقال عما يسمي "صفقة القرن".. وتؤكد ان مصر لا يمكن أن تقبل شيئا لا يقبله الفلسطينيون ومفندا أي قول يدور في وهم أو خيال البعض عن ربط سيناء بتلك الصفقة المشبوهة.. فسيناء أرض مصرية.. ومصر لا يمكن أن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها التي روت كل شبر فيها دماء الشهداء من أبنائها.. وهذا كله يأتي في اطار سياسة مصرية ثابتة.. تعتمد مباديء الأخلاق والشرف في وقت عزت فيه الأخلاق.. وعز فيه الشرف.. كما سبق وقال الرئيس السيسي.. ويعنينا أيضا من أحداث الأيام الأخيرة متابعة ردود الأفعال علي مقررات قمم مكة.. والتي أدانت مواقف إيران العدائية ضد الأمة العربية ومنها رد الدويلة القطرية.. فكان مثيرا للشفقة والسخرية معا.. فقد تأخر اعتراضها أكثر من يوم.. وقالوا في تفسير التأخير.. أنهم لم يكونوا قد "تمعنوا في بيانات القمم" وعندما فعلوا.. أي عندما "تمعنوا".. اكتشفوا أنهم لا يمكنهم الموافقة علي ما جاء بها!! وواضح ان "التمعن" جاء بعد أن لفتت إيران نظرهم إلي ما جاء فيها.. فاعترضوا.. ثم أضاف الأمير في اتصاله مع رئيس إيران عزمه علي المزيد من توطيد علاقاتهما في جميع المجالات.. وهكذا تمضي دويلة قطر تغرد.. أو تنعق بعيدا عن السرب.. وتسير عكس الاتجاه. اعتراض آخر علي قرارات قمم مكة. كان من نصيب سوريا.. التي تدافع عن الوجود الإيراني لديها.. وتصفه بأنه مشروع لأنه جاء بطلب منها!! والسؤال: هل تستطيع سوريا أن تطلب من هذا الوجود "المشروع" أن يغادر سوريا.. وأن تسحب موافقتها علي وجوده علي أراضيها؟! نأتي إلي الاعتراض الآخر وهو للأسف أكثرها وقاحة وبجاحة أيضا. فهو تعبير وقح عن اختطاف لبنان. وامتهان إرادته لدي إيران وصبيانها وأذرعها الذين ينقلون معاركها بعيدا عن أرضها ليدمروا أرضهم بدلا من أرضها. يخرج مخلب إيران في لبنان ليهدد ويتوعد ويهاجم الكل بألفاظ عدائية واستعدائية أيضا.. فحزب الله لا يهمه لبنان.. ولا أهل لبنان.. يهمه فقط إيران وملاليها.. ولبنان أصبحت مع حزب الله دولة مخطوفة كما يقول اللبنانيون أنفسهم.. لا تمتلك قرارها.. ومخلب إيران في لبنان يتهم رئيس وزراء لبنان سعد الحريري بأنه أخل بالنأي بالنفس.. بموافقته علي مقررات القمم.. أما تعريضه سلامة لبنان للخطر والخراب والدمار الذي سيلحق بلبنان. هو أمر ليس في حسابه ولا تقديره. المهم هو تنفيذ أوامر الولي الفقيه وتلقين أمريكا وإسرائيل درس العمر. الذي سيلقنونه بالتالي للبنان خرابا ودمارا.. وهذا كله لا يعتبره "مخلب إيران" في لبنان جرا للبنان إلي الهاوية. كما أنه يأتي أيضا من وجهة نظره في اطار سياسة النأي بالنفس كما يفهمها الشيخ حسن والذي يلوم رئيس الوزراء سعد الحريري لأنه أخل بالنأي بالنفس. بموافقته علي قرارات مكة.. ولا يعتبر الشيخ حسن أنه فعل شيئا يضر بلبنان.. هو فقط سيدمر لبنان.. وسيجهز علي موسم السياحة الصيفية التي يعيش عليها لبنان قبل أن تبدأ.. وسيوقف تنفيذ مقررات مؤتمر باريس بدعم لبنان.. فقط هذا هو ما سيفعله الشيخ حسن.. وسيكون في منتهي الكرم عندما يعترف وسط أنقاض لبنان.. كما فعل في عام 2006 بأنه لو كان يعلم أن هذا سيحدث ما كان أقدم عليه. حقا انه مأساة.. وعلينا أن نتابع من الآن ما سوف يجري علي الأرض في لبنان.. بعد تهديدات مخلب إيران وبعد أن رفعت أمريكا يدها التي تكف إسرائيل عن لبنان.. وأبلغ مبعوث أمريكا سافر فيليد بخريطة الصواريخ التي نصبها حزب الله موجهة إلي إسرائيل.. وقال انه لا يمكن أن يمنع رد الفعل إذا أرادت إسرائيل أن تدمر هذه الصواريخ ومواقعها التي كشفتها الأقمار الصناعية وتملك أمريكا وإسرائيل خرائطها. آخر ردود الأفعال هي ردود الأفعال الإيرانية التي جرت في شكل موجة جديدة من توزيع الأدوار ما بين الرضوخ لأول مرة إلي التفاوض مع أمريكا.. وما بين التلويح بتدمير أسطول أمريكا الذي يقع في مرمي صواريخ إيران.. وما بين مصالح أمريكا التي تقع تحت يد عملاء إيران وصبيانها في العواصم العربية الأربع التي تتحدث عنها إيران.. دمشق وبيروت وبغداد وصنعاء!! ولكن كل هذا لن يجدي شيئا.. فالجلوس علي مائدة الاستسلام.. أصبح أمرا لا مفر منه.. والشروط الاثني عشر لن تقبل التجزئة وسوف "يتجرع الملالي السم".. وهم يقبلونها!!